أطلق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الاستراتيجية الشاملة لأصحاب الهمم في إمارة أبوظبي 2020-2024، بمشاركة أكثر من 28 جهة حكومية محلية واتحادية معنية، وبقيادة دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، بهدف جعل الإمارة مدينة دامجة ومهيأة وممكنة لأصحاب الهمم، بما ينسجم مع رؤية الدائرة بتوفير حياة كريمة لجميع أفراد المجتمع.
وتضمنت الاستراتيجية خمسة أهداف رئيسية هي بناء ثقافة المجتمع المبني على المنظور الحقوقي لأصحاب الهمم، وتفعيل دور أصحاب الهمم وأسرهم وتمكينهم من خلال إشراكهم في عملية التحول نحو مجتمع دامج، وخلق بيئة تتيح الوصول المتكافئ لأصحاب الهمم للحقوق والخدمات والفرص في جميع مراحل الحياة، وضمان تقديم خدمات متكاملة وذات جودة عالية في القطاع الحكومي والخاص وتطوير إطار تنمية اجتماعية مستدامة وقائمة على البيانات والأدلة لأصحاب الهمم وأسرهم.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، “أطلقنا اليوم استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم، التزامنا مستمر نحو تمكين أبنائنا وبناتنا من أصحاب الهمم وتحقيق طموحاتهم”، مؤكداً سموه أن مجتمعنا متلاحم ومتماسك يتساوى جميع فئاته في الاهتمام والدعم.
وقال الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، إن الاستراتيجية الشاملة لأصحاب الهمم في إمارة أبوظبي خطوة أساسية نحو مزيد من الدمج والتمكين لهذه الفئة الأساسية في المجتمع بهدف إطلاق كامل طاقاتها حتى تصبح جزءا لا يتجزأ من مسيرة التنمية، وتحقق مزيدا من التميز والإنجازات.
ووصف سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، “استراتيجية أبوظبي الشاملة لأصحاب الهمم 2020 – 2024” بأنها خطوة نوعية متميزة تظهر بجلاء حرص واهتمام قيادتنا الرشيدة بتمكين أبنائنا وبناتنا من أصحاب الهمم، وتحقيق طموحاتهم في مجتمعنا المتلاحم والمتماسك الذي يتساوى جميع فئاته في الاهتمام والدعم، مؤكداً أن “زايد العليا” تقدر الدور والمسؤولية التي تضطلع بها للعمل على نجاح جهود حكومة أبوظبي الرشيدة لتمكين أصحاب الهمم.
وأكد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي: “أن الاستراتيجية الشاملة لأصحاب الهمم هي منظومة متكاملة من السياسات والبرامج التي تضمن تمكينهم وتعزز إسهاماتهم ودورهم الأساسي في مسيرة التنمية”.
وأشار إلى “تنفيذ 30 مبادرة خلال 5 سنوات لتوفير بيئة مناسبة تتيح الوصول المتكافئ لأصحاب الهمم للحقوق والخدمات والفرص في الصحة والرعاية الاجتماعية، والتعليم وفرص العمل والتمويل، والابتكار لتكون أبوظبي المدينة الرائدة على مستوى العالم في تمكين أصحاب الهمم”.
وتغطي الاستراتيجية جميع المراحل الزمنية من حياة الفرد من أصحاب الهمم وتشمل أهم المجالات مثل الصحة والتأهيل، والتعليم، والتوظيف، والرعاية والحماية الاجتماعية، والمشاركة في الحياة العامة الاجتماعية والرياضية والثقافية والترفيه والسياحية.. كما أنها تركز على الوصول الشامل والبيئة المؤهلة من حيث المباني والمرافق والمواصلات والمساكن وغيرها كالمعلومات والخدمات.
وتطرقت الاستراتيجية أيضاً إلى الممكنات الرئيسية كجودة الخدمات والتمويل المستدام وذلك بهدف تحقيق رسالة دعم أصحاب الهمم وأسرهم في ظل منظومة متكاملة توفر خدمات ذات جودة عالية لتمكنهم من المشاركة الفعالة في المجتمع.
واعتمدت الاستراتيجية مبادئ توجيهية أساسية تتماشى مع ما جاء في “اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة”، وذلك عبر اعتماد المنظور الداعم لحقوق أصحاب الهمم والمنظور الاجتماعي للإعاقة الذي يؤكد أن الإعاقة ليست كامنة في الفرد من أصحاب الهمم وإنما هي نتيجة العوائق البيئية والسلوكية والتواصلية والتنظيمية المؤسساتية الموجودة في المجتمع والتي يصادفها الفرد من أصحاب الهمم.
وأكدت أن أجندة دمج أصحاب الهمم مسؤولية الجميع، وذلك من خلال مبدأ تعميم مسألة الإعاقة في جميع السياسات والبرامج والخدمات بجميع الجهات المختصة في الإمارة، والتأكيد على دور أصحاب الهمم في تنفيذ الاستراتيجية من خلال القيادة والتمثيل لأصحاب الهمم.
