متابعة: روان ديوب
أكد المسؤولون المشاركون في الإحاطة الإعلامية لحكومة الإمارات التي عقدت الثلاثاء للحديث حول مستجدات فيروس كورونا المستجد “كوفيد – 19″ أن الدولة حققت إنجاز صحي عالمي جديد بتقديمها أكثر من 5 ملايين جرعة من لقاح كورونا بنسبة 52.56 جرعة لكل 100 شخص. في حين تجاوز عدد الفحوصات أكثر من 28 مليون وهو إنجاز يحسب لدولة الإمارات التي تؤكد يوماً بعد يوم أنها نموذج يحتذى به في مواجهة جائحة كوفيد19.
وأوضحت الدكتورة فريدة الحوسني، المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في الدولة
أن وزارة الصحة تواصل توفير تطعيم لقاح كوفيد19. مع إعطاء الأولوية لكبار السن المواطنين والمقيمين من أصحاب الأمراض المزمنة وأصحاب الهمم حفاظاً على صحتهم وسلامتهم بالإضافة للتركيز على الجرعة الثانية لجميع فئات المجتمع التي تلقت الجرعة الأولى من اللقاح في الفترة السابقة.
وقالت:” نجحنا في الوصول إلى تطعيم 48.46% من فئة كبار السن، وهو إنجاز يضاف لسجل الدولة سعياً للوصول إلى المناعة المكتسبة الناتجة عن التطعيم والتي ستساعد في تقليل أعداد الحالات والمضاعفات الناتجة عن المرض والذي سيساهم في السيطرة على فيروس كوفيد19. كما تم تقديم اللقاح لـ 40.48% من إجمالي السكان في الدولة مما يتوافق مع الخطة الموضوعة لتوفير اللقاح لـ 50% من إجمالي السكان خلال الربع الأول من هذا العام. ويقوم الجهاز المناعي بالجسم إلى التعرف على الجسم الدخيل. وإنتاج أجسام مضادة لتعلم كيفية محاربته. يهيئ اللقاح الجسم لمحاربة الإصابه بالعدوى من الفيروس أو أنواع البكتيريا المختلفة، وتحتوي اللقاحات على أجزاء غير نشطة أو ضعيفة من الكائن الحي الذي يسبب المرض، أو الشفرة الجينية التي من شأنها خلق الاستجابة نفسها وتحفيز جهاز المناعة. لقاح سينوفارم يعمل باستخدام جزيئات فيروسية ميتة لتعريض النظام المناعي للجسم للفيروس دون المخاطرة بحدوث رد فعل عنيف. ويعمل اللقاح على تحفيز الجهاز المناعي للإنسان وتشكيل أجسام مضادة لمقاومة فيروس كورونا، و يعمل لقاح فايزر-بيونتيك بتقنية الحمض النووي الريبوزي. ويعني هذا أنه يتم حقن جزء من الشفرة الجينية لفيروس كورونا داخل الجسم، مما يحفزه على البدء في إنتاج بروتينات شبيهه بالبروتين s الموجود على قشرة الفيروس. ويعتمد لقاح استرازينيكا ولقاح (سبوتنيك-في) Sputnik V على ناقل فيروسي، أي أنه يستند إلى فيروس آخر هو فيروس adenovirus تم تعديله وإضافة جزيئات من فيروس كورونا المستجد، ويعد الفيروس ضعيف لكنه كافي لتحفيز الجسم لإنتاج الأجسام المضادة لمقاومة المرض. يركز العديد من الأشخاص حول الاختلافات في اللقاحات وهناك العديد من الاختلافات التي تتعلق بطريقة تصنيعها وحفظها ولكن بالرغم من هذه الاختلافات تتشابه اللقاحات في تحفيز الجسم والخلايا المناعية بإنتاج أجساما مضادة مما يمنح الجسم الحصانه اللازمة في حال التعرض للفيروس. وأظهرت التجارب السريرية لشركة سينوفارم أن لقاحها بامكانه أن يقلل فرص الإصابة بفيروس كورونا وأن يمنع المضاعفات الناتجة عن المرض، لكن لا أحد يستطيع حتى الآن تحديد مدة استمرار الحماية. كما هو الحال مع كافة اللقاحات المطورة للتصدي لفيروس كورونا. وجد الباحثون أن هذه الخلايا خضعت لدورات عديدة من الطفرات حتى بعد الشفاء، فكانت قادرة على إنتاج أجسام مضادة أكثر فاعلية من تلك التي أحدثتها العدوى في البداية. كما أشارت الفحوصات المخبريه الإضافية إلى أن هذه الأجسام المضادة قادرة أيضاً على التعرف على السلالات المتحورة، بمعنى أنه يمكن لهذه الخلايا أن تتذكر العامل الممرض، في حالة مواجهة العدوى مرة أخرى، وتقوم بتحفيز جهاز المناعة على إعادة إنتاج الأجسام المضادة المقاومة للفيروس من الممكن أن ينخفض مستوى الأجسام المضادة على مدار شهور، لكن الجهاز المناعي يحتوي أيضا على خلايا خاصة تسمى “خلايا الذاكرة” التي قد تحتفظ بمعلومات حول فيروس كورونا لفترات طويلة قد تصل لسنوات.