متابعة-جودت نصري
يحدث التجشّؤ نتيجةً لتمدد المعدة بسبب كثرة الغازات داخلها، ولا يعتبر ذا أهميّة تُذكر إلّا إذا ازداد بشكل كبير. عندها تجب مراجعة الطّبيب إذ قد يدلّ ذلك على مشاكل أو أمراض في المعدة. وقد يصل عدد مرّات التجشؤ عند بعض المرضى إلى 20 مرّة في الدّقيقة. وعلى الرّغم من كثرة الأسباب الكامنة وراء حدوث التجشّؤ إلّا أنّ معظم حالاته تحصل نتيجة لما يسمّى بابتلاع الهواء.
أسباب كثرة التجشؤ
لكثرة التجشّؤ أسباب كثيرة جدّاً، فأيّ سبب يؤدّي إلى ازدياد الهواء المبتَلَع قد يؤدّي إلى ذلك، ومن هذه الأسباب ما يأتي:
1-ممارسة سلوكيّات معيّنة من شأنها زيادة كميّة الهواء المبتَلَع: ومن هذه السلوكيّات الأكل، أو الشّرب بسرعة، أو الشّرب باستخدام الماصّة. والتكلّم أثناء تناول الطّعام، ومضغ العلكة أو مصّ الحلوى الصّلبة، وكذلك التّدخين بأنواعه. وممّا يساهم كذلك فرط التنفّس، أو الإصابة بنوبات القلق أو التوتّر.
2-تناول بعض أنواع الطّعام والشّراب: مثل المشروبات الغازيّة المحتوية على ثاني أكسيد الكربون، أو الأغذية المحتوية على النّشا أو السكّر أو الألياف المُسبّبة لكثرة الغازات. ومن هذه الأطعمة: الفول، والعدس، والبصل، والملفوف، والبروكلي، والقرنبيط، والخبز الأسمر، والموز.
3-تناول أنواع معيّنة من الأدوية التي تسبّب كثرة التجشّؤ، أو قد تؤدّي إلى أمراض تسبّب ذلك. ومنها: دواء أكاربوز الذي يعطَى لمرضى النّوع الثانيّ من داء السكريّ، وكذلك الأدوية المسهِلة كاللاكتولوز والسوربيتول. وأيضاً مسكّنات الألم مثل نابروكسين وأسبرين وأيبوبروفين، إذ قد تسبّب هذه الأدوية التهاب المعدة الذي يعدّ أحد الأسباب الشّائعة لكثرة التجشّؤ.
4-الإصابة بحالات مرضيّة معيّنة. حيث تكون كثرة الغازات والتجشّؤ من أعراضها، ويلزم وجود أعراض أُخرى مصاحبة لها للوصول إلى التّشخيص السّليم. ومن هذه الأمراض الآتي: الإصابة بمرض الارتجاع المعديّ المريئيّ، الإصابة بالتهاب المعدة، المعاناة من مرض خزل المعدة…
علاج كثرة التجشؤ
يعتمد علاج كثرة التجشّؤ بشكل أساسيّ على تشخيص مُسبّبه والقضاء عليه، ولكن هنالك سلوكيّات عدّة من شأنها التّقليل من كثرة التجشّؤ منها:
-تناول الطّعام والشراب ببطء للعمل على تقليل كميّة الهواء المبتَلَع.
-تجنّب تناول المشروبات الغازيّة المحتوية على ثاني أكسيد الكربون.
-الإقلاع عن التّدخين؛ لأن شرب السّجائر يساهم في إدخال كميّة أكبر من الهواء إلى المعدة.
-التقليل من مضغ العلكة وتناول الحلوى الصّلبة.
-تجنّب التوتّر قدر الإمكان، لما له من دور في تفاقم أعراض الجهاز الهضميّ كافّة ومنها كثرة التجشّؤ. ويجب كذلك تجنّب الأكل أو الشّرب في هذه الحالة. تناول المعزِّزات الحيويّة للمساعدة على تحسين عمليّة الهضم.
-عند استخدام أطقم الأسنان يجب التأكّد من ثباتها، لأن عكس ذلك يؤدي إلى ابتلاع كميّات أكبر من الهواء عند الأكل أو الشّرب.
-تناول الأدوية المُخصّصة لعلاج الحرقة؛ كمُضادّات الحموضة التي تصرَف دون الحاجة إلى وصفة طبيّة.
-وكذلك يجب علاج الارتجاع المعديّ المريئيّ والذي قد يحتاج إلى أدوية ذات مفعول أقوى.
-هنالك أيضاً العلاج بالأعشاب؛ إذ ينصَح بمضغ مِقدار ملعقة صغيرة من بذور الشّمر أو الكراوية أو اليانسون أو الكرفس بعد كل وجبة للمساعدة على التخلّص من الغازات في الأمعاء الدّقيقة وبالتّالي التّقليل من التجشّؤ.
-كما أنّ شرب الشّاي بالبابونج له دور في التّخفيف من كثرة التجشّؤ بالإضافة إلى فوائده الأخرى للجهاز الهضميّ.