دعا صاحب السمو الشيخ الدكتور “سلطان بن محمد القاسمي”، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الدول العربية للوقوف ومساندة الشعب اللبناني في محنته، كي لا يُترَك كما تركت بلدان أخرى.
ولفت سموه، وفق ما ذكرته “وام”، إلى أن “العرب يستطيعون تضميد جراحهم بأيديهم، وأن لبنان كان وما زال جزءاً من الأمة العربية وليس مغيّباً عنها”.
جاء ذلك خلال مداخلة سموه، أمس، في الحملة الإعلامية التي أطلقتها هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون عبر برنامج “الخط المباشر”، التي وحدت فيها بث قنواتها على البرنامج بهدف جمع تبرعات للمجتمع اللبناني وحشد الدعم لحملة “سلامٌ لبيروت”، التي أطلقتها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، الشيخة “جواهر بنت محمد القاسمي”، رئيسة مؤسسة القلب الكبير المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بهدف توفير الإغاثة العاجلة لضحايا الانفجار المأساوي الذي ضرب مرفأ بيروت الأسبوع الماضي.
وقدّم سموه في مستهل مداخلته العزاء للشعب اللبناني بجميع الشهداء الذين سقطوا جرّاء الحادث، وتمنى للجرحى والمصابين الصحة والشفاء العاجل، كما توجه سموه بالشكر للشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير على جهودها الإنسانية في إطلاق حملة “سلامٌ لبيروت”.
وقال سموه: “لبنان ليس غريباً عن أي فرد منّا، لبنان الثقافة والعطاء الذي أعطى الشعراء والفنانين وأعطى هواءه وأرضه وماءه لكل العرب المصطافين، ونشكر كلّ من يساهم ولو بالكلمة الطيبة، لأن المصاب كبير، ونحن إذ نقف مع شعب لبنان لا نتدخل في السياسة ولا نتعاطى بالألقاب، فنحن بعيدون كلّ البعد، نحن نحاول بهذا العطاء أن نقول لإخواننا وأخواتنا في لبنان إننا معكم حتى تثبتوا أقدامكم في أرضكم”.
وتابع سموه: “المفروض أن يقف الجميع إلى جانب لبنان، وكل من يسعى إلى الإصلاح، وإخراج لبنان من هذه الدوامة، ونحن نقول لهم إننا معكم ونشد على أيديكم، ونتمنى أن ينجحوا هذه المرّة فيما يطالبون به، ونتمنى كذلك أن نرى لبنان جزءاً من هذه الأمة العربية ليس مغيباً عنها، ونتمنى على كلّ لبناني أن يعمل من أجل لبنان”.
وأضاف: “نتمنى على إخواننا العرب أن يقفوا إلى جانب لبنان في محنته، لأنه أسير قوى ظالمة تريد أن تسلخه وتغيرّ هويته وكلّ ما قدمه من عطايا، ونتمنى من كل العرب أن يسمعوا هذا الكلام، ولن نترك لبنان كما تُركت بلدان أخرى وفلتَتَ من أيدينا، ونقول إن هذه فرصة لأن البلدان التي فلتت إصلاحها صعب، ولبنان الآن على شفا حفرة”.
وأردف: “نتمنى على كل من يستمع لكلامي أن يعي هذه الكلمات ويبادر حتى ولو بالكلمة لنشعر أننا عرب نستطيع أن نضمد جراحنا، ونمسك ببعضنا، ونشد على أزرنا، ونتمنى لهم التوفيق جميعاً إن شاء الله، وإلى الملتقى في حفل كبير في لبنان يصرخ ويقول لبنان الحر”.
وجمع البرنامج الذي استمر بثه لمدة ساعة ونصف الساعة، 30 مليوناً و 741 ألف درهم من تبرعات المتصلين والمشاهدين من مختلف فئات المجتمع، ممن لم يترددوا في تقديم الدعم لصالح الشعب اللبناني، حيث ستذهب التبرعات جميعها لمؤسسة القلب الكبير التي تشرف على الحملة الإنسانية.