- بغض النظر عن لونه، جميعنا يشعر بالذعر عند رؤية العفن على أحد الجدران أو السقف أو إحدى زوايا المنزل، خاصة إذا بدأ بالتوسع والانتشار في مساحة أكبر.
في حين يمكن أن يؤثر العفن سلباً على صحتك، وفي بعض الأحيان بشكل كبير إذا كانت لديك مشاكل صحية معينة سابقة أو تعاني من وضع صحي مختلف، أو إذا تعرضت له لفترة طويلة. ولكنك قد لا تعاني من أي آثار سيئة على الإطلاق عند التعرض للقليل منه لفترة قصيرة.
تعرف أكثر في هذا التقرير على أنواع العفن السامة ومتى تسبب مشاكل صحية خطيرة، والأهم كيف يمكنك التخلص منه عند ظهوره في منزلك.
ما هو العفن؟
العفن هو نوع من الفطريات، وهو موجود في كل مكان- في الداخل والخارج وحتى في الهواء. وهذا ليس مفاجئاً للغاية عندما تفكر في وجود أكثر من 100000 نوع من العفن، وربما الملايين. يدخل العفن إلى المنازل والمباني من الأبواب والنوافذ وفتحات التهوية، حتى إنه من الممكن أن يلتصق بملابسك أو حيواناتك الأليفة عندما تكون بالخارج.
بمجرد دخول المنزل، ينمو العفن أينما كان هناك الكثير من الرطوبة. لهذا السبب سترى في كثير من الأحيان العفن حول النوافذ أو الأنابيب المتسربة، أو على الحوائط الجافة بعد الفيضانات. كما ينمو بسهولة على الورق وعلى القماش، والسجاد، والمفروشات وحتى في الغبار.
هل العفن الأسود هو الأسوأ؟
يعتقد الكثير من الناس أن شيئاً ما يسمى “العفن الأسود”، أو “العفن الأسود السام”، هو نوع محدد من العفن الضار الذي يمكن أن يتسبب في إصابتك بمرض شديد أو حتى يقتلك لأنه يطلق السموم الفطرية الضارة أو سموم العفن. ولكن هذا ليس دقيقاً تماماً.
أولاً العفن بجميع أنواعه وألوانه قد يسبب ضرراً. ثانياً، هناك العديد من أنواع العفن ذات اللون الأسود. النوع الذي يفكر فيها معظم الناس عندما يشيرون إلى العفن الأسود السام، هو Stachybotrys chartarum، وهو عفن أسود مخضر.
تشير الأبحاث المنشورة في مجلة Analytical and Bioanalytical Chemistry إلى أن العفن الأسود السام قد يكون مرتبطاً بمشكلات صحية خطيرة مثل التسمم الفطري أو التسمم بالعفن. وتشمل الآثار السيئة المحتملة الأخرى آلام الجسم والصداع وفقدان الذاكرة وتقلبات المزاج ونزيف الأنف.
ولكن النتائج ليست نهائية. فقد صدر تقرير عام 2017 نُشر في “المراجعات السريرية في الحساسية والمناعة” ينص على أنه “لا يوجد دليل علمي على أن التعرض للعفن الأسود المرئي في الشقق والمباني يمكن أن يؤدي إلى أعراض غامضة وذاتية لفقدان الذاكرة وعدم القدرة على التركيز والتعب والصداع الذي أبلغ عنه الأشخاص الذين اعتقدوا خطأً أنهم يعانون من (التسمم الفطري)”.
وبالمثل، لم يتم إثبات وجود علاقة سببية بين حالات النزف الرئوي عند الرضع والتعرض لـ”العفن الأسود”. وأخيراً، لا يوجد دليل على وجود صلة بين أمراض المناعة الذاتية والتعرض للعفن.
الأشخاص الأكثر عرضة للتأثر بالعفن
يقول الخبراء إنه من المهم ملاحظة أن جميع أنواع العفن قد تشكل خطراً صحياً على بعض الأشخاص، خاصةً إذا تعرضوا لكميات كبيرة منه. والأشخاص الأكثر تعرضاً لخطر المشكلات الصحية المتعلقة بالعفن هم الأشخاص المصابون بالحساسية والربو والرئة الموجودة مسبقاً الحالات المرضية والجهاز المناعي الضعيف؛ على سبيل المثال، الأشخاص الذين يخضعون لعلاجات السرطان أو مرضى الزرع.
كما أن الرضع والأطفال وكبار السن أكثر عرضة للخطر، وكذلك الأشخاص الذين لديهم عوامل كيميائية وجينية معينة. ومع ذلك، لا يوجد اختبار يمكنه تحديد الرابط بين العفن الأسود وبعض الأعراض الصحية، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
قد يصاب الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الذين يتلامسون مع العفن بسيلان الأنف وعينين مائيتين وسعال جاف وطفح جلدي والتهاب الجيوب الأنفية ومشاكل أخرى في الجهاز التنفسي. ويمكن أن يصاب الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو أمراض الرئة بالتهابات فطرية، بينما قد يواجه الأشخاص المصابون بأمراض الجهاز التنفسي صعوبة التنفس.
ماذا تفعل إذا وجدت العفن في منزلك؟
من السهل جداً تحديد ما إذا كان لديك مشكلة العفن في منزلك، لأنك عادة ما تراه أو تشم رائحته. لا داعي عموماً لإجراء أي نوع من الاختبارات أو أخذ العينات، وفقاً لوكالة حماية البيئة. لست بحاجة إلى استئجار شخص لإزالته، أيضاً، ما لم يكن لديك مساحة كبيرة مغطاة بالعفن- لنقل حوالي 3 أمتار مربعة.
إليك ما يمكنك فعله:
قم بإزالة أي عناصر متعفنة ورطبة ولا يمكن تجفيفها جيداً وبشكل صحيح أو حتى إن كانت ملاصقة لجدار أو مكان ظهر عليه العفن (سجاد، ورق جدران أو ستائر).
افرك العفن من الأسطح الصلبة بخليط من محلول مبيض (1 كوب أو أقل) من المبيض إلى 1 غالون (4 لترات من الماء).
أثناء التنظيف، ارتدِ قفازات غير مسامية ونظارات واقية، وافتح النوافذ والأبواب. يجب ألا يعود العفن بعد التنظيف (إلا إذا كنت تعاني من مشاكل الرطوبة المستمرة أو مشاكل مرتبطة بتسريب مياه في التمديدات الداخلية).
إذا غمرت المياه منزلك أثناء فيضان، جففه ونظفه خلال 48 ساعة من انتهاء الفيضان وانحسار المياه.
لا ينمو العفن ما لم تكن هناك رطوبة. لمنع العفن من العودة، قم بإصلاح أي تسرب للمياه.
قم بتهوية الحمامات وغرفة الغسيل والمطبخ بشكل جيد. خلال أشهر الصيف الرطبة، استخدم مكيف الهواء ومزيل الرطوبة.
لا تستخدم السجاد في المناطق المعرضة للرطوبة، مثل الحمامات والطابق السفلي.
تحقق من أن فتحات المطبخ والحمام كلها لها نافذة أو فتحة تنفيس لخارج منزلك.
العفن الأسود.. احذر المشاكل الصحية الخطيرة التي يسببها
تابعونا علي مواقع التواصل الاجتماعي