أظهرت استطلاعات للرأي تم شر نتائجها اليوم الأربعاء، أن 84% من الإماراتيين يعتقدون أن الروبوتات تدعم صحتهم النفسية أكثر من البشر.
وتأتي نتائج الاستطلاع ضمن دراسة جديدة صادرة عن مجموعة “أوراكل” و”وورك بلاس إنتلجينس”، شركة أبحاث واستشارات في مجال الموارد البشرية.
وبحسب الدراسة، فإن عام 2020 شكّل أكثر الأعوام إرهاقًا في التاريخ بالنسبة للقوى العاملة العالمية، بما في ذلك العمّال في دولة الإمارات العربية المتحدة. كما أن الناس باتوا يريدون الروبوتات أن تساعدهم.
وتم إجراء الدراسة على أكثر من 12 ألف مشارك من موظفين ومدراء وقادة في مجال الموارد البشرية ومدراء تنفيذيين على مستوى “C” في 11 دولة، بما في ذلك 929 مشاركًا في الإمارات، وفق البيان.
تأثير كورونا
ولفتت الدراسة إلى أن جائحة “كوفيد-19” فاقمت من الإجهاد والقلق والإرهاق في مكان العمل لدى الأشخاص في جميع أنحاء العالم. وبات الموظفون يفضلون تلقّي المساعدة من الروبوتات بدلاً من الأشخاص الآخرين.
كما أثر “كوفيد-19” سلبًا على الصحة العقلية للقوى العاملة العالمية، وسط معاناة الناس في جميع أنحاء العالم من مستويات متزايدة من القلق والاكتئاب في مكان العمل جراء الفيروس.
وأبدى 81% المشاركين في الاستطلاع أنهم عانوا من التوتّر والقلق في العمل هذا العام أكثر من أي عام مضى.
ونوهت الدراسة إلى هذا التوتّر والقلق المتزايد أثر سلبياً على الصحة النفسية لدى 86% من القوى العاملة في الإمارات، الأمر الذي أدّى إلى مزيد من التوتر لدى 41%، واختلال التوازن بين العمل والحياة لدى 39%، والإرهاق 29%، والاكتئاب جراء انعدام التواصل الاجتماعي 33%، والشعور بالوحدة 19%.
كما تراكمت الضغوط الجديدة التي تسببت بها الجائحة العالمية من الضغوط اليومية في مكان العمل، إذ يرى 39% من الإماراتيين أن الضغط لتلبية معايير الأداء كان أحد هذه الضغوط.
أعباء العمل
وأكدت الدراسة أن 33% يرون أن التعامل مع المهام الروتينية المملّة كان أحد الضغوط، في حين أشار 35% إلى ضغوط التعامل مع أعباء العمل التي لا يمكن التحكّم بها.
وحسب الدراسة، أدت الجائحة العالمية إلى تفاقم مشاكل الصحة النفسية في مكان العمل، وامتدّ تأثيرها إلى أبعد من الحياة المهنية لدى الأشخاص، لتؤثر على حياتهم الشخصية في منازلهم أيضًا.
ويرى 91% من الأشخاص في الإمارات يقولون أن مشاكل الصحة النفسية في العمل (مثل التوتر والقلق والاكتئاب) تؤثر على حياتهم المنزلية أيضًا.
ورصدت الدراسة أن غالبية التداعيات تمحورت حول نقص النوم بنسبة 37% من المشاركين، والإرهاق الجسدي 43%، وانخفاض معدلات السعادة في المنزل 42%، والمعاناة ضمن العلاقات الأسرية 35%، والعزلة عن الأصدقاء 34%.
وتابعت الدراسة أن الحدود بين العالمين الشخصي والمهني باتت غير واضحة إلى حد كبير، بما ان الأشخاص يعملون عن بُعد، ويعمل 52% من الأشخاص أكثر من 40 ساعة إضافية كل شهر و29% من الأشخاص يعانون من الإرهاق الشديد بسبب ساعات العمل الإضافية.
وأشارت الدراسة إلى أنه على الرغم من مساوئ العمل عن بُعد، إلا أن 68% من العاملين في الإمارات ينجذبون إلى العمل عن بعد أكثر مما كانوا عليه قبل فترة الجائحة.
ويرجح 60% من المشاركين ذلك إلى أنه بات لديهم المزيد من الوقت لقضائه مع العائلة، فيما يفضل 34% النوم، و35% لإنجاز المزيد من العمل.
ويفيد 16% من الأشخاص الروبوتات على البشر لدعم صحتهم النفسية، كونهم يعتقدون أن الروبوتات تتيح لهم مساحة خالية من الأحكام 35%، كما انها المنفذ غير المتحيّز لمشاركة المشكلات 31% وتوفير الإجابات السريعة للأسئلة المتعلقة بالصحة 36%.
كما يفضّل 77% من الناس التحدّث إلى روبوت بدلاً من مديرهم في حال تعلّق الأمر بالتوتر أو القلق في مكان العمل.
وقال 86% من المشاركين أنه لا مشكلة لديهم في أن يكون روبوت ما معالجهم أو مستشارهم النفسي.
وأضاف 86% من المشاركين بالاستطلاع أن الذكاء الاصطناعي دعم صحتهم النفسية خلال عملهم.
تقليل التوتر
وتأتي أبرز الفوائد، بأنه تعمل على توفير المعلومات اللازمة لأداء عملهم بفعالية أكبر لدى 39%، وأتمتة المهام وتقليل عبء العمل لمنع الإرهاق (35%)، وتقليل التوتر عبر المساعدة في تحديد أولويات المهام 37%.
وساعد الذكاء الاصطناعي غالبية العمال حسبما قدره 60% من المشاركين، في حين يرى 61% أنه ساهم في تقصير أسبوع عملهم وأتاح لهم أخذ إجازات أطول.
وقال حوالي ثلثي المستجيبين إن تقنيات الذكاء الاصطناعي تزيد من إنتاجية الموظفين 69%، وتحسن الرضا الوظيفي 60%، وتعزّز من الرفاهية العامة حسبما يراه 61% من المشاركين.
وعلى صعيد أخر، يعتقد 87% من الناس أنه يجب على شركاتهم أن تبذل المزيد من الجهود لحماية الصحة النفسية للعالمين لديها.
وقال 54% أن شركاتهم أضافت خدمات أو دعمًا للصحة النفسية بسبب “كوفيد-19″، فيما يودّ 94% من القوى العاملة في الإمارات أن توفر شركتهم التقنيات الداعمة لصحتهم النفسية.
ويرى 42% من المشاركين أن ذلك يتضمّن الوصول عبر الخدمة الذاتية إلى الموارد الصحية، وخدمات الاستشارة عند الطلب، وأدوات المراقبة الصحية، بالإضافة إلى الوصول إلى تطبيقات العافية أو التأمل 41%، وروبوتات الدردشة للإجابة على الأسئلة المتعلقة بالصحة 32%.
وتضيف الدراسة أن 94% من الموظفين قابلتهم تحديات خلال فترة العمل عن بُعد، وكان أكبر العوامل المؤدية إلى ذلك، عدم التمييز بين الحياة الشخصية والمهنية وفقا لنحو 39%، وكذلك التعامل مع تحديات الصحة النفسية المتزايدة كالتوتّر والقلق 32%.
وقال 36% من الناس إن الإجهاد أو القلق أو الاكتئاب في مكان العمل يؤدي إلى انخفاض إنتاجيتهم، في حين يرى 45% إن الإرهاق يؤدي إلى زيادة اتخاذ القرارات غير الحكيمة.