يرتبط فصل الشتاء بالإصابة بالعديد من أمراض الجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا والبرد والحرارة الناتجة في معظم الأحيان بإصابات فيروسية. بالإضافة إلى فيروس كورونا الذي نواجهه في وقتنا الحالي.
وكشفت الدكتورة عبلة الألفي، استشاري أمراض الأطفال بجامعة القاهرة، ورئيس الجمعية المصرية لأعضاء الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال لـ”العربية.نت”، أنه من الطبيعي أن يتعرض الطفل السليم صحياً ومناعياً كل سنة لستة نوبات برد دون أن يكون مصاب بحساسية أو ضعف مناعة. حيث أن هناك عدداً كبيرًا من الفيروسات المسببة للبرد ويكوّن الطفل مناعة ضد سلالة هذا الفيروس فقط بعد الإصابة به. وحيث إن هناك المئات من الفيروسات المسببة للبرد في الشتاء، وعليه فالإصابة بإحداها لا يحصّن الطفل ضد الفيروسات الأخرى. لذا فإن تكرار الإصابة بالأنواع المختلفة يكسب الطفل المناعة المطلوبة في طفولته لحمايته في كبره.
وأوصت الألفي بضرورة تعليم الطفل بعض الإرشادات الضرورية للحماية من الإصابة والعدوى بالفيروسات المختلفة. وهي تعليم الطفل غسل اليدين بالماء والصابون قبل تناول الطعام وبعده، وبعد العطس أو السعال. مع العطس في الكم وليس في اليد أو استخدام المناديل عند العطس أو السعال. إضافة إلى استخدام أدواته الشخصية وعدم استخدام أدوات وأغراض الغير. والحرص على تنظيف الأغراض والأدوات الشخصية للطفل جيداً.
وتابعت: “شرب الماء ضروري جيداً لذلك يجب أن يحصل الطفل على 6 أكواب ماء يومياً. كما يجب إعطاء كوب من الماء البارد لطفلك قبل نزوله للمدرسة صباحاً. لأن برودة الماء تساعد على خفض حرارة الجسم قليلاً فلا يتعرض لاختلاف مفاجئ في درجة الحرارة وخاصة إن كان يعاني من الحساسية”.
وأضافت الألفي، أنه من المهم الحرص على السوائل أثناء المرض لتعويض ما يفقده من سوائل في الرشح والعرق. ومن المشروبات المفيدة جداً عصائر البرتقال والليمون والأعشاب الدافئة مثل الزنجبيل والينسون والكراوية وأوراق الجوافة، وتحليته بقليل من العسل.
وأشارت إلى أنه يفضل إعطاء الطفل تطعيم الإنفلونزا الموسمية في أول شهر أكتوبر من كل عام. للوقاية من فيروس الإنفلونزا طوال الشتاء وبداية الصيف.
وفي حالة وجود التهاب الحلق، ينصح بشرب الكثير من السوائل، والتي تعمل على ترطيب الأغشية المخاطية ومن أمثلة السوائل المفيدة الماء والحليب وشاي الميرمية.
وأضافت الدكتورة: “يعيش العالم الآن قلق دائم من تفشي جائحة كورونا وخاصة علي أطفالهم” وهذه بعض النصائح لحماية الأطفال من الإصابة بالعدوى ولرفع مناعتهم بالتغذية السليمة”:
1-الخضراوات والفواكه
من الأفضل التركيز على تناول أنواع مختلفة من الخضراوات والفواكه، بحيث يحتوي طبق السلطة على كل الألوان. والتي تمد الجسم بكافة المصادر الغذائية المهمة مثل: الفيتامينات والمعادن، التي يحتاجها الجسم.
2-فيتامين C
كذلك، الأطعمة التي تحتوي على فيتامين سي مثل: البرتقال، والكيوي، والجوافة، إذ يعرف هذا الفيتامين بمحاربة الفيروسات.
3-الزنك
عادة الأطفال المصابون بنقص الزنك بالجسم يعانون من فقدان الشهية. حيث إن الزنك مهم لنمو الطفل وتقوية مناعتهم ولهذا يجب الحرص على تقديم الأطعمة التي تحتوي على عنصر الزنك ومنها. الفاصوليا الخضراء والبيضاء، والبطاطا الحلوة، والدواجن، والحبوب الكاملة، واللحوم الحمراء.
4-البروتينات
وعلى الأطفال تناول كميات مناسبة من البروتينات ذات القيمة الغذائية العالية مثل اللحوم والدجاج، كالزبادي أو الروب. لاحتوائه على البكتيريا النافعة، والتي تلعب دوراً كبيراً في تقوية مناعة الجسم.
5-أطعمة تحتوي على مضادات حيوية طبيعية
الثوم والبصل من الأطعمة التي تحتوي على مضادات حيوية طبيعية، والتي يحتاجها الجسم لتقوية جهاز المناعة. فضلًا عن الكركم المعروف بفوائده الجمة في الحفاظ على صحة الجسم، وتحسين المناعة. نظراً لاحتوائه على مضادات للالتهابات والفيروسات.
6-فيتامين D
فيتامين D يعد من الفيتامينات المهمة لتقوية الجهاز المناعي، لكنه موجود بنسبة ضئيلة في صفار البيض، والمشروم. فالأفضل أن يتم تقديمه للأطفال على هيئة مكمل غذائي، أو التعرض للشمس بشكل كافٍ يومياً.
وأوضحت: “كما ننصح الأمهات، بضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن السكريات والأطعمة المصنعة. لأنها من أكثر الأغذية التي تضعف مناعة الطفل، خاصةً تلك الأنواع التي تحتوي على ألوان كثيرة. إذ تحتوي على نسبة عالية من المواد الحافظة”.
كما يجب ألا تخلو حقيبة الأطفال من المطهرات الكحولية والمناديل، لتعقيم الأيدي كل فترة. توعية الأطفال بضرورة عدم مخالطة من لديه أعراض نزلات البرد والحمي.
ويجب توعية الأطفال بمخاطر الاختلاط، بحسب د. الألفي، والتأكيد على عدم مصافحة الزملاء أو تقبيلهم واحتضانهم. والابتعاد عن الألعاب التي تستدعي التلاحم أو الاشتراك الجسدي. مع التركيز على الأنشطة التي تفرغ طاقات الأطفال ولا تنقل العدوى مثل الرسم والغناء وقراءة القصص.
كما أن النوم المتواصل من 6 لـ8 ساعات ليلاً مفيد، ويعد من أهم أسباب تقوية المناعة. والالتزام بممارسة الرياضة فهي تقوي المناعة أكثر من التغذية، حتى لو رياضة المشي. والبعد عن التوتر والخوف والقلق وأي اضطراب نفسي عموماً؛ لتأثيره السيئ على المناعة.