وسيتم تنفيذ الاستراتيجية من خلال 6 فرق عمل وهي فريق عمل محور “الصحة والتأهيل” بقيادة دائرة الصحة، فريق عمل محور “التعليم” بقيادة دائرة التعليم والمعرفة، فريق عمل محور “التوظيف” بقيادة هيئة الموارد البشرية، فريق عمل محور “الرعاية الاجتماعية” بقيادة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، فريق عمل محور “الوصول الشامل” بقيادة دائرة البلديات والنقل وفريق عمل محور “الممكنات” بقيادة دائرة تنمية المجتمع على أن يتضمن كل فريق عمل جهات حكومية محلية واتحادية معنية، وجهات ممثلة للقطاع الخاص، وتمثيلا من القطاع الثالث من خلال جمعيات أصحاب الهمم إلى جانب عدد من أصحاب الهمم وأسرهم.
وستعمل دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، إضافة الى دورها في قيادة تنفيذ المبادرات التحولية في محور الممكنات، على تقديم الدعم اللازم لجميع فرق العمل، وضمان التنسيق والتكاملية ما بين المحاور والإشراف العام على الأداء العام لتوجيه تنفيذ الاستراتيجية نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية والمخرجات المرجوة.
وتتواءم استراتيجية أصحاب الهمم مع خطة القطاع الاجتماعي 2030 التي ترتكز على ثلاثة تطلعات أساسية وهي مستوى معيشة لائق لجميع أفراد المجتمع، عبر توفير مسكن ملائم للجميع وحياة كريمة لجميع أفراد مجتمع إمارة أبوظبي بمختلف ظروفهم ومراحل حياتهم وإلى جانب التطلع الثاني، أسرة متماسكة تشكل نواة لمجتمع متسامح وحاضن لشتى فئاته، والذي يهدف إلى تفعيل دور جميع أفراد المجتمع، وجعل الأطفال والشباب يشعرون بالسعادة والأمان، وتمكين أصحاب الهمم لتحقيق طموحاتهم، وحياة محترمة ونشطة ومفعلة لكبار السن ومجتمع متلاحم مبني على التسامح واحترام الآخر، ويتضمن التطلع الثالث، مجتمعا نشطا ومسؤولا عبر جعل الأفراد يشاركون بفاعلية في خدمة المجتمع، وجعلهم نشطين يتمتعون بثقافة الصحة البدنية.
وأكد الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع عضو المجلس التنفيذي، “أن هذه الاستراتيجية تسهم في رفع الوعي المجتمعي حول الإعاقة بناء على النموذج الداعم لحقوق أصحاب الهمم وتطوير آليات تتضمن تمكين أصحاب الهمم باعتبارهم محفزين للتغيير الاجتماعي، إضافة الى ضمان تقديم خدمات متكاملة ذات جودة عالية على مستوى الحكومة والقطاع الخاص والثالث لتحقيق رؤيتنا في جعل المجتمع دامجا وممكنا لأصحاب الهمم وبالتالي تحقيق الهدف الأساسي من رسالتنا وهو تشكيل نواة لمجتمع متسامح وحاضن لجميع الفئات”.
وأضاف الخييلي: “نتطلع مع الشركاء المشاركين في تنفيذ هذه الاستراتيجية الهامة إلى مواصلة دعم أبنائنا من أصحاب الهمم بما ينسجم مع خطة القطاع الاجتماعي التي تهدف في المقام الأول إلى توفير حياة كريمة لجميع أفراد المجتمع، وسنواصل الجهود جنبا إلى جنب لتحقيق أعلى معدلات السعادة والرضا من قبل أصحاب الهمم في مختلف المجالات التي تجعل أبوظبي نموذجا عالميا في تمكين ودمج مختلف فئات المجتمع”.
وقال الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد رئيس دائرة الصحة عضو المجلس التنفيذي: “استثنائيون هم قادتنا الذين يقدمون كل دعم ممكن ويعملون على تهيئة الفرص لأبناء الوطن والمقيمين على أرضه لصنع النجاح والإسهام في مسيرة التنمية لا سيما أصحاب الهمم الذين يعدون جزءا فاعلا في المجتمع وشركاء أساسيين في مسيرة بناء وطن تعلو رايته بعزيمتهم وإصرارهم لتجاوز التحديات وصنع الإنجازات، واليوم ومن خلال إطلاق استراتيجية أصحاب الهمم نعتز بالعمل جنبا إلى جنب مع دائرة تنمية المجتمع للمضي قدما على خطى قيادتنا لتمكين أصحاب الهمم ومنحهم فرصا متكافئة في مجتمع يوفر لهم كافة أوجه الرعاية وعوامل النجاح في جميع المستويات ومن أهمها الصحة، حيث سنواصل جهودنا لتعزيز جودة خدمات الرعاية الصحية الملائمة لأصحاب الهمم بما يتناسب مع احتياجاتهم وضمان سهولة وصولهم إليها”.
