يسعى العباد في شهر رمضان خاصة في العشر الأواخر منه لكثرة الدعاء ، فيجتهدون بالطاعات والعبادات والدعاء، ومن الأدعية الجميلة للعشر الأواخر: دعاء مأثور لليلة القدر: عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي.
اللَّهُمَّ فإنِّي أَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ القَبْرِ وَعَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ فإنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ، وَالْهَرَمِ، وَالْمَأْثَمِ، وَالْمَغْرَمِ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِك من شرِّ ما عَمِلتُ، ومن شرِّ ما لم أعمَلْ.
اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا علَى طَاعَتِكَ، اللهمَّ إنَّي أعوذُ بك من شرِّ سمْعي، ومن شرِّ بصري، ومن شرِّ لساني، ومن شرِّ قلْبي، ومن شرِّ منيَّتي، اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ، رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ.
يا من أنزلت القرآن الكريم في ليلة القدر، أكرمنا في هذه الليالي المباركة، والطف بنا، وأجرنا من النار اللهم تقبّل صيامنا، وقيامنا، وصلاتنا، ودعاءنا، وسائر أعمالنا، وبلّغنا برحمتك ليلة القدر، يا أرحم الراحمين اللّهم اجعلنا في هذه الليالي من الذين نظرت إليهم وغفرت لهم ورضيت عنهم، اللّهم اجعلنا في هذه الليالي من الذين تُسلّم عليهم الملائكة، يارب تقبل منا وعلى طاعتك أعنّا وأكرمنا ولا تهنّا اللهم إني أسألك حسن الصيام، وحسن الختام، ولا تجعلنا من الخاسرين في رمضان، واجعلنا ممن تدركهم الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
التهجد هو القيام في جوف الليل وصلاة التّهجد هي النّوافل التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، ولهذا فهي سنّة لما ثبت عن قيام الرسول صلى الله عليه وسلّم بها، حيث أمره الله تعالى في سورة المزمل بقيام الليل، ويدخل وقت التّهجد ما بعد صلاة العشاء، وهى آخر الصلوات التي يصليها المسلم فى الليل إلى قبل طلوع وموعد صلاة الفجر، وأفضل الأوقات لهذه الصّلاة هو جوف الليل ويقال الثلث الأخير من الليل، فالليل فيه ينزل الله تعالى إلى السّماوات ليجيب دعاء من يدعوه في جوف الليل.
من فوائد هذه النوافل تقرّب العبد إلى ربه وإخلاصه ونيل الأجر والثواب والحسنات وإجابة الدعاء، فالمسلم ترك واستغنى عن راحة النّوم إلى طلب الله تعالى والوقوف بين يديه عزّ وجل.
هي من النوافل ولا يوجد عدد محدد للركعات التي يجب أن يصليها المسلم، بل عليه أن يُصلّى عدد ما يشاء من الركع، فيقال كان يصلّيها النبي عليه الصّلاة والسّلام إحدى عشرة ركعة.
قبل صلاة التّهجد لا بدّ من النّية الصّادقة للنهوض من النّوم فى جوف الليل، وعلى المسلم أن يتوضّأ ويحسن وضوءه، ثم يفتتح صلاته بركعتين خفيفتين على نية الصّلاة، ومن ثمّ يُصلّى ركعتين ركعتين، كما ثبت عن صلاة النبي عليه أفضل الصّلاة والسّلام مثنى مثنى، ويستحبّ للمسلم أن يوقظ أهل بيته لصلاة التّهجد، وأثناء أداء الصّلاة على المصلى أن يطيل في ركوعه ويمجّد الله تعالى، ويطيل في سجوده ويكثر من التسبيح ويسترسل في طلب الدعاء أثناء خشوعه في السجود.
أثناء صلاة التّهجد لا بدّ من الجهر بالقراءة حتى لا يغلبه النعاس، ويُمكن أن تكون قراءته سريّةً في جوفه أيضًا فلا بأس من ذلك، وعليه أيضًا أن يطيل من قراءة القرآن الكريم بجزء أو أكثر، وعليه أن يتدبّر القرآن الكريم فإذا مرّ بآية فيها العذاب استجار من عذابها، وإذا كانت آية فيها الرحمة يسأل الله تعالى من فضله ورحمته، وفى الآيات التي فيها تنزيه لله تعالى فعليه أن يُسبّح ويذكر الله تعالى.
يُعتبر الوتر آخر ما يختم به المصلّى صلاة تهجده كما ثبت عن النبي عليه الصّلاة والسّلام لقوله (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا)، وأمّا في شهر رمضان الفضيل فالأجر مضاعف، وتُستحب صلاتها بعد صلاة التراويح التي يصليها المسلم بعد صلاة العشاء مباشرة، ولكن في ليالي رمضان المباركة يتضاعف أجر التّهجد ومن ثم بعد نهاية تهجده عليه أن يوتر.
عدد ركعات قيام الليل
عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر – ليس هناك عدد محدد لعدد ركعات قيام الليل في رمضان؛ لأنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يحددها، وقد ورد عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه ما كان يزيد عن إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة؛ لكنها كانت ركعات طويلة، وعندما أمَّر عمر بن الخطاب أُبي بن كعب -رضي الله عنهما- أمره أن يصلّي بالمسلمين عشرين ركعة، وكان يخفف في القراءة فيها ثم يوتر بثلاث ركعات، ويختلف الأفضل في عدد الركعات باختلاف حال المصلي؛ فإن وجد المسلم في نفسه نشاطًا لتطويل الركعات والتقيّد بعدد الركعات التي صلّاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو أفضل، وإن كان أسهل وأخف عليه أن يصلي عشرين ركعة مع تقصير القراءة كما ورد عن عمر فلا بأس بذلك، وهو الأيسر على المصلين، وتؤدّى صلاة الليل مثنى مثنى؛ أي ركعتين ركعتين، واختلف الفقهاء في عدد ركعات قيام رمضان كما يأتي جمهور الفقهاء: ذهب جمهور الفقهاء من حنفية وشافعية وحنابلة إلى أنّ صلاة الليل عشرين ركعة. المالكية: ذهب المالكية إلى أنّ صلاة الليل تؤدّى ستًا وثلاثين ركعة.
وقت قيام الليل في العشر الأواخر
وقت قيام الليل في العشر الأواخر يمتد وقت صلاة قيام الليل في رمضان وغيره من بعد أداء صلاة العشاء؛ أي بعد غياب الشفق الأحمر، وينتهي وقتها بطلوع الفجر، والأفضل أن تصلى قبل صلاة الوتر، مع جواز صلاتها قبله أو بعده عند جمهور الفقهاء من شافعية وحنفية وحنابلة، وكره المالكية تأخيرها عن الوتر لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا)،ولا تقضى صلاة الليل إذا فات وقتها بطلوع الفجر باتّفاق الفقهاء من حنفية ومالكية وحنابلة، عدا الشافعية الذين قالوا بقضائها بكل الأحوال وتجدر الإشارة إلى أن صلاة التراويح لا تختلف عن صلاة قيام الليل؛ فكلتاهما صلاة نافلة تصلّى بعد العشاء إلى طلوع الفجر، لكنّ صلاة التراويح هي اسم اعتاد الناس إطلاقه على قيام الليل في رمضان.