وجد الأطباء أنفسهم في حيرة من أمرهم ولا يجدون تفسيراً لحالة المعمرة الإيطالية، ماريا أورسنغير. التي أتمت في يوليو الماضي عامها الأول بعد المئة.. خاصةً. بعد أن أظهرت الفحوص إصابتها بالوباء المسبب لمرض “كوفيد-19″، ثم نجاتها منه.
ولدت ماريا في 21 يوليو 1919، أي بعيد نهاية الحرب العالمية الأولى. وفي خضم تفشي وباء الإنفلونزا الإسبانية، الوباء الأكثر فتكاً في تاريخ البشرية.
وكان من الطبيعي أن تصاب الطفلة الصغيرة حينها بالوباء. لكن ماريا كانت من الذين نجوا منه.
وتزوجت في أوج الحرب العالمية الثانية، ولم يكن هناك حفل زفاف صاخب حينها. بل كانت أصوات القنابل في كل مكان، ومرة أخرى تنجو ماريا التي أصبحت فتاة. من الموت إبان الحرب المجنونة.
وأنجبت 6 أولاد وواظبت على الاهتمام بطفلين آخرين للرجل الأرمل الذي تزوجته.
وعاشت ماريا الجزء الأكبر من حياتها في منطقة فالتيلينا شمالي إيطاليا، بالقرب من الحدود مع سويسرا، وهناك كانت المزارعة الإيطالية تقضي وقتا بين الحقول وتربية الحيوانات.
وفي الربيع الماضي، اجتاحت جائحة كورونا إيطاليا مثلما هو الحال في غالبية دول العالم، وكانت هذه الدولة من بين أكثر المتضررين خلال الموجة الأولى من الوباء.
وتقول الصحيفة الإيطالية نقلاً عن ابنتها، إن الفحوص أثبتت إصابة والدتها 3 مرات في غضون تسعة أشهر. وذكرت الابنة إنيس: “الاختبار لم يترك أي شكوك. لقد كان واضحاً إصابتها بكوفيد-19، لكن أمي كانت بخير”.
ولم تعان المعمرة الإيطالية من أمراض مزمنة، سوى تلك الأوجاع التي تدب بالإنسان بعد الشيخوخة. وربما مرد ذلك إلى طبيعة المنطقة التي عاشت بها وطبيعة نظامها الغذائي.
وذكرت الابنة أن أمها تماثلت للشفاء بعدما تلقت العلاج، وقالت: “اعتقدنا أن الأسوأ قد انتهى”، لكن الأمر لم يكن كذلك، إذ ظهرت عليها أعراض المرض ثانية في سبتمبر الماضي، وخاصة الحمى.
ونتيجة لذلك، أدخلت الأم إلى المستشفى مجدداً، ومكثت هناك 18 يوماً، وقالت: “إن الفريق الطبي في المستشفى اتصل بنا يومياً، خلال تلك الفترة، مندهشين من القوة التي أبدتها أمي”.