تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات المحلية، الصادرة صباح الأربعاء، ما بين؛ دخول رائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي مرحلة العزل الطبي التي تسبق مباشرة انطلاقهما للفضاء، وانعقاد أولى اجتماعات لجنة متابعة تنفيذ رسالة الموسم لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، ومواصلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديداته بضم المزيد من الأراضي الفلسطينية للسيادة الإسرائيلية، إضافةً إلى معاناة آلاف العمال في قطر الذين تم استقدامهم للعمل في بناء ملاعب كرة القدم استعدادا لتنظيم كأس العالم 2022.
فتحت عنوان “الإمارات تتأهب للانطلاق للفضاء”، قالت صحيفة “البيان”: “إن دولة الإمارات بدأت بالأمس خطواتها النهائية للدخول ضمن النخبة العالمية للعلوم وذلك بوضع بصمتها المميزة بسواعد أبنائها في مجال استكشاف الفضاء”، مشيرةً إلى دخول رائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي، مرحلة العزل الطبي، التي تسبق مباشرة انطلاقهما للفضاء، ليحققا طموحات الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأحلام وآمال أجيال إماراتية وعربية عدة في أن يكون للعرب دور ومكانة في هذا المجال العلمي الحيوي المقتصر على نخبة من دول العالم المتحضر، وليستعيد العرب أمجادهم بمساهمة الإمارات في إحياء نهضة العرب الحضارية، وهو ما أكده سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي ، في اتصاله الهاتفي برائدي الفضاء الإماراتيين في محطة بايكانور.
وذكرت أن سموه قال: “الرحلة التاريخية إلى محطة الفضاء الدولية أمل يضيء الطريق نحو نهضة علمية عربية جديدة.. في قطاع الفضاء الذي تسعى فيه دولتنا بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، إلى تحقيق إنجازات نوعية بسواعد وعقول جيل من الشباب الإماراتي المبدع وبمبادرات ومشاريع طموحة نسابق معها الزمن نحو القمة. وإنجاز نحقق به حلم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم باستعادة المنطقة العربية لأمجادها التي صنعتها في أوج تقدمها “.
من ناحية أخرى وتحت عنوان “نتائج حاسمة”، أكدت صحيفة “الاتحاد” أنه لا مجاملة على حساب الوطن، والتهاون والتلاعب بأرقام التوطين طعنٌ في أمن الوطن واستقراره، فمكتسبات الدولة التي تحققت عبر عقود يجب حمايتها، وصورة الإمارات يجب أن تبقى زاهية عبر جميع المنصات، فحمل رسالة الدولة ونهجها الإنساني مسؤولية تتطلب الوعي والحرص من أجل الدفاع عنها. وأضافت نتائج حاسمة في أولى خطوات اجتماع لجنة متابعة تنفيذ رسالة الموسم لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” ، فقد جاءت مخرجات الاجتماع لتوازي التأثير الذي حملته البنود الستة التي خطها سموه كمراجعة شاملة لكثير من التحديات التي يواجهها المجتمع.
وأشارت إلى أن منصات التواصل الاجتماعي يجب أن تعمل وفقاً لمعايير وضوابط أساسها الوعي بقضايا الوطن وعلاقاته ونهجه الإنساني الذي أسمع في دول العالم كافة، وأن تكون بحجم الجهود المبذولة من القيادة في سبيل رفعة البلاد وتقدمها الحضاري، تلك الجهود التي جعلت من الإمارات أنموذجاً في قيادة المشاريع الاقتصادية النوعية في المنطقة. وذكرت أن قضايا المواطن ورفاهيته وسعادته، تشكل أولوية في السياسات الحكومية، لذلك لن يسمح بأن تكون أرقام التوطين وهمية، ولا تعكس الحجم الفعلي لعدد الموارد البشرية في كل مؤسسة، ناهيك عن ضرورة تعاون القطاع الخاص في الدولة في ملف التوطين، خاصة في ظل توافر قوى عاملة وطنية مؤهلة ومدربة.
وقالت في ختام افتتاحيتها إن خطة عمل واضحة ومحددة وضعتها اللجنة برئاسة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة ، للخروج بنتائج في أسرع وقت ممكن، تنعكس آثارها الإيجابية على حركة النشاط الاقتصادي وإقامة المشاريع المنتجة، وتلبية احتياجات المواطنين، وجميع المسؤولين سيكونون في الميدان من أجل تحقيق هذه الغاية.
من جهة أخرى وتحت عنوان “نسف السلام بضم الأرض”، قالت صحيفة “الخليج”: “إن رئيس وزراء “إسرائيل” بنيامين نتنياهو يواصل التهديد والوعيد بضم المزيد من الأراضي العربية. ويكاد العالم يبرر له ذلك بأنها وعود في نهاية الحملة الانتخابية. وهو يعرف أيضاً أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدعمه وتريده أن يفوز برئاسة حكومة “إسرائيل”، لافتة إلى أن واشنطن من جانبها أجلت إعلان خطتها للسلام في الشرق الأوسط لما بعد الانتخابات “الإسرائيلية” مرتين هذا العام، وفي الأثناء منحت نتنياهو كل ما يمكن أن يعزز فرصه للفوز في انتخابات 17 سبتمبر الجاري.
