متابعة : رهف عمار
يمكن أن يكون “الصوت الخافت في الرأس” هو أشد ناقد للشخص أو أعظم داعم له، ومن المعروف أن حديث المناجاة مع النفس يساعد في إعطاء التوجيهات وإسداء النصائح والتمرن على المحادثات الصعبة وحتى التذكير بالكثير من أمور الحياة اليومية، وفقاً لما جاء في تقرير نشره موقع Live Science.
وأشار التقرير إلى أنه لفترة طويلة كان يُعتقد أن حديث المناجاة مع النفس أو الصوت الداخلي الذي يستمع له الكثير من الأشخاص هو ببساطة جزء من الإنسان، لكن اتضح أن البعض ربما لا يعيش حالة المناجاة مع النفس ككلمات أو الجمل، حيث يمكن أن يتخيل صورة أو شكلا ما، بل إن هناك من لا يستمعون لأي كلمات أو جمل ولا يمكنهم تخيل أو تصور أي أشياء في أذهانهم.
وقالت هيلين لوفنبروك، كبير باحثين في علم النفس والإدراك العصبي ورئيس فريق اللغة في المركز الوطني الفرنسي للبحوث CNRS إن “المقصود بالحديث الداخلي للمناجاة مع النفس، هو أن الإنسان يمكن أن يجري حديث خاص موجه لنفسه في صمت وبدون أي تعبير أو صوت”، بعبارة أخرى هو ما يمكن تعريفه بالمونولوج أو الحديث الصامت مع النفس. يكاد الإنسان أن “يسمع”، أثناء المونولوج الحقيقي، صوته الداخلي، بل ويكون على دراية بنبراته ونغماته. ويمكن، على سبيل المثال، أن “تبدو” نبرة الصوت غاضبة أو قلقة.
وأظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و7 سنوات يمكنهم استخدام الصوت الداخلي أو حديث المناجاة مع النفس بصمت. وتشير بعض الدراسات إلى أن الأطفال ربما يستخدمون بعض أشكال الصوتيات الداخلية في وقت مبكر من حياتهم، ما بين عمر الـ18 إلى 21 شهراً.
وشرحت البروفيسور لوفينبروك إن “أفانتازيا” والافتقار إلى صوت النجوى الداخلي ليسا بالضرورة أمراً سيئاً، لكن يمكن أن يعد الفهم الأفضل للكلام الداخلي والمجموعة الواسعة من عمليات التفكير التي يمر بها الأشخاص خطوة مهمة بشكل خاص لتطوير “طرق التعلم والتعليم بشكل عام”.