متابعة -زهراء خليفة
يريد كل والد أن يكون أطفالهم ناجحين وسعداء في الحياة.
قد يعتقد بعض الناس أن النجاح يعتمد فقط على التميز الأكاديمي ، ولكن إذا نظرنا إلى الأشخاص الناجحين من حولنا ، فسنجد أن العديد منهم ليسوا ممتازين أكاديميًا بالمعنى التقليدي ، لكنهم يلعبون كما يحلو لهم.
إذن ما هي الموهبة؟ كيف يكتشف الآباء مواهب أبنائهم؟
قالت المستشارة النفسية والتربوية الدكتورة لورا أبو بكر: “الموهبة هي قدرة خاصة على فعل شيء يمتلكه الفرد بالفطرة دون أي تمرين أو تدريب ، وهي عطية إلهية لا يستطيع الإنسان اكتسابها لأنه يجيدها. تختلف عن المهارة ، وهي خبرة مكتسبة يكتسبها الفرد من خلال التعلم والتدريب ، ويستغرق تطويرها وقتًا وجهدًا.
اقتراحات للطفل
وتقول الدكتورة رولا إنه لاكتشاف موهبة طفلك، لا بد من السماح له بتنفيذ ما يرغب القيام به، وتشجيعه وتوجيهه وتقديم اقتراحات له، كأخذ درس في الموسيقى أو الدراما أو غير ذلك، ومراقبته أثناء اللعب لمعرفة مواهبه.
وعلى الأهل دعم خيارات الطفل ومساعدته في العثور على مواهبه، ففي المراحل العمرية الأولى قد لا يعرف الطفل جيدا ما يحبه وما يريده، فعلى الأهل إشراك الطفل بالكثير من النشاطات حتى تظهر ميوله واهتماماته.
التشجيع القاعدة الأولية للموهبة
وترى المستشارة أبو بكر أنه “لتنمية موهبة طفلك، لا بد من التشجيع، وهي القاعدة الأولية للموهبة، وترك حرية الاختيار لطفلك مع توفير الجو والأدوات الضرورية”.
وتضيف “لا تنتقد طفلك وتُشعره بأنه لم يفعل المتوقع أو لم يحاول بما فيه الكفاية، بل امدح ما فعله، وقدّر جهده وليس موهبته. لا بد أن يشعر الطفل أن هناك فارقا بين قدراته وجهده المبذول، وكيف يوظف كليهما لإنتاج أفضل ما لديه من دون انتقاد أو توجيه”.
عوامل وراثية وبيئية
من جانبه، يقول المستشار التربوي الدكتور عايش نوايسة إن الطفل الموهوب هو الذي يتميز عن أقرانه بذكاء مكاني وبصري وحركي، ويميل إلى أداء متميز في جانب معين، فبعضهم مثلا يبدع في الألعاب العقلية، كالشطرنج، في حين يبدع آخرون في الرسم أو الموسيقى أو الرياضيات.
ويرى أنه في مجال الكشف عن الموهبة لدى الأطفال اليوم، لا مجال للتخمين أو الصدفة. ووفق الدراسات والبحوث، فإن العوامل الوراثية تساهم بنسبة 80% من الذكاء.
خطوات مهمة
راقب طفلك بدقة:
حاول معرفة ما يحب طفلك القيام به، مثل الرسم والتلوين وقراءة كتب القصص، ثم ساعده على تطوير تلك المهارة. ابدأ في سن مبكرة، واسمح لأطفالك بالمشاركة في برامج النشاطات التعليمية المختلفة التي تُنظَّم في الحي أو في منطقة قريبة من المنزل.
تصرَّف بمجرد أن تكون متأكدا بنسبة 100%:
عندما تجد هواية طفلك المفضلة، لا تتعجّل، اتخذ خطوات صغيرة وتصرّف وفقا لذلك. مثلا، افترض أن طفلك يحب القراءة، كن بطيئا، وقدّم أول هدية له، مثل القصص المتنوعة أو كتب عن الإبداع وفي مناسبات مختلفة، وعندما تكون متأكدا بنسبة 100% من أن هذا ما يحبه، يمكنك اصطحابه لأقرب مكتبة للعثور على الكتب المفضلة لديه.
يمكن أن يكون الإنترنت مفيدا:
إذا كان طفلك يحب تصفح المواقع التعليمية أو ألعاب الكمبيوتر، اغتنم الفرصة، فيمكن أن تلعب شبكة الإنترنت دورا حيويا في تطوير موهبة طفلك. لذلك، اجعله يفهم إيجابيات وسلبيات الإنترنت، إذ يمكن للأطفال العثور على أفضل المعلومات حول الموضوعات التي تهمّهم.
المحادثة ضرورية بينك وبين طفلك:
يمكنك بدء محادثة من خلال مشاركة ما يفكّر فيه طفلك، بدلا من سؤاله عن الأمر. ركز على أفكار طفلك، وما هي أحلامه.