متابعة-جودت نصري
يعتقد أن الأحلام هي المنفذ لكل الأفكار والمشاعر والرغبات اللاواعية لدى الإنسان.وفي الحقيقة فقد اختلف العلماء في كنه الأحلام وتفسيرها. ألا أنهم أمدوا أنه يوجد نشاط عصبي هائل أثناء حدوث الأحلام في جسم الإنسان. وللأحلام أهميتها وتأثيرها المباشر وغير المباشر على حياة الإنسان، ومنها ما يأتي:
التعرف على المشاعر الداخلية والأمور التي تثير القلق
قد تكون الأحلام هي الطريق لمعرفة المشاعر والتخوفات الداخلية التي يحاول الإنسان تجاهلها في انشغالاته اليومية. إذ إن رؤية بعض الأشخاص أو المواقف ربما تكون دلالات وإشارات للقضايا التي يجب الإنتباه إليها أو القضايا التي تحتاج المزيد من الوقت لحلها. فمثلًا السقوط المتكرر في المنام يعبر عن الشعور بالقلق تجاه الفترة الراهنة وحتى الشعور بالفشل تجاهها ربما. على عكس الطيران الذي يعطي انطباعًا أن الشخص في حالة نفسية جيدة وأنه يمر بمرحلة من الثقة واتضاح الرؤية إلا أن رؤية شخص ما يعيقه أو خوفه من التحليق فهو شعور الخوف من التحديات الراهنة.
تشكيل الإلهام وفتح باب الإبداع
قد تكون الأحلام أحد مصادر الإلهام التي يبحث عنها المبدعون وخاصة أولئك الذين يعملون في الفن والموسيقى. فرؤية أحلام خارجة عن إطار الواقع بل وخارج الصندوق هي التي تجعل أعمال مثل هؤلاء الناس أكثر إبداعًا. لأن الحياة الروتينية والمنطقية تحجب في الكثير من الأحيان الأفكار الخلّاقة.
تعزيز الذاكرة وترتيب المشاعر المعقدة
عادة ما يستيقظ الطلبة طوال الوقت في أثناء امتحاناتهم للحصول على أكبر قدر من المعلومات، إلا أن العلماء أثبتوا أن هذه الخطوة غير صحيحة وأن النوم يعزز الذاكرة ويساعد الدماغ على تخزين الذكريات بشكل أفضل. حيث إن الأحلام تساهم في الاحتفاظ بالذكريات المهمة وتتخلص من الذكريات غير الهامة، كما أن الأحلام تساهم بشكل كبير في فصل وترتيب كل المشاعر والأفكار المعقدة تجاه العالم من حول الإنسان.
تخفيف الاكتئاب
وجدت مؤسسة النوم الوطنية أنّ الفئران المحرومة من النوم تنتج خلايا عصبية أقل. كما لوحظ في العديد من الدراسات على أصحاب الاكتئاب غير المعالج أن الأشخاص الذي حصلوا على قسط كاف من النوم ورأوا الأحلام في منامهم استيقظوا بمزاج صباحيّ أفضل مقارنة بالذين قد ناموا بشكل أقل أو الذين لم يحلموا. فالنوم يعمل على تعزيز صحة الأعصاب ويعطي الجسم راحة عن ضغوطات الحياة ومشتتاتها. مما يحسن المزاج وبالتالي يخفف من الشعور بالاكتئاب. ولهذا عادة ما ينصح الأطباء العاديون أو النفسيون بالحصول على فترة نوم صحية ومناسبة.
تأثير الكوابيس على حياة الإنسان
قد يستيقظ البعض مذعورًا من كابوس أرّقه هذه الليلة، وقد يظن أن هذا أسوأ ما قد يمر به في ليلته الهانئة. إلا أن للعلم رأي آخر فبعض العلماء يشيرون إلى أهمية الكوابيس في حياة الإنسان، ومن فوائدها ما يأتي:
-تعزيز الصحة الجسدية والنفسية: تحدث الكوابيس أثناء حركة العين السرعة عندما يقل تدفق الدم إلى الدماغ. وقد اكتشف العلماء أن حدوث الكوابيس في هذه اللحظة بالذات هو ما يساعد على التخلص من التوتر وتعزيز المناعة والقلب وضبط ضغط الدم بشكل أفضل وبالتالي تعزيز صحة الجسم والصحة والنفسية.
-التدريب على التهديد: التعرض للكوابيس أثناء النوم قد يساعد الإنسان على التدرب على التعامل مع التهديدات الحقيقية. حيث إن الدراسات أثبتت أن المناطق النشطة في الدماغ أثناء الكوابيس هي المناطق المسؤولة عن إعداد الجسم لردود الفعل الجسدية على التهديدات المتصورة في الواقع.
-فهم المشاعر السلبية المكبوتة والتخلص منها: تساعد الكوابيس على تفكيك المشاعر السلبية على شكل كوابيس أحيانًا. وهو ما يساعد المرء في فهم المشاعر السلبية التي تتسرب إلى داخله خلال يومه الشاق. كما أن الكوابيس قد تساعد على التخلص من هذه المشاعر عبر محاكاتها في كابوس مزعج إلا أنه يخلص صاحبه من التوتر أو قد يساعده على فهم كيفية التعامل معه بشكل أفضل.