نعمل حاليا مع الجهات الصحية المعنية لتحديد دورية أخذ اللقاح كما هو الحال مع اللقاحات الأخرى مثل لقاح الإنفلونزا الموسوية وذلك لضمان توفير المناعة المناسبة للأشخاص أغلب الإصابات المسجلة تكون بعد الجرعة الأولى والأسباب تعود للتعرض للفيروس من المجتمع قبل تكوين المناعة الكافية في الجسم للوقاية من المرض والتي يتوقع الوصول إليها بفترة لا تقل عن أسبوعين بعد الجرعة الثانية. ننصح جميع الأفراد بالالتزام وعدم التهاون بأخذ الجرعة الثانية، لضمان الحصول على أعلى معدل للوقاية من المرض، والاستمرار في الإجراءات الوقائية حتى بعد الحصول على الجرعتين. أما إذا كانت الأعراض متوسطة أو شديدة وتطلبت الدخول للمستشفى، فعندها ننصح الأفراد بمراجعة الطبيب وعمل الفحوصات الخاصة بالمناعة لتحديد مدى الحاجة لأخذ الجرعة الثانية. بالنسبة للأشخاص الذين تعرضوا للإصابة بالمرض بعد أخذ الجرعة الأولى، وفي حال الإصابة بدون أعراض أو مع وجود أعراض بسيطة، ننصحهم باستكمال الجرعة الثانية بعد الشفاء التام من المرض. لا شك أن اللقاحات هي الوسيلة المثلى لهزيمة هذه الجائحة، وكلما ارتفعت نسبة التطعيم في المجتمع، زادت نسبة المناعة في هذا المجتمع وبالتالي نكون أقرب للوصول للتعافي، فاكتساب المناعة الجماعية من خلال اللقاح هو الوسيلة الأنجح للقضاء على الفيروس
القطاع المجتمعي
حرصت القيادة الرشيدة على تضمين المجتمع كأولوية ومراعاة كافة التأثيرات التي قد تنشأ بسبب الجائحة ودعمها بمبادرات وسبل وقائية تضمن سلامته واستقراره. اتسمت هذه الجائحة بتأثيرها على جوانب مجتمعية عديدة، أبرزها الجانب النفسي، والذي بدوره يؤثر على كافة الجوانب التي قد تسبب تداعيات إذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح. من الضروري الاستباق بطرق وقائية داعمة للسلامة النفسية والحرص على توفير الدعم النفسي المتخصص
تكفلت الدولة بسداد تكاليف العلاج للحالات الحرجة المصابة بـ كوفيد19 عن طريق الخلايا الجذعية، كما تكفلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي برعاية كافة أسر المتوفين بسبب الفيروس من جميع الجنسيات في الدولة. سعياً لتعزيز الصحة النفسية في المجتمع، تم إطلاق مبادرة “خط الدعم النفسي” للعاملين في الخطوط الأمامية، من خلال تخصيص خط هاتف منفصل لتقديم الدعم المعنوي والنفسي لأبطال خط دفاعنا الأول. هذا بالإضافة إلى “خط الدعم النفسي” لأفراد المجتمع كافة لتمكينهم من مواجهة التحديات النفسية التي خلّفتها الأزمة، وذلك من خلال قنوات اتصال هاتفي وإلكتروني تحفظ خصوصية الأفراد وأمنهم.
حرصت القيادة الرشيدة على تضمين المجتمع كأولوية ومراعاة كافة التأثيرات التي قد تنشأ بسبب الجائحة ودعمها بمبادرات وسبل وقائية تضمن سلامته واستقراره
تم إطلاق مبادرة “نحن أهلكم” التي تستهدف كبار المواطنين، وتهدف إلى تحقيق التماسك الأسري والتلاحم المجتمعي، بالإضافة إلى إطلاق حملة “أنت مهم” والتي استهدفت فئة العمال لتعزيز الاهتمام بالصحة النفسية
تواصل وزارة تنمية المجتمع تقديم خدمة “تآلف” للاستشارات الأسرية المجانية عن بُعد، إضافة إلى حلقات “تآلف لايف” عبر حساب الوزارة على موقع انستغرام، لتقديم الإرشاد الأسري والخدمات الاستشارية المجانية عن بعد، لجميع أفراد المجتمع
تم إطلاق الحملة الوطنية للدعم النفسي “لا تشلون هم” والتي تواصلت 7 أسابيع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وحققت أكثر من 900 ألف تفاعل ومشاركة من مختلف فئات المجتمع
تعد دولة الإمارات مثالاً حيَاً للتسامح والتعايش وقبول الآخر، حيث تضم أكثر من 200 جنسية تنعم بالحياة الكريمة والاحترام، والتسامح هو بوابة للسعادة النفسية والصحة المجتمعية. يوجب التركيز على فئات المجتمع التي تحتاج الدعم النفسي بشكل كبير، كالأطفال وكبار السن، وتثقيفهم بالممارسات الإيجابية والنشاطات الداعمة للسلامة النفسية