أكد الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي”، أن السلام هو الأولوية والعنف بشتى أنواعه المادية والمعنوية، ينبغي أن يكون مرفوضاً من قبل القيادات الدينية.
وقال “إن الدين يمكن أن يكون وسيطاً في المصالحات بين الأطراف المتصارعة، ويمكن أن يقدم الأمل لليائسين، ويحثهم على الحياة وعلى القيم الفاضلة .. فالدين يمكن أن يكون على الدوام جزءا من الحل، وليس جزءا من المشكلة”.
وجاء ذلك في كلمة ألقاها معالي الشيخ عبدالله بن بيه في المؤتمر الافتراضي الدولي، الذي نظمه المجلس الاستشاري الأعلى المتعدد الأديان، التابع لمنظمة الأمم المتحدة، بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسها .. ويحتفي المؤتمر بالدور الذي لعبته القيادات الدينية في تحقيق أهداف السلام والتنمية والتضامن على المستوى الدولي.
وقال معالي الشيخ عبدالله بن بيه إن الدين هو طاقة هائلة يمكن أن تعمّر، ويمكن أن تكون جسراً يحفز التواصل بين الناس ..مشيرا إلى أن الفيصل في هذه المعادلة، يعتمد على القيادات الدينية والروحية والفكرية، التي يعود إليها إيجاد التأويل الأنسب للدين لأن الأديان هي في أصلها خير ورحمة وحكمة وعدل ومصلحة .
وأوضح معاليه أنّ الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس منظمة الأمم المتحدة، تأتي والبشرية تمر في أزمة غير مسبوقة في التاريخ الحديث، منوها إلى أن هذه الأزمةٌ الصحية هي من النوع الذي يختبر أخلاقنا وقيمنا وإيماننا وموازين التعامل فيما بيننا، في بيوتنا ومع جيراننا.
وأضاف: أن هذه الأزمة تطرح على كل منا أسئلة من قبيل هل نصبر وننشر قيمة الصبر والتضامن بيننا، أم نخضع لليأس والقنوط؟ إنها أزمة تختبر قيمنا، هل نُعلي قيمة الإحسان والمحبة والإيثار مع القريب والغريب؟.
وقال معالي الشيخ بن بيّه: إن هذا الاختبار لم يكن على مستوى الأفراد فقط، وإنما أيضاً على مستوى الدول، التي عليها مسؤولية مساعدة تلك الأقل ثروة وقوة، والتي لا تتوافر لديها وسائل مواجهة الجائحة المادية والصحية.. هذا الاختبار أظهر أهمية وجود منظومة دولية تراعي البشر أينما كانوا، وتجعلهم الأولوية في مقابل الاعتبارات الأخرى؛ كالاقتصاد والأعمال، فالإنسان يجب أن يكون هو المحور الأساسي.
ونوه إلى أن الدين يحثنا على الاحتفاء بالإنسان وفق القاعدة التوراتية الإنجيلية القرآنية، “كل نفس هي بقيمة البشرية جمعاء”، كما في قوله تعالى في سورة المائدة: /وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ/.. مشيرا إلى أن هذا الإرث الروحي الهائل يجعل من الضروري أن نقف معاً ضد من يسيء للمقدسات الدينية، ويجعل من ذلك أداة لإثارة الفتنة.
وأضاف: انّ الأزمات تختبر الإيمان، ونحن نؤمن بأن الأزمات مهما اشتدت زائلة، وأن الإيمان بالله والتعاون فيما بيننا هو الطريق المؤدي للنجاة، فنحن كركاب السفينة لا نجاة لبعضهم دون نجاة الجميع.
وقال معاليه إن هذه الجائحة التي أوقفت نبض الحياة السريع، أعطتنا الفرصة لنعيد التفكير في علاقاتنا مع البيئة وأمم الحيوانات التي تشاركنا هذا الكوكب .. لقد أكدت لنا المصير المشترك بيننا، فلم نكن في يوم من الأيام أكثر ترابطاً ولا تواصلاً من اليوم.. مشيرا إلى أن هذه الجائحة هدمت كل نظريات الفصل أو التمييز على أساس العرق أو اللغة أو التنمية.
وتوجه معاليه في ختام كلمته بالشكر إلى المجلس الاستشاري الأعلى المتعدد الأديان التابع للأمم المتحدة على الدعوة للمشاركة في هذا المؤتمر الدولي ..متمنياً لجميع المشاركين التوفيق والتسديد في صنع عالم أكثر تسامحاً وتضامناً وتفاهماً.