كشفت مصادر إعلامية أميركية اليوم الأربعاء، أن إثيوبيا طلبت من الولايات المتحدة إعادة النظر في تعليق بعض المساعدات بسبب قرار أديس أبابا بالبدء في ملء سد النهضة دون اتفاق مع مصر والسودان.
و ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” الأمريكية أن التعليق الإثيوبي يُضاف إلى الضغط على إثيوبيا للتوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد الذي سيصبح أكبر سد في إفريقيا.
وقال فيتسوم أريجا سفير إثيوبيا لدى الولايات المتحدة ، لصحيفة فاينانشيال تايمز:”لقد طلبنا منهم إعادة النظر ونحن ننتظر. نأمل ألا تتضرر العلاقات الدبلوماسية التي استمرت 117 عامًا بسبب قضية لا تتعلق بالبلدين”.
وأبلغت وزارة الخارجية الأمريكية إثيوبيا بتخفيض المساعدات يوم الاثنين، ولم يتضح حجم الأموال المعرضة للخطر. ونفى فيتسوم التقارير الإعلامية التي أفادت بأن التخفيضات ستبلغ 130 مليون دولار ووصفها بأنها مبالغ فيها؛ بينما نقلت وكالة “رويترز” البريطانية عن مصدر في الكونجرس قوله إن المساعدات ستخفض بقيمة 100 مليون دولار.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية: “إن قرار الإيقاف المؤقت لبعض المساعدات لإثيوبيا يعكس قلقنا بشأن قرار إثيوبيا الأحادي بالبدء في ملء السد قبل التوصل إلى اتفاق وجميع تدابير سلامة السد الضرورية”.
وذكرت الصحيفة أن مصر التي تعتمد على مياه النهر شعرت بالفلق من قرار إثيوبيا البدء في ملء خزان السد في يوليو دون اتفاق لتغطية الاحتمالات مثل الجفاف والخلافات. لا تريد إثيوبيا اتفاقًا ملزمًا قانونًا يمكن أن يقيد يديها بشأن التطورات المستقبلية في النيل.
وأجرت وزارة الخزانة الأمريكية محادثات استمرت شهورا مع مسؤولين إثيوبيين ومصريين وسودانيين بشأن السد بعد أن لجأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلبا للمساعدة ، وفقا لمسئولين أمريكيين مطلعين على الأمر.
وكانت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية “إينا” نقلت عن السفير الأمريكي السابق لدى إثيوبيا والمحلل السياسي، ديفيد شين، قوله: “القضية الوحيدة التي اتحد فيها الإثيوبيون بالداخل والخارج هي سد النهضة” وأضاف: ” لن تفلح الضغوط السياسية القاسية مع إثيوبيا خاصة عندما يتعلق بسد النهضة”، وتابع: “لن تفشل فقط في الحصول على النتيجة المرجوة لواشنطن، بل ستضمن على الأرجح احتشاد المغتربين الإثيوبيين في الولايات المتحدة ضد ترامب”.