متابعة- بتول ضوا
تعلق الطفل بأمه أمر طبيعي يولد به ويستخدمه للشعور بالأمان، لكونه كائن ضعيف يبحث عن الرعاية والاهتمام في كل لحظة منذ ولادته.
من خلاله يعبر الطفل عن حاجته للطمأنينة والأمن، ولتلبية احتياجاته الأساسية من الطعام والنظافة، وكذلك لنمو عواطفه نمواً طبيعياً بالحب والحنان، لهذا يعتبر أمراً طبيعياً في الأشهر الأولى.
لكن متى يصبح تعلق الطفل بأمه طبيعياً؟ ومتى يتحول إلى تعلق مرضي يحتاج لعلاج؟
تجيب على تلك التساؤلات الدكتورة فؤادة هدية، أستاذة طب نفس الطفل بمعهد الطفولة:
تبدأ العلاقة بين الطفل وأمه منذ اللحظات الأولى من الولادة، بمحاولته تقريب والدته منه بالبكاء، وبعد عدة أشهر يبدأ بالابتسام ومتابعة حركتها بعينيه؛ بهدف التواصل والتعلق بينهما.
ويبدأ قلق الطفل ويزداد في المرحلة العمرية من 9 إلى 18 شهراً، خاصة عند مغادرة الأم والأب المنزل للعمل، ثم يقل خوفه بداية من بلوغه عامه الثاني
لذلك من المهم على كل أم أن تتنبه لبعض النقاط التالية:
– اتركي لطفلك الوقت الكافي للتعرف على من سيرعاه في غيابك، سواء في حضانة أو أحد الأقارب.
– دعيه يكتشف المنزل بنفسه، وأن يجلس في غرفة بمفرده يومياً لمدة دقائق مع متابعته من بعيد؛ حتى لا يؤذي نفسه.
– إحاطته بمشاعر الحب ليحس بالأمان
– اصطحبي طفلك أثناء الخروج ليتعود على الآخرين
– لا تواجهي تعلقه بكِ بالصراخ والعصبية، وتعاملي مع الأمر بهدوء
– لا تخرجي من المنزل أثناء انشغاله باللعب دون أن يراكِ؛ حتى لا يشعر بعدم الأمان
– لا تعاقبيه على تعلقه الزائد واستمعي إليه جيداً ليشعر بالأمان.
– شجعيه على الاختلاط بالآخرين ليكوّن علاقات اجتماعية، ويتفاعل مع أقاربه.
– حفزي طفلك للقيام بمهام بسيطة مناسبة لطبيعة سنه
ويتسبب تعلق الطفل الزائد بأمه أضرار عديدة
– يؤدي إلى ضعف شخصيته واهتزاز ثقته بنفسه
يستمر تعلقه بوالدته حتى بعد أن يصير شاباً، فلا يمكنه القيام بأي شيء بدونها.
– انعزاله اجتماعياً عن الآخرين، وقلة اعتماده على نفسه
يكمن علاج تعلق الطفل الزائد بأمه بعدة خطوات
– تعاملي مع طفلك ببعض الحزم، إن لاحظت أن سبب تعلقه بكِ تدليله الزائد عن اللزوم، فلا تضعفي وتلبي له أي مطالب، بسبب بكائه أو ادعائه المرض.
– كوني حنونة وحازمة في الوقت نفسه؛ بمعنى احتوي طفلك وعبّري له عن حبك له، وشاركيه اهتماماته، وعززي ثقته بنفسه.
– لا تبتعدي عن طفلك فجأة دون أن تخبريه بالسبب، فالغياب المفاجئ يكسر الطفل حينها، ويزيد من تعلقه بكِ بعد ذلك.
– ابتعدي عنه قليلاً خلال النزهات بتركه مع أبيه أو إخوته أو أشقائك أو أقربائك، ليتعود على الانفصال عنكِ تدريجياً.
– أشغلي وقته بنشاط مفضل له، حتى تشتتي انتباهه، ولا يحتاج لأن تكوني دوماً بجانبه، أشركيه في اللعب مع أطفال في مثل سنه.
– أشعريه دائماً بالأمان، وتعاملي معه دون عصبية أو قسوة، فتربية الطفل على الخوف يزيد من المشكلة.
– تحدثي معه إن كان في عمر يسمح بالحوار، لتعرفي سبب خوفه من الابتعاد عنكِ، ونظمي وقتكِ بحيث تقضين معه وقتاً ثابتاً، فيشعر بحرصك على التواصل معه.
– لا تُظهري قلقك عليه بشكل مبالغ فيه، فكلما ساعدتِه على الاستقلالية، واكتشاف العالم من حوله، تعززت ثقته بنفسه، واستطاع التغلب على مخاوفه.
– لا تقلقي، فالتحلي بالصبر والحكمة والاحتواء، واتباع قواعد التربية السليمة، ستشعره بمدى حبك له، ولن يخاف من الابتعاد عنك في الوقت نفسه.