خاص الإمارات نيوز – علي عجمي
شهد الموسم الرمضاني الحالي تباينا في مستوى الأعمال التي طرحتها الدراما السورية، فانقسم الشارع المتابع بين راضٍ عن أدائها ومنتقد لتقصيرها.
وكغيره من الأعمال، أسال مسلسل “دقيقة صمت” للكاتب “سامر رضوان”، والذي يلعب دور البطولة فيه النجمان “عابد فهد وستيفاني صليبا”، الكثير من الحبر، ليغدوا طبقا رمضانيا ومحورا أساسيا من يوميات وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
نجم العمل “عابد فهد” يرى أن “دقيقة صمت” استحق المتابعة الواسعة التي حققها، مؤكدا أنه عمل مشوق للغاية وبعيد عن الاستعراض، مشيدا بحنكة الكاتب الذي استطاع أن يحجز للعمل مكانة بين المتابعين منذ أول دقيقة.
وأضاف “فهد” في تصريحات لـ”الإمارات نيوز” على هامش تكريمه من قبل هيئة أبوظبي للإعلام: “دقيقة صمت فيه الكثير من الإثارة، والعمل يحتوي على إيقاع سريع وأحداث مشوقة، وحكاية من حلقات ومجريات مترابطة غير منفصلة دفعت المشاهد للمتابعة بشغف”.
وأضاف: “نحن في عصر السوشيال ميديا والمنصات التلفزيونية، وأهمية دقيقة صمت تمكن في قدرة الكاتب على خطف اهتمام المشاهد منذ أول دقيقة، حيث أصبح المشاهد يتابع شيئا يعرفه ويسمع عنه، ليتساءل مع كل حدث عما إذا كان هذ الشيء حقيقة أم لا، فيجد الأجوبة أثناء العرض”.
من جهة أخرى، تحدث “فهد” عن تواجد الممثلين اللبنانيين في الأعمال السورية، قائلا: “إذا لم يكن تواجد الممثل اللبناني في الأعمال السورية موظفا بدقة، فنحن هنا نضحك على المشاهد، لكني أرى أن كل شخص في مكانه والشخصيات موظفة بشكل حقيقي ولها مبرر للوجود، وهذه الأعمال أصبحت تستهوي المشاهد، وهذا لا ينفي أن العمل ابن البيئة وله حضور، وإذا لم يكن واقعيا فإنه سيغيب بسرعة.. لذا أقول دائما أن أعمال الثنائيات يجب أن تحتوي على أحداث حقيقية”.
وحول السوشيال ميديا، أشار الفنان القدير إلى أن السوشيال عملية مطاطة كثيرا وليس كل ما يكتب ضمنها حقيقي، وأوضح: “المشروع الحقيقي والصادق يظهر، ولا يجوز أن نهين الآخرين بالمفردات والإشاعات في السوشيال ميديا، فهناك ممثلون وممثلات يعملون ضمن إمكانياتهم فينجحون أحيانا ويخذلهم التوفيق أحيانا أخرى، ولا يعني هذا أنهم فاشلون”.
وتابع: “أتمنى من الجميع أن يقدروا صعوبة عملنا.. الظروف التي نعمل فقيها ليست صحية، فنحن معرضون للمناخ والبرد والهواء والغبار والأصوات الخارجية، لذا يجب الهدوء قليلا عند تقييم بعض الأعمال”.
واختتم “فهد” مؤكدا حاجته لفترة من الراحة، وقال: “التكريم هدية تأتي من المعنيين بالدراما وتؤكد أن الجهد لم يذهب هباءً، والنجاح يجعلك تفكر ماذا بعد؟؟، والتفكير مرض يحتاج لمعالجة لأنه يصادر منك الراحة والنوم ولا تستطيع الهروب منه.. حب المهنة مرض وعشق ليس له حدود”.
بدورها، عبرت النجمة اللبنانية “ستيفاني صليبا” عن سعادتها بالنجاح الكبير الذي حققه مسلسل “دقيقة صمت”، ووصفته بالنقلة النوعية، معتبرة أن خيارها بقبول العمل كان موفقا جدا.
وأكدت “صليبا” في تصريحات لـ”الإمارات نيوز” على الدور الكبير الذي قام به فريق العمل ككل، مضيفة: “العمل لا يختصر بشخص واحد، بل ينتجه فريق كامل، وفي دقيقة صمت كانت الخيارات مدروسة بدقة، لذلك نجحنا، ولا يمكننا تجاهل فريق العمل الذي وقف خلف الكاميرا، من فنيي صوت وإضاءة، والمخرج والكاتب والمنتج، وغيرهم”.
من جهة أخرى، نوهت “صليبا” إلى أنها كانت خائفة من الظهور في العمل، موضحة: “عندما وافقت على المشاركة أدركت أني أمام مسؤولية كبيرة للغاية، الوقوف أمام عابد فهد وشوقي الماجري أمر مخيف، لأن الضوء سيسلط عليّ والعيون ستراقبني بتركيز، ولو لم أكن على قدر المسؤولية لكنت وقعت في مشكلة بلا شك”.
إلى ذلك، استنكرت بطلة العمل المقولات التي تنال من قيمة الممثلات اللبنانيات، وتقرن نجاحهن بجمالهن، مضيفة: “الممثلة اللبنانية ليست جميلة فقط، وإنما قديرة وموهوبة.. لا أعلم لماذا ينتشر هذا الكلام عنها، كل الممثلات اللبنانيات ينجحن ويقدمن أدوارا رائعة”.
وحول اقتران نجاح الفنان اللبناني بتواجده في الدراما السورية، أكدت “صليبا” أنها ضد التفرقة، داعية للخروج من هذه العنصرية بين دراما البلدين، وأردفت: “لو لم نكن نغني بعضنا لما اجتمعنا سوية، لدينا نفس التقاليد واللهجة، والدراما السورية غنية بكوادرها وممثليها ومعهدها”.
واختتمت: “نحنا والسوريون نتعلم من بعض البعض وهذه العنصرية مزعجة للغاية.. نحن شعب واحد، وأنا كفنانة لبنانية صورت في سوريا، واستقبلوني واحتضنوني وكأني واحدة منهم”.