أدى حجاج بيت الله الحرام اليوم صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بمسجد نمرة في مشعر عرفات اقتداءً بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، واستمعوا إلى خطبة عرفة أخذين أماكنهم في ظل الالتزام بالتباعد المكاني وسط منظومة متكاملة من الإجراءات الصحية والتدابير الوقائية لضمان أداء ضيوف الرحمن مناسكهم بسلام آمنين في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد عالميًا.
وألقى الشيخ عبدالله سليمان المنيع عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي السعودي، خطبة عرفة قبل الصلاة والتي بدأها بحمد الله والثناء عليه على ما تفضل به على العباد من النعم الغزار والخير المدرار موصيا بتقوى الله التي أوصى بها سبحانه الأولين والآخرين.
وقال: “ولحماية المجتمع من المشاكل الاجتماعية والنفسية أمرت الشريعة ببر الوالدين وصلة الأرحام، وحسن تربية الأبناء، ورغبت في الترابط والتآلف والتكافل الاجتماعي، وأعطت لكل واحد من الزوجين حقوقا على الآخر، وكفلت حقوق الإنسان رجلًا وامرأه وطفلا كبيرًا وصغيرًا، سليما ومعاقا، بل جاءت بمراعاة نفسيات الآخرين والوقوف معهم في أيام محنتهم ومصائبهم، كما أمرت بحسن الخلق وطيب المنطق والترغيب في نشر المحبة والوئام والتعاون بين الناس”.
وأكد أن من أعظم ما تستجلب به الخيرات والنعم وتدرأ به المصائب دعاء الله تعالى، فقد وعد الداعين بإجابة دعواتهم كما قال تعالى (وقال ربكم ادعوني استجب لكم) وقال تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) حاثا المسلمين على دعاء الله بتضرع وإخلاص وأن يكونوا موقنين بالإجابة وأن يؤمنوا على دعاء غيرهم.
وأوضح الشيخ عبدالله سليمان المنيع أن أعظم خصال التقوى توحيد الله و إفراده بالعبادة داعيا الله عز وجل أن يرفع الوباء و يشفي المرضى و يمكن الباحثين و العاملين بمجال الأمراض و الطب من اكتشاف أدوية الأمراض وعلاجات ولقاحات الأوبئة .. سائلا الله سبحانه أن يسبغ على العباد نعمه وأن يغنيهم من فضله وأن يبث المحبة والألفة بينهم وأن يجعلهم متعاونين على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان وأن ينشر الأمن والاستقرار بفضله وإحسانه.