تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح السبت، ما بين؛ تجربة الدولة التنموية التي تحظى باحترام العالم، والأزمة اللبنانية ومحاولات حزب الله تعطيل حلها، وإجراءات مجلس النواب الأمريكي لعزل دونالد ترامب ،إضافة الى مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي البناء الاستيطاني.
وتحت عنوان “الدولة النموذج” أكدت صحيفة الاتحاد أن تجربة الإمارات في التنمية فريدة ومتنوعة، وتحظى باهتمام العالم لأسباب عدة، منها أنها شاملة ومتكاملة، ومحورها الإنسان الذي ترى فيه القيادة الرشيدة ثروة الوطن الحقيقية، وتلك رؤية حكيمة وضعت الإمارات -الوطن والمواطن- في مكانة مرموقة دولياً، وتحظى بالتقدير والاحترام من مختلف دول العالم.
وأضافت الصحيفة أن إمارات المستقبل التي تريدها القيادة، حدد ملامحها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في مقابلة سموه مع تلفزيون الصين المركزي، بأنها “الدولة النموذج” في التعليم والصحة والتكنولوجيا، وجميع المجالات.. دولة لا تعرف المستحيل، لأن المستحيل كلمة اخترعها الضعفاء الذين لا يريدون العمل، أما الإمارات فتعمل بجد لرفاهية أسعد شعب.
واختتمت “الاتحاد” افتتاحيتها مؤكدة ان الإمارات لا تنتظر المستقبل، بل تستحضره، وتعمل على استشرافه وتستفيد من تجارب الدول الناجحة، وتستعين بكل الأساليب التي تضمن استمراريتها كدولة رائدة، لذا كانت استجابتها سريعة في التعاون مع الصين، لأنها دولة سريعة في البناء والتعليم والحضارة والتكنولوجيا.
ومن جانبها قالت صحيفة “البيان” في افتتاحيتها بعنوان “حزب الله والمتاجرة بالأزمة”: “إنه يوماً بعد آخر يتكشف عدد من الحقائق بشأن الأزمة اللبنانية، من بينها أن حزب الله بما يمثله من بُعد إقليمي إيراني، المعطل الحقيقي لحل تلك الأزمة.. والأمر لم يقتصر على نزول أنصار حزب الله، وحركة أمل للاصطدام بالجماهير الغاضبة في الشوارع، بل امتد للتهديدات المبطنة تارة، والمباشرة تارة أخرى من حسن نصر الله، الذي لا يتورع عن محاولة «شيطنة» المشاركين في الانتفاضة، لا لذنب اقترفوه سوى مطالبهم بتغيير حقيقي في بنية النظام الحاكم، وإنهاء حقبة الطائفية والمحاصصة، التي كانت سبباً رئيسياً فيما آلت إليه أحوال البلاد”.
وأشارت الصحيفة إلى انه لا يخفى على أحد أن حزب الله المستفيد الأبرز من استمرار الأوضاع في الداخل اللبناني على ما هي عليه، لأن نظام الحكم الحالي يجعل من حسن نصر الله وأنصاره فوق الدولة، ما يعتبره كثيرون حجر الزاوية فيما تعانيه لبنان.
وأضافت: “اعتقد كثيرون أن استقالة رئيس الحكومة نزولاً على رغبة الشارع، تمثل بداية «حلحلة» للأزمة، إلا أن هذا الاعتقاد ذهب أدراج الرياح، مع تدخل القوى المستفيدة لإطالة أمد الأزمة لجر البلاد نحو سيناريوهات المجهول.. حيث بات حزب الله بما يقوم به من ممارسات في الداخل والخارج مصدراً أساسياً لمزيد من التخريب للمصلحة الوطنية اللبنانية، ومزيد من التدمير للاقتصاد الوطني وللاستقرار بمختلف جوانبه، فلا يمكن في الدولة المدنية أن تُفرض أجندة أيديولوجية، بل الحكم المدني هو السائد”.
وأشارت صحيفة البيان إلى أنه فيما تبذل قوى الأمن جهوداً مضنية لفتح الطرق، نجد هذا الحزب على استعداد دائم لتعطيل البلد، فهو ضد الدولة المدنية المتحضرة في لبنان، لأن في ذلك إحياءً للوطنية كثقافة توحّد أطياف المجتمع اللبناني، فلبنان اليوم أمام منعطف تاريخي، يستوجب التصدي لمخططات إيران، فمثلما نجا من أزمات متعددة على مدار العقود الثلاثة الماضية فإنه سينجو من هذه الأزمة إذا ما تحرر البلد من حزب الله.
أما صحيفة الخليج فقالت في افتتاحيتها بعنوان “ترامب والعزل الصعب”: “إن مجلس النواب الأمريكي بدأ إجراءات عزل الرئيس دونالد ترامب، على خلفية طلبه من الرئيس الأوكراني التحقيق مع شركة أوكرانية لها صلات بابن منافسه في انتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن، إلا أن هذا الإجراء لا يعني أن العزل قد يصبح أمراً واقعاً؛ إذ إن تصويت مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون بأكثرية 215 صوتاً مؤيداً، مقابل رفض 196، مجرد إجراء أولي يؤسس لمرحلة تالية يقوم بها مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، من خلال تحقيقات مطولة قد تستغرق عدة أشهر، وتنتهي كما انتهت ثلاث حالات مماثلة تعرض لها الرؤساء أندرو جونسون /1868/، وريتشارد نيكسون /1974/، وبيل كلنتون /1999/، بفشل عزل الأول واستقالة الثاني قبل استكمال إجراءات العزل، وعدم اكتمال النصاب القانوني بالنسبة للثالث”.
ولفتت صحيفة الخليج إلى ان ترامب ليس سهلاً، وليس من الأشخاص الذين تُمكن هزيمتهم بسهولة، فهو بارع في المناورة، وهو أيضاً شرس وسليط اللسان لا يتورع عن استخدام تعابير مسيئة تجاه إي كان، وخارجة على اللياقات والدبلوماسية.
وقالت صحيفة الوطن في افتتاحيتها بعنوان “لاستيطان ينهش ما تبقى من فلسطين”: “إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل البناء الاستيطاني المصنف وفق المجتمع الدولي كجريمة حرب، على أراضي الضفة الغربية في الوقت الذي يقف ذات المجتمع الدولي دون أن يكون قادراً على وقف المجزرة المتواصلة على أراضي فلسطين والهادفة إلى قتل كل فرصة يمكن من خلالها أن يرى حل الدولتين النور”.
وأشارت صحيفة الوطن إلى أن آخر ما صادقت عليه حكومة الاحتلال هو بناء 2342 وحدة جديدة لتسمين عدد من المستوطنات التي يفترض أن يتم إخلاؤها، والباقي سوف تأتي على المزيد من الأراضي التي تتبخر تحت وطأة الوحش الذي لم يتوقف عن نهش الأرض وقضمها شبراً بعد آخر مستغلاً غياب الموقف الدولي والرادع والمحاسبة التي لا تزال في إجازة بعيدة عن حق الشعب الفلسطيني الذي يؤكد تمسكه بأرضه رغم كل ما تعانيه قضيته المحقة وما يقوم به الاحتلال منذ عقود طويلة.
وقالت “الوطن” في ختام افتتاحيتها: “إن السكون عن معاقبة الجاني يعطيه الوقاحة لارتكاب المزيد، وما لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات رادعة والمساءلة قانونياً، وتحمل مسؤولياته ودوره الواجبين، فإن الاستيطان سيتواصل وبكل وقاحة من قبل الاحتلال”.