متابعة – سوزان حسن
الشيب هو تغير بلون الشعرة لتتحول من اللون الغامق إلى اللون الرمادي أو الأبيض نتيجة نقص نسبة الميلانين فيها.
تحتوي بصيلات شعر الإنسان على نوعين من الميلانين هما: الإيوميلانين والفيوميلانين:
وينشأ تنوُّع لون الشعر بين الناس في الغالب عن كمية ونسبة صبغة الأوميلانين السوداء والبنية، وصبغة الفيوميلانية المحمرّة، وفي حالاتٍ نادرةٍ يكون سبب هذا التحول ناتجًا عن مرضٍ باطني يؤثر في لون الشعر، بينما تُعدّ معظم الأسباب غير خطيرة.
فعندما تتوقف الخلايا الصبغية عن إنتاج الصبغة التي تعطي الشعر لونه، يتحوّل لون الشعر إلى الرمادي أو الأبيض.
وغالبا مايحدث هذا أثناء التقدم بالعمر ولكن هناك العديد من الأشخاص يصابون بالشيب بسن مبكر سنتعرف الآن على أسباب الشيب المبكر.
من أبرز أسباب الشيب المبكر المُحتملة ما يلي:
1- الجينات الوراثية فقد يشيب الشخص مبكرًا إذا كان الشيب المبكر شائعًا في عائلته، فهذا يعني أنّ الشيب مبكرًا أمرٌ وراثي يأخذه الشخص عن والديه حدوث خللٍ في بصيلة الشعر ممّا يتسبب بعدم تزود الشعرة بالصبغة أثناء نموها في البصيلة.
2-انخفاض المناعة في الجسم إصابة الشخص بأمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها جهاز المناعة أجزاءً من الجسم بالخطأ، وقد تكون هذه الأجزاء هي بصيلات الشعر، ومن تلك الأمراض مرض البهاق، الذي يتسبّب بتلف الخلايا الصبغية وظهور بقع غير مصبوغة من الجلد والشعر، وكذلك مرض الثعلبة.
3- قلة استهلاك مضادات الأكسدة وهي مواد غذائية تمنع تأثير الأكسدين الحر والمواد الضارة ونواتج التفاعلات الكيميائية في الجسم، إذ تستهلك الشعرة في طور نموها كمية كبيرة من مضادات الأكسدة، وإذا لم تتوفر هذه المضادات خلال نمو الشعرة تتلف الخلايا الصبغية وتظهر الشعرة بلونٍ رمادي.
,4-التوتر النفسي قد يؤدي التوتر إلى قلة النوم واضطراب الشهية، وارتفاع ضغط الدم، والقلق المزمن وفي مراجعة علمية نُشرت عام 2018 في مجلة (International Journal of Trichology)، لعدة دراسات حول تأثير الحِمل التأكسدي الناتج عن التوتر ربطت بعض الدراسات التوتر بالشيب المبكر، بينما نفى بعضها الآخر هذا الارتباط، ولا يزال هذا الرابط يحتاج إلى مزيدٍ من الدراسة والبحث
5- نقص فيتامين ب12 إذ يؤدي نقص فيتامين ب12 إلى الإصابة بفقر الدم الخبيث، والذي يؤثر بدوره في تزويد الشعره بالعناصر الغذائية عن طريق الدم، ولا تزال آلية تسبب نقص هذا الفيتامين بالشيب المبكر غير معروفة بصورة دقيقة.
6-سوء التغذية فقد يؤدي نقص بعض العناصر الغذائية إلى الشيب المبكر ومن تلك العناصر: البروتينات، والنحاس، والحديد، والكالسيوم، وفيتامين د، والزنك.
7- قصور أو فرط نشاط الغدة الدرقية، إذ تؤثر هرمونات الدرقية في تكون الصبغة في بصيلات الشعر.
8-بعض الأدوية، مثل مضادات مرض الملاريا، والعلاج الكيميائي للسرطان.
9-التدخين، فقد يؤدي التدخين إلى تضيق الأوعية الدموية؛ مما يقلل وصول الدم إلى بصيلات الشعر.
10- مرض الشيخوخة المبكرة.
_ متى يُعدّ ظهور الشيب مبكرًا؟
عادةً يبدأ الأشخاص ذوو البشرة البيضاء بملاحظة ظهور الشيب وتحوّل بعض شعرهم إلى اللون الرمادي في منتصف الثلاثينيات، بينما يحدث ذلك لدى الآسيويين في أواخر الثلاثينيات من العمر، والأشخاص من أصلٍ أفريقي في منتصف الأربعينيات، ونصف الناس يكون لديهم كمية كبيرة من الشعر الرمادي أو الأبيض عند بلوغهم سنّ الخمسين، ويختلف تصنيف الشخص من حيث اعتبار الشيب مبكِّرًا بحسب أصوله، إذ تُعدّ الثلاثينيات على سبيل المثال وقت شيبٍ مبكرٍ بالنسبة إلى الناس ذوي الأصول الإفريقة؛ نظرًا لأنهم يشيبون طبيعيًا في منتصف الأربيعينيات، بينما تُعدّ العشرينات فترة شيبٍ مبكرٍ لذوي البشرة البيضاء، لأنهم يشيبون طبيعيًا في منتصف الثلاثينيات.
_ نصائح للتقليل من خطر ظهور الشيب في سن مبكر إليكِ مجموعة من النصائح التي قد تفيدكِ في تقليل احتمالية ظهور الشيب مبكرًا:
1-تناولي طعامًا صحيًا متوازنًا يضم جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها شعركِ للنمو، مثل الحديد، والزنك، والنحاس، والسيلينيوم، والمغنيسيوم، والبروتينات، فيتامين د، وفيتامين ب12، وفيتامين ب6، وفيتامين هـ، والبيوتين، ويمكنكِ الحصول على احتياجاتكِ من هذه العناصر بتناول المكملات الغذائية أيضًا.
2-قلّلي من الإجهاد التأكسدي في جسمكِ بتقليل تعرضكِ للمواد الضارة والسموم، وذلك بالتوقف عن التدخين إذا كنتِ مدخنة، وتناول الأغذية الغنية بمضادات الاكسدة مثل الثوم، والبطاطا الحلوة، والبروكولي، واللوز، والكرنب.
3-استخدمي منتجات صحية خالية من المواد الكيميائية القاسية للعناية بشعركِ، ولا تغسليه كثيرًا؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى تلفه وتجريده من زيوته الطبيعية وظهور الشيب مبكرًا.
4-إذا لم تجدي الطرق الطبيعية في تخفيف ظهور الشيب المبكر لديكِ؛ يمكنكِ إخفاؤه بعدة طرق لتقليل تأثيره النفسي عليكِ مثل صبغه بصبغة شعر صحية، خصوصًا إذا كان هذا الشيب وراثيًا فلن يستجيب لأي محاولات للتخلص منه إلا بصبغه أو إخفائه أو تركه ظاهرًا، والخيار في هذا يعود لكِ حسب تأثيره النفسي عليكِ.