متابعة – نغم حسن
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش أن الإمارات في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” أصبحت وهي تجسد قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية في أسمى معانيها دولة فخورة بقيمها ومبادئها دولة الانفتاح الثقافي والحضاري تقوم بدور رائد وملموس في تنمية علاقات التعارف والحوار والعمل المشترك في العالم أجمع.
وبحسب “وام”، قال معاليه – في الكلمة الرئيسية التي ألقاها خلال افتتاح فعاليات اليوم الثاني من الكونغرس العالمي للإعلامي بمناسبة اليوم الدولي للتسامح الذي يوافق 16 نوفمبر من كل عام – : “ أتقدم بعظيم التحية وفائق الشكر والامتنان إلى راعي الكونغرس العالمي للإعلام في دورته الأولى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة .. مقدراً لسموه كثيراً حرصه الكبير على أن تكون وسائل الإعلام قادرة تماماً على أداء دورها المرتقب في توعية الإنسان والارتقاء بمعارفه وسلوكه كي يكون مواطناً صالحاً في هذا العصر كما أشكر لسموه كذلك دعمه القوي للأنشطة والفعاليات كافة التي تؤكد المكانة المحورية والرائدة لدولة الإمارات في جميع المجالات ومختلف الميادين ”.
حضر افتتاح فعاليات اليوم الثاني من الكونغرس العالمي للإعلام .. سعادة الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي وزير شؤون الإعلام في مملكة البحرين ومعالي أحمد العفيفي نائب رئيس جمهورية سيشل وسعادة محمد جلال الريسي مدير عام وكالة أنباء الإمارات “وام” رئيس اللجنة العليا المنظمة للكونغرس العالمي للإعلام.
كما حضر الافتتاح .. معالي داود أويس جامع وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الصومال ومعالي هون مونيكا وزيرة الدولة للمعلومات وخدمات البث في زيمبابوي ومعالي جاي أحمد وزير العدل في جزر القمر ومعالي محمد إدريس وزير الإعلام في إثيوبيا وبابكر دياجين رئيس المجلس الوطني لتنظيم الاتصال السمعي والبصري في السنغال.. بجانب عدد من الوزراء من الدول الصديقة والشقيقة والسفراء المعتمدين لدى الدولة.
وأضاف معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن مكانة دولة الإمارات ودورها الرائد عالميا في مجال التسامح والتعايش والحوار تجسد في إنشاء وزارة متخصصة للتسامح والتعايش أتشرف بتمثيلها وهي الوزارة الوحيدة من نوعها في العالم تركز في عملها على التعليم والتوعية لجميع السكان إضافة إلى العمل المثمر، مع جميع مؤسسات المجتمع وخاصة مع المدارس والجامعات ووسائل الإعلام والاتصال في سبيل تدعيم قيم التسامح والتعايش في المجتمع – تعمل الوزارة كذلك على توفير الفرص أمام الجميع للإسهام الناجح في مسيرة المجتمع والعالم دونما تشدد أو تعصب أو تفرقة أو تمييز.
وأشار معاليه إلى الدور المهم لوزارة التسامح في إنتاج المعارف ونشرها حول التسامح والتعايش بالإضافة إلى اقتراح القوانين والتشريعات وتنظيم الأنشطة والفعاليات التي تجسد مفاهيم التسامح والأخوة الإنسانية على أرض الواقع – هذا إلى جانب تنظيم برنامج طموح للدراسات والبحوث وإنشاء المقاييس والمؤشرات التي تقيس مدى تحقق التسامح في الدولة – للوزارة كذلك دور مهم في إنشاء الشراكات المحلية والعالمية – نحن شريك أساسي في كافة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي ترتبط بحقوق الإنسان ونبذ العنف والكراهية وتحقيق السلام والوفاق في العالم – وهنا أشير على سبيل المثال إلى أن الوزارة قد أطلقت هذا العام مبادرة مهمة لتأسيس : ” التحالف العالمي للتسامح ” الذي يسهم في نشر قيم التعايش والمحبة والسلام في كل مكان” .
وقال إن النظرة الموضوعية لما تحقق ويتحقق في الإمارات في مجالات التسامح والتعايش أيها الإخوة والأخوات إنما تشير إلى عددٍ من النتائج الواضحة المتمثلة في الآتي “أن الانفتاح على العالم، والأخذ بمبادئ التسامح والتعايش، هو تعبير أكيد، عن الثقة بالنفس، والثقة بالوطن، والحرص القوي على الهوية الوطنية، وعرض خصائصها المتميزة، أمام العالم كله.. إضافة إلى أن ذلك أيضاً، يعبر عن قناعتنا في الإمارات، بأن البشر جميعاً، هم أعضاء في مجتمع إنساني واحد، يعمل فيه الجميع معاً، من أجل تحقيق الخير والرخاء، في ربوع العالم كافة وإن مفهوم المجتمع الإنساني الواحد، قد تأكد في وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، التي صدرت في أبوظبي، في عام 2019، وبحضور قداسة البابا فرانسيس وفضيلة الإمام الأكبر، الشيخ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبدعم قوي من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وذلك إيماناً من سموه بأن الأخوة الإنسانية هي الطريق لتحقيق التفاهم، والتقدم، والسلام، والاستقرار في جميع أنحاء العالم، بل هي كذلك، تعبير قوي، عن الثقة والأمل، في المستقبل” .