وذكرت أن ما قاله نتنياهو علناً أمس، وإن اعتبره البعض مزايدة انتخابية على اليمين المتطرف “الإسرائيلي”، هو نتيجة طبيعية لما وصلت إليه ما تسمى “عملية سلام الشرق الأوسط”، حيث الإدارة الأمريكية منذ العام 2017 تتعامل مع مشكلة “إسرائيل” وفلسطين وكأنها امتداد لسياسة نتنياهو. وأضافت: “رغم خطورة ما أعلنه نتنياهو، فإن ما يدعو للسخرية إشارته إلى ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة للسيادة “الإسرائيلية” بعد إعلان خطة ترامب للسلام، وكأن الضفة تبقت فيها أراضٍ للبلع مع انتشار المستوطنات في أطرافها وقلبها وإذا كانت وزارة الخارجية الأمريكية استبعدت وصف “الأراضي الفلسطينية” من أدبياتها مؤخراً، فليس مستغرباً إذاً أن تكون إدارة ترامب أعطت نتنياهو صكاً على بياض لفرض ما يريد من واقع فعلي على الأرض قبل أي مفاوضات سلام”.
وأشارت إلى أن نتنياهو، وبالتأكيد من هو على يمينه – إذا كان هناك من هو أشد تطرفاً منه بعد تصريحاته الأخيرة – في “إسرائيل”، يريدون الأرض والسلام لهم وليس للمنطقة ولا لأحد غيرهم. وقالت: “إذا كان بعض العرب والفلسطينيين يعتبرون تصريحات نتنياهو “مجرد وعود انتخابية”، فإن الماضي البعيد والقريب يؤكد أن ما يقوله “الإسرائيليون” يفعلونه بغض النظر عن الاتفاقات والمعاهدات والمبادرات والصفقات.. مشددة على أن سياسة “إسرائيل” التوسعية وتغوّلها على حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، وتصريحات نتنياهو العدائية تحتاج من العرب اليوم ومن “الجامعة” إلى ما هو أكثر من خطابات الهجوم وبيانات التنديد”.
من جانب آخر وتحت عنوان “الاستعباد في قطر”، قالت صحيفة “الوطن”: “إن نظام الحمدين لم يعد يجيد إلا احتراف الموت والترهيب في كل الاتجاهات، ولاشك أن سياسته الإجرامية في الخارج جانب مقيت مما احترف القيام به لأكثر من ربع قرن ضارباً بعرض الحائط كل محاولات تقويم الاعوجاج الذي يقوم به، ومع هذا هناك جانب إنساني مروع يعاني منه آلاف العمال الذين تم استقدامهم للعمل في بناء ملاعب كرة القدم”.
وأشارت إلى أنه فلم يعد يطغى على الأخبار فضائح الرشاوى التي زكمت الأنوف ليتم تنظيم كأس العالم 2022 في قطر فقط، بل باتت معاناة آلاف العمال وحالات الانتحار التي تتسرب أخبارها تتصدر الأنباء من الداخل القطري في الكثير من وسائل الإعلام، وهو موضوع غاية في الأهمية على الجهات المعنية دولياً أن تتعامل معه بمنتهى الجدية، إذ لا يمكن أن يقبل العالم بتنظيم أي بطولة رياضية مهما كانت على حساب أرواح من يبحثون عن لقمة عيشهم ليستغلهم نظام إرهابي مثل النظام القطري لا يبالي لكونهم بشراً ولا يمانع في كل ما يحصل لهم أو يعانون منه مهما كانت النتائج المأساوية التي يرزحون تحتها والظروف القهرية التي يعيشونها في قطر.
وذكرت أن “مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان” كشفت في أحدث تقاريرها أن ما يعانيه 4 آلاف عامل أجنبي معظمهم من جنسيات آسيوية عبارة عن “عبودية” ومن أنواع “الرق” بالمفهوم الحديث. وأضافت أن الكارثة التي تطرح الكثير من التساؤلات هي كيف أن مئات العمال قضوا جراء الظروف القاتلة التي يعملون في ظلها، ولم يتحرك أحد من المجتمع الدولي والجهات المختصة والحقوقية خاصة تلك التابعة للأمم المتحدة، والتي بالتأكيد دون أدنى شك تدرك جلياً كل ما يحصل خاصة أن تلك المعاناة ليست جديدة ولا حالات فردية، بل تتواصل من سنوات وتتعلق بحياة الآلاف من الذين اعتقدوا أنهم بتوجههم لقطر سيحسنون أوضاعهم، لكن الواقع أنهم كانوا يسيرون إلى حتفهم ودون أن يتم الالتفات إلى قضيتهم من قبل أي طرف أو جهة معنية.
واختتمت “الوطن” افتتاحيتها بالقول: “إن الانتهاكات الفظيعة وضعت كل قانون العمل القطري في دائرة التدقيق وكيف يقوم أرباب العمل بانتهاك كل حقوق الإنسان ويواصلون إجرامهم وتحكمهم بوحشية بحياة العمال الذين يتعذر عليهم كل شيء، فالنقل ممنوع ومغادرة البلاد محظورة وتغيير العمل مستحيل، فإذا كان كل هذا غير كاف لدق ناقوس الخطر تجاه ما يعانيه العمال في قطر ليتم التجاوب اللازم مع قضية إنسانية بالدرجة الأولى، فمتى يكون التحرك المطلوب ممكناً إذاً؟ وهل سيتم السكوت عن نظام ينتهج الإرهاب في كل مكان داخل وخارج أراضيه طويلاً؟”.