يعتمد البعض على الأطعمة المعلبة في غذائهم، خاصة إن كانوا لا يملكون الوقت الكافي لطهي الطعام الطازج في المنزل، وحتى عند الطهي قد يضطر كثيرون منا لاستخدام المعلبات.

لكن لطالما حامت الشبهات حول الأطعمة المعلبة إذ يعتقد البعض أنها ضارة، فيما يؤمن كثيرون بأن قيمتها الغذائية أقل من القيمة الغذائية للأطعمة الطازجة أو المجمدة. فما هي الحقيقة؟

هل تعتبر الأطعمة المعلبة ضارة على الصحة؟

غالباً ما يُعتقد أن الأطعمة المعلبة لا تحتوي على المغذيات الموجودة في الأطعمة الطازجة أو المجمدة، ولكن هذا ليس صحيحاً دائماً، بل يعتمد الأمر على نوع الطعام المعلب ومحتوياته.

في الواقع، تحتفظ الأطعمة بالكثير من العناصر الغذائية الأساسية حتى بعد التعليب.

البروتين والكربوهيدرات والدهون على سبيل المثال لا تتأثر على الإطلاق بعملية التعليب، وتحتفظ الأطعمة أيضاً بمعظم المعادن والفيتامينات التي تذوب في الدهون مثل الفيتامينات A, D, E, وK.

ومع ذلك، يتطلب التعليب عادةً تعريض الأطعمة إلى درجات حرارة مرتفعة، ما يعني فقدان جزء من الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء مثل فيتامينات C و B.

لكن من ناحية أخرى، فإن هذه الفيتامينات حساسة للحرارة والهواء بشكل عام، لذلك يمكن أيضاً أن نخسرها أثناء المعالجة العادية للطعام الطازج في المنزل بما في ذلك الطهي، وطرق التخزين المنزلية المختلفة.

ومن المثير للاهتمام معرفة أن عملية التعليب قد تزيد كميات من المركبات الصحية الأخرى على سبيل المثال، الطماطم تطلق المزيد من المواد المضادة للأكسدة عند التسخين، ما يجعل الأصناف المعلبة من هذه الأطعمة مصدراً أفضل للحصول على المواد المضادة للأكسدة.

نصائح يجب اتباعها عند شراء الأطعمة المعلبة

لتجنب الأضرار المحتملة والتي قد يحملها الطعام المعلب تنصح الطبيبة الأمريكية جيسي هولدن بما يلي:

تحقق من ملصقات الأطعمة المعلبة واختر المنتجات التي تكون فيها فيه نسبة الصوديوم أو السكر المضاف أقرب إلى 5% في كل وجبة، لا يعتبر الصوديوم أو السكر مواد غير صحية بحد ذاتها، لكن أحياناً تضاف هذه العناصر بكميات زائدة إلى الأطعمة المعلبة.

احترس من الأطعمة المعلبة التي تحتوي على مكونات متعددة، مثل الحساء والمعكرونة الجاهزتين؛ لأنها غالباً ما تحتوي على أعلى مستويات من الصوديوم والسكر.
من الأطعمة الأخرى التي يجب تجنبها هي الفواكه والخضراوات المعلبة في محلول ملحي أو شراب.

اختر الفواكه والخضراوات المعلبة الخالية من تلك السوائل أو اختر الفواكه المعلبة في مياه أو في عصيرها.

اختر العلب الخالية من مادة البيسفينول فقد أظهرت العديد من الدراسات أظهرت أن له تأثيرات سامة محتملة بما في ذلك التأثير على الهرمونات وتكوين الأورام وتدمير الحمض النووي. وقد تتلوث الأطعمة المعلبة بهذه المادة الكيميائية عبر تخزينها في علب تحتوي على البيسفينول أ.

لكن لحسن الحظ فإن 90% من العلب المستخدمة للطعام لم تعد تحتوي على البيسفينول أ. وحددت إدارة الغذاء والدواء أن المستويات الحالية في الأطعمة موجودة بمستويات آمنة.

متى يمكن أن تكون الأطعمة المعلبة صحية؟

إن أفضل حل هو اختيار المنتجات المعلبة التي تحتوي على عنصر واحد للطعام من أجل تجنب الملح والسكر،

على سبيل المثال، تحتوي التونة، وهي الأكثر مبيعاً في المنتجات المعلبة، على 4% من كمية الصوديوم الموصى بها للاستهلاك اليومي ولا يوجد سكر مضاف في العلبة الـ172 غراماً، بعد تصفيتها.

وستحصل أيضاً على 20 غراماً من البروتين وجرعة صحية من الفيتامينات والأملاح مثل الحديد والماغنيسيوم وبي 12 والزنك.

تُعد منتجات الطماطم من أفضل الخيارات في الطعام المعلب كما سبق وذكرنا. إذ تحتوي على مستوياتٍ من الكاروتينات أعلى مما تحتوي عليه وهي طازجة.

ويرجع ذلك إلى عملية التسخين أثناء التعبئة في العلب، والتي ينتج عنها المزيد من الصبغة.

إن الكاروتينات هي عبارة عن أصباغ طبيعية تمنح الخضراوات الألوان الحمراء والصفراء. وقد وجدت الكثير من الدراسات علاقةً بين استهلاك الكاروتينات وقلة الأمراض التنكسية.

وقد تحتوي أيضاً على كميات أعلى من العناصر الغذائية بسبب قلة المناولة بالأيدي والحفاظ على العناصر الغذائية والأملاح المعدنية والفيتامينات.

هناك خياراتٌ رائعة لأطعمة أخرى مثل الفاصوليا الخضراء والذرة لشرائها معلبة لأنها مغذية بالقدر نفسه مثل نظيراتها الطازجة والمجمدة.

علاوةً على ذلك، فإن تكلفة كوب من المنتجات المعلبة تكون أقل مقارنة بالمجمدة والطازجة.

وعلى عكس المنتجات الطازجة، لا تنخفض القيمة الغذائية للأطعمة المعلبة بمرور الوقت، حتى لو احتفظت بالعلبة في خزانتك لعام أو أكثر.