وأضاف معاليه : “ أن النتائج أظهرت أن تجربة الإمارات، تشير إلى أن جهود تعزيز ثقافة التسامح والتعايش، لايجب أن تقتصر فقط، على المناقشات النظرية بل يجب أن تكون مجالاً للمشروعات العملية، ومبادرات الريادة الاجتماعية والاقتصادية – إنني أدعوكم في هذا اللقاء، وأنتم تدرسون سبل تشكيل مستقبل الإعلام في العالم، إلى إدراك أن الأنشطة المرتبطة بالتسامح والتعايش، والعلاقات بين الأمم والشعوب، يمكن أن يكون لها قيمة اقتصادية مهمة، تسمح بإنشاء المشروعات، وتأسيس الشركات، والابتكار المفيد، على كل المستويات .. إضافة إلى أن إنشاء وزارة التسامح والتعايش في الإمارات جاء تأكيداً على حقيقة واضحة، هي أن نشر ثقافة التعارف والحوار والعمل المشترك، بين أصحاب الحضارات والثقافات، هو أمر لايتحقق بصفةٍ تلقائية، بل لابد من رعايته وتنميته باستمرار”.
وأشار إلى دور وسائل الإعلام والاتصال في تنمية قدرات المجتمعات المحلية والعالمية على الأخذ بمبادئ التسامح والأخوة الإنسانية .. وقال :” إنكم في هذا الكونغرس العالمي للإعلام، عليكم واجب ومسؤولية في مساعدة القراء والمستمعين والمشاهدين، في التعرف على ثقافات الآخرين، والانفتاح عليهم، والتعامل معهم، بحكمةٍ وإنسانية، بل وأيضاً، في بناء قناعاتهم، بأن التعددية والتنوع في خصائص السكان، هما مصدر عزمٍ وقوة، في المجتمعات البشرية – عليكم واجب ومسؤولية، في العمل مع الجميع : الأطفال،و الشباب، والأسر، ورجال الدين، ورجال الأعمال، والمدارس والجامعات، ومؤسسات المجتمع المدني، كي يقوم الجميع، بأدوارهم المرتقبة، في هذا المسعى الإنساني الهام – عليكم واجب ومسؤولية، في الانفتاح الواعي، على كافة التجارب النافعة في العالم، بل وكذلك، الاحتفاء بها، والتعريف بمعالمها – عليكم واجب ومسؤولية، في التعرف الدائم، على التطور المستمر، في آليات التواصل، وآليات تلقي المعلومات، في هذا العصر، بل وكذلك، الالتزام بالمعايير الموضوعية، والدقة، والشفافية الكاملة، ومكافحة الشائعات، والأخبار المغلوطة أو الزائفة”.
وتابع: “عليكم أيضاً، واجب ومسؤولية، في إدراك دور التسامح، في تطوير عمل وسائل الإعلام، وأن يكون الإعلاميون أنفسهم، والشركات التي يعملون فيها، نماذج طيبة، في التنوع، والتعددية، والنزاهة، والتعلم المستمر – كل ذلك، في إطار قناعة كاملة، بأن قطاع الإعلام والاتصال، في هذا العصر، قد أصبح له دور محوري، في صياغة حاضر ومستقبل العالم، وأن الإعلام الصادق والأمين، هو الطريق الأكيد، لاكتساب ثقة القراء والمستمعين والمشاهدين، والإسهام في تشكيل الوعي المجتمعي، على نحوٍ سليم” .
وقال معاليه في ختام كلمته :” أشكر كل من أسهم في رعاية وتنظيم الكونغرس العالمي للإعلام، متمنياً لكم، مؤتمراً ناجحاً، وآملاً أن تسهم مناقشاتكم ومبادراتكم، في أن تكون وسائل الإعلام والاتصال، وكما نرجو لها، أداةً فعالة للتعارف بين البشر، ومكافحة الجهل بالآخر، والتخلص من الصور النمطية السالبة عنه – إنني أقول لكم اليوم، إن الفجوات الحضارية والثقافية، بين الأمم والشعوب، بإمكانها أن تنتهي، إذا ما توافرات، قنوات الحوار والتعايش والعمل المشترك، والتي تحقق التلاقي والتعاون، بين جميع الأطراف، على قدم المساواة، وكشركاء كاملين، مع بعضهم البعض – أقول لكم، إن وسائل الإعلام، هي قنوات مهمة، تسهم في تحقيق مستقبلٍ للبشر، يتسم بالسلام والوفاق، والاحترام المتبادل، بين الجميع”.