متابعة- بتول ضوا
شهدت مدينة الدهقلية جريمة قتل مروعة لقي مصرعها شاب يعمل معيد بكلية الهندسة بجامعة المنصورة، على يد صديقه.
في التفاصيل تبلغ مركز شرطة طلخا بمديرية أمن الدقهلية من أحد الأشخاص المقيمين بدائرة المركز بغياب نجله مدرس بكلية الهندسة ومقيم ببندر طلخا عن مسكنه عقب خروجه لقضاء بعض احتياجاته من مدينة المنصورة.
لتكشف أجهزة الأمن المصرية ملابسات واقعة العثور على جثة معيد بكلية الهندسة بجامعة المنصورة شمال القاهرة في النيل بعد تغيبه لمدة 10 أيام.
وبالبحث ورد بلاغ لقسم شرطة أول المنصورة من شرطة النجدة بالعثور على جثة المدرس بالجامعة بنهر النيل بكامل ملابسه، كما عثر معه على ميدالية مفاتيح، وتعرف والده عليه، وقرر أنها لنجله المبلغ بغيابه.
وأسفرت جهود فريق البحث عن أن وراء ارتكاب الواقعة صديق المجني تقابل مع المجنى عليه بناء على موعد مُسبق بينهما لمطالبة المجني عليه له بمبلغ مالي مستحق لديه.
هذا الحادث الأليم، شهد وقائع استدراج للمجني عليه من قبل صديقه الذي كان مديناً له بمبلغ من المال، كما انبعثت منه رائحة الغدر والخيانة، لُخص في 9 مشاهد نستعرضها:
المشهد الأول: هجيب فلوس
بتاريخ 1 سبتمبر، أجرى المجني عليه اتصالاً بزوجته دعاء، للاطمئنان عليه، وإخبارها أنه مع صديقه للحصول على أموال له، فضلاً عن توفير نفقات عملية ولادة طفل كانت حاملاً فيه.
المشهد الثاني: ادعيلي
في ذات اليوم، عاود الاتصال بها مجدداً، وأخبرها أن السيارة التي يستقلها مع صديقه تعطلت بهما، وأنهما يحاولان إصلاحها، وطلب منها الدعاء له، وكانت هي المكالمة الأخيرة.
المشهد الثالث: العربية عطلت
كان المجني عليه وصديقه الغادر، أعلى أحد الكباري، حيث أدّعى القاتل أن السيارة تعطلت، فيما كان ينتوي التخلص من المهندس أحمد، بسبب استدانته منه مبلغا مالية، ومطالبة المجني عليه به، وافتعل معه مشادة كلامية.
المشهد الرابع: غدر ودفع
كان الصديق الغادر، قرر التخلص من صديقه، ونفّذ ما عقد عليه العزم وبيّت النية من أجله، وهو القتل، حيث دفعه من أعلى الكوبري، حتى سقط في المياه، وغرق، ولفظ أنفاسه الأخيرة.
المشهد الخامس: ترقب وبلاغ
أجرت زوجة المهندس أحمد، اتصالات عدة به دون جدوى، فكانت رسالة «الهاتف مغلق» هي المُجيب الوحيد لكل محاولاتها، حتى أبلغت أسرة زوجها، وفي اليوم التالي حرروا محضرا بتغيبه.
المشهد السادس: فحص وبحث
بدأت أسرة المهندس في البحث عنه ومعهم صديقه المتهم، وكان ذلك بالتزامن مع تشكيل فريق بحث من قطاع الأمن العام ومديرية أمن الدقهلية لكشف غموض الحادث.
وفحص فيه فريق البحث أكثر من 47 كاميرا مراقبة في خط سير المجني عليه مع صديقه، والذي قال إن المجني عليه كان معه مبلغاً من المال، واستقل تاكسي بعد تعطل السيارة بهما، في محاولة لتضليل الشرطة.
المشهد السابع: بلاغ بالعثور على جثة
بالتزامن مع إجراءات البحث، تلقى رئيس مباحث قسم شرطة أول المنصورة، بلاغاً من النجدة، بالعثور على جثة المجني عليه، في مياه النيل أسفل كوبري الجامعة، ويرتدي كامل ملابسه، وفي طيات ملابسه ميدالية، حيث تم استدعاء والده، وتعرّف على نجله.
المشهد الثامن: إعادة مناقشة
أعاد أعضاء الفريق الأمني المشكل بقيادة قطاع الأمن العام، مناقشة صديق المجني عليه، حيث حامت حوله الشكوك مجدداً، سيما وأن كاميرات المراقبة في الطرق التي أفاد بأن المجني عليه سلكها؛ لم ترصده.
المشهد التاسع: اعتراف تفصيلي
انهار المتهم واعترف بارتكاب جريمة قتل صديقه، بسبب مطالبة المجني عليه، له بسداد أمواله كان قد اقترضها منه، فقرر التخلص منه، ومن المقرر أن يُجري المتهم تمثيلا للجريمة، خلال الساعات القليلة المقبلة، فضلا عن عرضه على النيابة العامة لاتخاذ قرار بشأنه
وبمواجهته اعترف بأنه اصطحب المجني عليه بسيارته لإعطائه جزءاً من المبلغ المالي، وأثناء سيرهما أعلى أحد الكباري توقف بزعم حدوث عطل بالسيارة وترجل خارجها.
كما أضاف المتهم أنه وأثناء توقفهما حدثت مشادة كلامية بينهما تطورت لمشاجرة قام على إثرها بدفع المجني عليه من أعلى السور الحديدي للكوبري فسقط بالمياه وغرق.