متابعة – نغم حسن
وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة كلمةً بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لتوحيد القوات المسلّحة.
وبحسب “وام”، فيما يلي نص كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في ذكرى توحيد القوات المسلحة الـ 46:
// أبنائي الأعزاء ..
الضباط وضباط الصف والجنود، أبناء قواتنا المسلحة الباسلة بكل فروعها ..
كل عام وأنتم بخير بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لتوحيد قواتنا المسلحة الباسلة .. نحتفي بهذه الذكرى بينما نبدأ مرحلة جديدة من تاريخ وطننا العزيز، نسعى خلالها إلى تحقيق طموحات كبيرة لمصلحة تقدم شعبنا وتنميته ورفاهه في مختلف المجالات، وتعزيز موقع بلادنا وتأثيرها في المنطقة والعالم .. وقواتنا المسلحة في القلب من كل ذلك .. حامية وداعمة ومعززة لقدرات الدولة الشاملة وباعثة للطمأنينة والثقة في الحاضر والمستقبل.
وفي هذه المناسبة الوطنية الغالية نترحم على المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه من القادة المؤسسين، الذين اتخذوا القرار التاريخي الحكيم بتوحيد القوات المسلحة في السادس من شهر مايو عام 1976 لتكون حصن الوطن والأساس الصلب لوحدته وتقدمه على مدى العقود الماضية..
كما نستحضر تضحيات شهدائنا الأبرار في كل المواقع، داخل الوطن وخارجه، وما سطروه من بطولات راسخة في سجل الوطنية الإماراتية ستظل باقية أبد الدهر تلهم الأجيال بعد الأجيال..
ونتذكر بكل تقدير وعرفان وامتنان كل الأجيال التي مرت في تاريخ المؤسسة العسكرية الإماراتية العريقة وما تركته من بصمات بارزة في مسيرة تطويرها وتعزيز قدراتها عبر مختلف المراحل التي مرت بها.. وفي الوقت نفسه نتطلع، بكل ثقة وطموح وإصرار، نحو مزيدٍ من التطوير والتحديث لقواتنا المسلحة خلال الفترة المقبلة لتظل رمزاً لعزة دولة الإمارات ومنعتها وعوناً للحق والعدل وسنداً للأشقاء والأصدقاء وعنصر استقرار وسلام في المنطقة والعالم.
أبنائي الأعزاء، الضباط وضباط الصف والجنود..
لقد كان الشيخ زايد، رحمه الله، مدركاً منذ بداية إنشاء دولة الإمارات العربية المتحدة أن التنمية تحتاج إلى سياج يحميها، وقوة تصون مكتسباتها ومقدراتها، ولذلك أعطى أهمية كبيرة للقوات المسلحة وتطويرها وتعزيز قدراتها، وهو النهج الذي سار عليه من بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”.
وقد كانت قواتنا المسلحة على العهد بها دائماً في مواجهة كل التحديات التي مر بها الوطن والمنطقة خلال العقود الماضية، وبإذن الله ستظل الصخرة القوية التي تتحطم عندها القوى المعادية وأهدافها ومؤامراتها الشريرة.
أبنائي الضباط وضباط الصف والجنود..
إننا نعيش في بيئة إقليمية ودولية مضطربة وسريعة التحول والتغير، وتحمل في طياتها الكثير من مصادر التهديد والخطر على الأمن الوطني للدول في كل مكان .. وهذا يفرض علينا أعلى درجات اليقظة والاستعداد وأن نكون دائماً قادرين على التعامل مع التغيرات المتسارعة في العالم من حولنا بوعي ومعرفة.
وأنا على ثقة كاملة بأن قواتنا المسلحة الباسلة، بعقيدتها العسكرية الراسخة ووطنية أبنائها وولائهم وحبهم لوطنهم وشغفهم بتطوير أنفسهم على الدوام إضافة إلى ما تملكه من خبرة كبيرة اكتسبتها على مدى عقود طويلة لديها وعي كامل بكل التطورات والتغيرات في المنطقة والعالم، وقادرة على مواكبتها برؤى واستراتيجيات وآليات عمل فاعلة للتعامل مع كل مصادر الخطر والتهديد سواء التقليدية منها أو غير التقليدية أياً كان مصدرها أو حجمها.
