ألقت تداعيات فيروس “كورونا” على مؤشرات الأسهم العالمية خلال التعاملات، اليوم الخميس، حيث سيطرت حالة من الارتباك على مؤشرات اليوم، وتهاوت المؤشرات تحت وطأة المخاوف من موجة ثانية لجائحة الفيروس المستجد «كوفيد 19»، فيما تضررت بورصة «وول ستريت» من بينات البطالة الأمريكية.
وفتحت «وول ستريت» على انخفاض، إذ تشير زيادة مفاجئة في طلبات إعانة البطالة إلى أن تعافي سوق العمل يعتريه الضعف، وأنه سيكون من الضروري تقديم المزيد من الدعم المالي لتجنب جولة أخرى من عمليات التسريح الضخم والمؤقت.
ونزل مؤشر داو جونز الصناعي 47.04 نقطة أو ما يعادل 0.18 % إلى 26716.09 نقطة وتراجع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بمقدار 10.87 نقاط أو ما يعادل 0.33 % إلى 3226.14 نقطة، بينما انخفض مؤشر ناسداك المجمع 81.97 نقطة أو 0.77 % إلى 10551.02 نقطة.
وزاد عدد الأمريكيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانة البطالة على نحو غير متوقع الأسبوع الماضي، ما يعزز الآراء التي تقول إن التعافي الاقتصادي من جائحة «كوفيد 19» يخسر قوة الدفع في ظل تآكل التمويل الحكومي.
عوامل موسمية
وقالت وزارة العمل الأمريكية، اليوم الخميس، إن إجمالي الطلبات الجديدة للحصول على إعانة البطالة المعدل في ضوء العوامل الموسمية بلغ 870 ألفاً للأسبوع المنتهي في 19 سبتمبر مقارنة مع 866 ألفاً في الأسبوع السابق. كان اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم توقعوا أن يبلغ عدد الطلبات 840 ألفاً في أحدث أسبوع.
والطلبات تفوق الذروة عند 665 ألفاً بلغتها خلال الكساد الكبير في الفترة بين عامي 2007 و2009، بيد أن الطلبات انخفضت من مستوى قياسي عند 6.867 ملايين في نهاية مارس.
وبينما دعم استئناف الشركات لعملها في مايو النشاط، فإن الطلب في القطاعات الخدمية يظل فاتراً، مما يُبقى عمليات التسريح مرتفعة وتمتد تخفيضات الوظائف إلى قطاعات مثل الخدمات المالية والتكنولوجيا، والتي لم تتأثر في البداية بالإغلاق الإلزامي للشركات في منتصف مارس بسبب عدم كفاية الطلب.
معنويات المستثمرين
وهبطت الأسهم الأوروبية، إذ قادت الأسواق البريطانية الخسائر بعد أن أطلقت حكومة البلاد برنامج دعم وظائف أصغر حجماً، في حين ساءت معنويات المستثمرين بفعل موجة ثانية من حالات الإصابة بـ«كوفيد 19» في أنحاء القارة.
ونزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1% ليغلق عند أسوأ مستوياته منذ 3 أغسطس، وكانت قطاعات التجزئة والنفط والغاز والخدمات المالية الأسوأ أداءً.
وتسيطر مخاوف المستثمرين من عودة الإصابات بـ«كوفيد 19» للزيادة، وهو ما تقوّض تعافي النشاط الاقتصادي الأوروبي، على تعاملات هذا الأسبوع، إذ فرضت بريطانيا وإسبانيا وفرنسا قيوداً جديدة، في حين أثار صناع السياسات بمجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي قلقاً بالأسواق أمس الأربعاء بدعوة الحكومة إلى تقديم مزيد من الدعم المالي.
وصعدت أسهم الخدمات المصرفية الإيطالية 1.3 % بفضل أنباء عن صفقة استحواذ، بينما هبط مؤشر الخدمات المصرفية الأوروبي 0.4 %.
وقفز سهم ثالث أكبر بنوك إيطاليا بانكو بي.بي.إم 5.8 % وزاد سهم كريديتو فالتيلينيسه 11.6 %، إذ اتجهت أنظار المستثمرين إلى تقرير لبلومبيرغ أشار إلى محادثات بشأن اهتمام محتمل من بنك كريدي أجريكول الفرنسي بالاستحواذ.
وكان ستوكس 600 قد قلص خسائره في وقت سابق من الجلسة بعد أن أظهرت مسوح أن معنويات الشركات في ألمانيا وفرنسا تحسنت للشهر الخامس على التوالي في سبتمبر، ما يشير إلى أن كلا البلدين متجهان إلى نمو قوي في الربع الثالث من العام.
لكن الصعود لم يدم كثيراً، إذ تعثر صعود الأسواق الأمريكية بعد زيادة مفاجئة طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.
وهبط المؤشر داكس الألماني 0.3 % وهو المؤشر الأفضل أداءً في المنطقة، في حين نزل مؤشر كاك 40 الفرنسي 0.8 %.
موجة بيع
وتراجعت الأسهم اليابانية متأثرة بموجة بيع واسعة النطاق في الأسهم العالمية، اليوم الخميس، بعد مخاوف بشأن تقييمها المرتفع وزيادة حالات الإصابة بفيروس «كورونا» مجدداً واحتمال تباطؤ التعافي الاقتصادي الوليد في أنحاء العالم.
وزاد الضغط على الأسهم بفعل ضبابية بشأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث امتنع الرئيس دونالد ترامب عن التعقيب بشأن انتقال سلمي للسلطة إذا خسر في الانتخابات التي تجرى 3 نوفمبر.
وتراجع مؤشر نيكاي القياسي 1.11 % إلى 23087.82 نقطة ليهبط عن مستوى دعم رئيسي لمتوسطه في 25 يوماً عند 23217 نقطة ويسجل أدنى مستوى إغلاق خلال أسبوعين.
وانخفض المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 1.08 % إلى 1626.44 نقطة، وكانت الأسهم المرتبطة بالدورة الاقتصادية مثل شركات صناعة الصلب والسيارات الأكثر تضرراً.
ونزل سهم نيبون ستيل 4.1 % فيما هوى سهم جيه.إف.إي هولدنجز المنافسة 6.1 % ومن ضمن أسهم شركات السيارات نزل سهم هوندا 4.2 % فيما فقد سهم سوبارو 3 %.
وفي قطاعات أخرى، تراجع سهم سوميتومو ميتسوي تراست 3.1 % بفعل مخاوف من أضرار تتعلق بالسمعة بعدما ارتكبت الشركة أخطاء في إحصاء أصوات في اجتماعات المساهمين التي تديرها.
وانخفض سهم هيتاتشي ترانسبورت سيستم 4.7 %، فيما نزل سهم إس.جي هولدنجز 1.3 % بعد تقرير إعلامي أشار إلى أن الشركتين ألغيتا تحالفهما الرأسمالي.
ومن بين الأسهم الرابحة، زاد سهم أوليمبوس لصناعة المناظير 1.2 %، فيما ارتفع سهم هويا كورب للمنتجات البصرية 1.5 % وصعد سهم سيسمكس للمعدات الطبية 0.4 %.