متابعة :رهف عمار
على قمم الجبال في مدينة خورفكان، تقف هذه القرية الأثرية التي تحمل بين بيوتها القديمة قصص من عاشوا فيها منذ نحو 100 عام.
وتعد قرية نجد المقصار من أهم مراكز التجمعات البشرية القديمة بوادي “وشي”، الواقعة ضمن نطاق مدينة خورفكان التاريخية، وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
وتتمثل الدلالات التاريخية للقرية في العديد من الشواهد والآثار بالمنطقة، التي تؤكد تواجد الإنسان منذ آلاف السنين حيث تتوفر المياه والتربة الصالحة للزراعة، وفقاً لما ذكرته “وام”.
وتضم القرية 13 منزلاً قديماً يعود تاريخها إلى نحو 100 عام، وكان يتخذها الأهالي في ذلك الوقت سكناً وملاذاً من جريان السيول، وتشير الدراسات الأثرية إلى العثور، في منطقة وادي “وشي”، على صخور منقوشة برسومات للإبل والخيول يُقدر عمرها بـ2000 عام قبل الميلاد، حسبما ذكرته “وام”.
الحصن العلوي للقرية والذي أنشئ قبل نحو 300 عام على قمة الجبل، وكان جزءاً من الشبكة الدفاعية لمدينة خورفكان قديماً
كما تتواجد فيها دلائل تاريخية على نزوح عدد من أهالي مدينة خورفكان إلى منطقة وادي “وشي” وبالأخص مستوطنة نجد المقصار، خلال العصور الوسطى، وقت الاستعمار البرتغالي للمنطقة للاحتماء بجبالها المنيعة.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، يقول المصور الإماراتي عمار الريسي إنه قرر توثيق أرجاء قرية نجد المقصار بهدف تشجيع السياحة الداخلية في دولة الإمارات وإبراز المعالم السياحية لمدينة خورفكان.
ويشرح الريسي أنه يمكن الوصول إلى قرية نجد المقصار بسهولة عبر طريق خورفكان الجديد، وتبعد القرية حوالي 40 دقيقة عن إمارة الشارقة.
يوفر الحصن العلوي للقرية إطلالة ساحرة على الوادي والقرية والمزارع والمرتفعات الجبلية المحيطة.
ومن وجهة نظر الريسي، تعد قرية نجد المقصار من أهم المعالم الأثرية الموجودة في مدينة خورفكان.
ويرى الريسي أن للموقع أهمية كبيرة في استقطاب السياح لرؤية عظمة البناء ودقة التصميم باستخدام الأدوات البدائية، مضيفاً أن القرية تسهم كذلك في إبراز الثقافات القديمة وتراثها، لتظل شاهد على العمق التاريخي لمدينة خورفكان، بحسب ما ذكره.
تخضع قرية نجد المقاصر لإعادة الترميم منذ أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي لتكون وجهة سياحية تستقطب الزوار من داخل وخارج الإمارات، وتكون شاهداً حياً على تاريخها وطبيعة حياة ومعيشة أجدادها.
وحاول الريسي خلال عملية التوثيق إبراز معالم القرية وجمالها، وكيفية بنائها وتصميمها على منحدر الجبل رغم الإمكانيات المحدودة المتوفرة قديماً.
وينصح الريسي بزيارة مثل هذه المواقع الآثرية لخوض تجربة سياحية مثيرة والتعرف على المقومات الطبيعية والجغرافية والتراثية الجميلة في دولة الإمارات.