وأوضح فلاح محمد الأحبابي رئيس دائرة البلديات والنقل عضو المجلس التنفيذي: “نفخر بأن نكون إحدى الجهات الحكومية التي تعمل من أجل تحقيق الأهداف ومحاور الاستراتيجية الأساسية في دمج أصحاب الهمم وتمكينهم وتوفير الإمكانات اللازمة لهم من أجل الوصول الشامل، ويأتي ذلك من خلال دعم هذه الفئة المهمة في ظل منظومة متكاملة قادرة على توفير خدمات ذات جودة عالية وبما يمكنهم من المشاركة الفعالة في المجتمع كعناصر منتجة، الأمر الذي يحقق الرؤية الحكيمة للقيادة، وينسجم مع مستهدفات دائرة البلديات والنقل في توفير كل الممكنات التي تسهم في الاستفادة من الطاقات الكبيرة لدى أصحاب الهمم الذين يشكلون جزءا أساسيا من المجتمع”.
وقالت معالي سارة عوض عيسى مسلم رئيس دائرة التعليم والمعرفة عضو المجلس التنفيذي: ” نحن ملتزمون في دائرة التعليم والمعرفة أبوظبي بتأمين حق الحصول على تعليم نوعي لجميع المتعلمين في إمارة أبوظبي. ومن هنا، كانت سياسات ومبادرات الدمج جزءا لا يتجزأ من استراتيجيتنا في تبني قطاع تعليمي يلبي احتياجات طلبتنا من أصحاب الهمم، وبدعم من قيادتنا الرشيدة، تمكنا كمجتمع من قطع شوط طويل ما زلنا ملتزمين خلاله بالمضي قدما ليس فقط على مستوى توفير مدارس التعليم المتخصصة ولكن أيضا عن طريق الدمج في جميع المدارس، إن مهمتنا تتطلب دائما التعاون مع شركائنا لخلق نظام بيئي شامل يدعم ذوي الهمم منذ الولادة ومرحلة التعليم المبكر ومرورا بجميع مراحل حياتهم.. ونعمل حاليا على بناء أول معهد تدريب حكومي في المنطقة يمكن طلبة التوحد من الانتقال من مرحلة التعليم الحالية إلى التعليم المهني ليتمكنوا من الاندماج في المجتمع كأعضاء مستقلين وفاعلين”.
وقال علي راشد قناص الكتبي رئيس دائرة الإسناد الحكومي عضو المجلس التنفيذي إن إطلاق الاستراتيجية الشاملة لأصحاب الهمم في أبوظبي يأتي تماشيا مع توجيهات القيادة الرشيدة بتوفير كل الدعم وتسخير كافة الجهود لتمكين ودمج أصحاب الهمم في المجتمع، وذلك من خلال العمل على محاور متعددة تهدف بمجملها إلى إحداث نقلة مجتمعية نوعية تتجاوز العوائق وتساهم ببناء مجتمع دامج يضمن لأصحاب الهمم وأسرهم حياة كريمة ومنتجة.
وقال معاليه: “ستدعم هذه الاستراتيجية إطلاق الطاقات والإمكانات الكامنة لدى أصحاب الهمم، ليكونوا أعضاء منتجين في المجتمع ومساهمين فاعلين في مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها الإمارة”.
وأضاف: “انطلاقاً من إيماننا التام بأهمية العمل المشترك وعقد الشراكات الفاعلة على مستوى الدوائر والجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص لإحداث التغيير الاجتماعي والسلوكي والمؤسساتي الذي نحتاجه لبناء مجتمع محفز يدعم أصحاب الهمم ويوفر لهم بيئة مناسبة للإبداع والإنجاز”.
وقال عبد الله عبد العالي الحميدان، الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم: “إن دور المؤسسة يتمثل في أكثر من محور كشريك رسمي لكنها تقود فريق عمل محور الرعاية الاجتماعية للعمل على تفعيل الحياة الاجتماعية لأصحاب الهمم، ومساعدتهم على اكتساب المعارف المتجددة والأنماط السلوكية الإيجابية، فهم جزء من النسيج المجتمعي في الإمارة ولهم حقوق وواجبات كغيرهم، لضمان تحقيق هدف إيجاد مجتمع دامج خال من الحواجز يضمن التمكين والحياة الكريمة للأشخاص أصحاب الهمم وأسرهم من خلال رسم السياسات وابتكار الخدمات التي تسهم بتمتعهم بجودة حياة ذات مستوى عال والوصول إلى الدمج المجتمعي والمشاركة الفاعلة وتأكيد دورهم في التنمية”.