واجه الكثيرون خلال الفترة الماضية، وفي ظل تفشي فيروس “كورونا” المستجد، معاناة كبيرة في إدارة حياتهم، ولكن تتطلب إدارة الحياة والمتطلبات المالية طريقة مرنة وواقعية في زمن الأوبئة، ومنها الوباء الحالي (كورونا)، حيث إن الأمر ليس حالة طوارئ صحية فقط، بل مالية أيضاً على أكثر من صعيد بالنسبة للأفراد، فكلما استطعنا فعل المزيد الآن للتخطيط للمستقبل، سيوفر لنا ذلك الوقت والجهد، والأهم من ذلك، المال وراحة البال.
وأكدت مؤسسات مالية عالمية، منها «نيردوالت» و«كريدت»، وفقا لما ورد بصحيفة “الإمارات اليوم” أن التخطيط المالي الفعال في ظل الأزمات الطارئة من أساسيات النجاح والحصول على نتائج تلبي متطلباتنا، وهنا يتعلق الأمر بالنفقات اليومية والشهرية إلى جانب استثماراتنا في خطط التقاعد أو الادخار، بما في ذلك الأموال المخصصة للطوارئ. وبالنسبة للبعض قد يكون هذا هو الوقت المناسب لبدء استثمار ما أو شراء أصول بقيمة ذات جدوى أو حتى تنويع قاعدة الاستثمارات بما يتناسب والظروف الجديدة.
الإنفاق
فعلى الأشخاص الذين يساورهم القلق بخصوص التدفق النقدي، إلقاء نظرة على مستويات الدخل والإنفاق بشكل دوري، وقد يحتاجون إلى إجراء بعض التعديلات خصوصاً في الفئات غير الأساسية، وبمجرد الانتهاء من إعداد ميزانية وفي حال وجود صعوبات في الالتزام يجب عليهم التحدث إلى الجهات التي يدينون لها بالمال قبل أن تصبح مشكلة.
وفي حال تراكم مدفوعات سداد القروض أو بطاقات الائتمان بسبب تفشي الفيروس التاجي، يمكن التقدم بطلب لتأجيل السداد خلال فترة محددة، وهو أمر لن يؤثر في التقييم الائتماني للفرد في ظل هذه الظروف الاستثنائية، وسيخضع الطلب لموافقة المقرض أو في مرحلة ثانية يمكن مناقشة الخيارات الأخرى.
رسوم
وفي جميع الأحوال من المهم التوصل إلى اتفاق ما مع المقرض أو مزود بطاقة الائتمان قبل إيقاف المدفوعات التي قد يعتبرها المقرض دفعة فائتة، ويؤدي ذلك إلى فرض رسوم جزائية، وسيظهر في ملف الائتمان الخاص ما يؤثر في القدرة على اقتراض المال في المستقبل.
الاقتراض
أما بالنسبة للأشخاص الذين يواجهون بالفعل صعوبات في سداد المدفوعات قبل تفشي فيروس «كورونا»، فلن تنطبق عليهم هذه القواعد الجديدة، وفي حال لم يكن لديهم أي مدخرات ويواجهون عجزاً نقدياً طارئاً، قد يبدو الاقتراض هو خيارهم الوحيد.
وينبغي استخدام الاقتراض كملاذ أخير، ويجب التأكد من اختيار نوع الائتمان أو القرض المناسب للموقف المالي. وخلاف ذلك يمكن أن يجد الفرد نفسه يدفع أكثر مما تحتاج.
سعر الفائدة
وخلال الظروف الحالية يجب التحقق من سعر الفائدة ومعدل النسبة السنوية، وكم سيسدد المقترض في المجموع، وما إذا كان يستطيع تحمل السداد، كما ينبغي التحقق من أي عقوبات على المدفوعات الفائتة أو المتأخرة، والنظر في الخيارات المتاحة فجمع الأموال من مصادر أخرى، مثل صندوق الطوارئ وتصفية الاستثمارات غير الضرورية، أفضل من الاقتراض.
صندوق الطوارئ
وخلال هذه الأوقات يمكن لصندوق الطوارئ والادخار أن يلعب دوراً بارزاً في تهيئة الأوضاع المالية، خصوصاً تلك التي تغطي المصروفات لمدة ستة أشهر في حساب توفير عالي الفائدة أو وديعة ثابتة بعد زيادة رأس المال، وهنا ينبغي التصرف بحكمة وتحديد أولويات الإنفاق عبر هذا الصندوق.
الاستثمارات
وتعتبر الاستثمارات، أمراً بالغ الأهمية لضمان تحقيق الأهداف وحماية المستقبل المالي، لكن مع ذلك، فإن بعض أهداف الحياة أكثر أهمية من غيرها، لذا، بالنسبة للذين يمرون بأزمة نقدية، يمكنهم إعادة النظر في العناصر الأقل أهمية أو تلك التي لا تتماشى مع أي هدف مالي ذي صلة لجمع الأموال.