أبنائي الضباط وضباط الصف والجنود..
إن القوات المسلحة الإماراتية ولله الحمد ، غدت من أقوى جيوش المنطقة وأكثرها تطوراً واحترافية، وهذا بفضل استراتيجية التطوير والتحديث الممتدة منذ عهد الشيخ زايد ” رحمه الله ” والتي تركز على رفد قواتنا المسلحة بكل أسباب التميز والتفوق والجاهزية سواء على مستوى التدريب أو الأسلحة والمعدات أو المعاهد المتخصصة التي تعزز من القاعدة العلمية لها وتوسع معرفة أفرادها بكل ما هو جديد في العلوم والمعارف العسكرية الحديثة في كل التخصصات.
إن ما شهدته الصناعات الدفاعية الإماراتية من تطور كبير خلال السنوات الماضية وما تحظى به من تقدير في المنطقة، وما تقيم من شراكات فاعلة على المستويين الإقليمي والعالمي، هو أمر يبعث على الفخر والاعتزاز، ويمد قواتنا المسلحة بمزيدٍ من أسباب القوة والاعتماد على الذات فضلاً عن أنه يسهم في تعزيز اقتصادنا الوطني من خلال تنويع مصادر دخله وتعميق قاعدته المعرفية والتكنولوجية.. وسنواصل دفع صناعاتنا الدفاعية إلى الأمام باستمرار كونها واحدة من أهم أولوياتنا الصناعية.
أبنائي الضباط وضباط الصف والجنود..
إن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤمن بأن السلام هو طريق تحقيق طموحات الشعوب وتطلعاتها إلى التقدم والرخاء، وتعمل على تعزيز أركان هذا السلام في المنطقة وإيجاد حلول سلمية للأزمات الإقليمية وتهيئة الظروف لشراكات فاعلة من أجل التنمية والازدهار في المنطقة برمتها.
ولكنها تدرك في الوقت نفسه، أن السلام المستقر والمستدام يحتاج إلى قوة تحميه وأن القوى المعادية للسلام تعمل دائماً على تغذية أسباب التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة لأن هذا ما يضمن بقاءها ويخدم أهدافها وتطلعاتها ومن هنا تولي دولة الإمارات أهمية كبيرة لتطوير قواتها المسلحة وتحديثها، وسيظل ذلك أولوية قصوى خلال العقود المقبلة كما كان خلال العقود الماضية، لأنها هي الدرع الواقي للوطن في أوقات السلام كما في أوقات الأزمات والمحن.
أبنائي الضباط وضباط الصف والجنود..
في هذه المناسبة الوطنية المجيدة، أوجه التحية والتقدير لابنة الإمارات الرائدة التي أسهمت بفعالية وإخلاص في مسيرة قواتنا المسلحة خلال العقود الماضية، وأثبتت قدرتها على تحمل مسؤوليات العمل العسكري الصعبة بكفاءة كبيرة، ولها دورها المهم والأساسي ضمن المنظومة العسكرية الإماراتية خلال السنوات المقبلة.
كما أحيي شبابنا الذين يقبلون بحب وولاء على أداء الخدمة الوطنية والاحتياطية، ويحرصون على الاستفادة منها في تعزيز قدراتهم وتوسيع خبراتهم ومعارفهم لخدمة وطنهم في كل مواقع العمل الوطني.
على الرغم من أهمية الأسلحة والمعدات الحديثة في تعزيز قدرات قواتنا المسلحة .. يظل العنصر البشري هو الأهم ضمن عناصر قوتها لأنه المنوط به استخدام هذه الأسلحة والمعدات، والذي يحمل في قلبه وعقله قيم الولاء للوطن والتضحية من أجله بكل غال ونفيس. ولذلك فإن العنصر البشري له أهميته المحورية في خطط تطوير القوات المسلحة الإماراتية في الماضي والحاضر والمستقبل.
أبنائي الضباط وضباط الصف والجنود..
في هذه الذكرى الوطنية الغالية، أرفع أسمى آيات التهاني إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة ” حفظه الله ” و صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وأصحاب السمو حكام الإمارات وإلى كل أبناء قواتنا المسلحة الباسلة، وشعب الإمارات..
وكل عام وبلادنا في عزة وتقدم واستقرار ووحدة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته // .