كشفت صحيفة “الشروق” الجزائرية، عن مجموعة من حوادث الانتحار التي شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة بين كبار السن. موضحةً أن السبب في ذلك يعود إلى زيادة معدلات الإصابة بمرض الزهايمر في ظل جائحة كورونا.
وأكدت الصحيفة في تقرير لها اليوم الأربعاء: “كثيرة هي حوادث الانتحار التي نسمع عنها يوميا ونقرأ عنها في مختلف وسائل الإعلام وحتى على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن الغريب فيها هو ظهور حالات انتحار متعددة لدى فئة معينة من المجتمع تتعلق بالمسنين”.
وقالت إن آخر حالة “انتحار شهدتها مدينة قسنطينة نهاية الشهر الماضي. حيث أقدم شيخ في السبعينات من عمره على الإلقاء بنفسه من أعلى جسر سيدي مسيد بقسنطينة لأسباب ما زالت مجهولة. وقبل ذلك قام كهل في الخمسينات من عمره بتناول كمية كبيرة من الأدوية ودخل بعدها إلى العناية المركزة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة هناك”.
وتابعت: “دون الحديث عن حوادث الانتحار الأخرى التي وقعت في كل من ولاية سكيكدة. حين قام خلال شهر رمضان المنصرم شخص في الستينات من عمره بشنق نفسه في غرفة منزله العائلي الواقع في منطقة رمضان جمال… وبعدها بأيام عرفت ولاية وهران حادثة مماثلة. حيث تم العثور على رب عائلة في السبعين من عمره مشنوقا داخل حمام المنزل”.
وعن أكثر الأسباب التي دفعت بهذه الفئة للإقدام على الانتحار. أشارت الأخصائية النفسية لامية بنت عيسى للصحيفة، إلى أن مرض الزهايمر من أهم أسباب انتحار كبار السن.
وأوضحت أن الزهايمر يؤدي للخرف. كما يؤذي المهارات العقلية والاجتماعية مما يؤدي إلى إعاقة الأداء اليومي في الحياة العادية. ويجعل المصاب به يفكر في أمور خيالية.
وأضافت لامية بنت عيسى، أنه خلال فترة الحجر الصحي جراء جائحة كورونا. ارتفعت حالات الإصابة بالزهايمر بسبب اليأس، أو موت شخص عزيز، وهو ما وقع خلال فترة الحجر الصحي.
وتابعت إن أغلب المسنين تعرضوا هم أو أحد معارفهم أو أقاربهم للإصابة بفيروس كورونا، ومنهم من ماتوا به. وهو ما جعلهم يدخلون في حالة هستيرية خوفا من أن يصيبهم فيروس كورونا ويموتون من دون أن يحضر أي شخص لجنازتهم. فاختاروا الانتحار على أن يكون الفيروس هو السبب في وفاتهم.