تناولت افتتاحيات صحف الإمارات المحلية، الصادرة صباح الأحد، ملف توطين الوظائف الذي يتصدر جدول أعمال الحكومة، إضافة إلى إطلاق الاتحاد الأوروبي مبادرة “التبادل العالمي حول الدين في المجتمع” لاستثمار القيم الدينية في حل مشكلات المجتمعات والعالم.
فتحت عنوان “التوطين أولويتنا”، قالت صحيفة “الاتحاد”: “إن ملف توطين الوظائف يتصدر جدول أعمال الحكومة، نظرا لأهميته في تنمية رأس المال البشري وتحسين قدراته وتوظيفها بأفضل شكل في مختلف القطاعات، خاصة في ظل حزمة القرارات الأخيرة المرتبطة بتحسين النشاط الاقتصادي، وإقامة المشروعات والشراكات مع القطاع الخاص، والتي ستحتاج إلى قوى وطنية عاملة مؤهلة ومدربة وقادرة على المنافسة”.
وأضافت أن مطالبات شبابية متعددة بتوطين الوظائف وتفعيل هذا الملف، تجد اهتماما من القيادة التي تشدد دوما على أهمية تأمين الحياة الكريمة للمواطنين، كما استمرت الحكومة بجهودها في اقتراح الحلول والتوصيات لرفع نسب التوطين في قطاعات العمل المختلفة بالدولة.
وأوضحت في ختام افتتاحيتها أن توطين الوظائف، يخضع إلى مراجعات حكومية دورية ترصد ما وصل إليه هذا الملف المهم في القطاعين الحكومي والخاص، ولا أدل على ذلك من احتلاله موقعا بين البنود الستة في رسالة الموسم الجديد لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” ، وسيحظى هذا البند بمزيد من المتابعة والنقاش لاتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان توفير الوظائف للمواطنين، بصفته أولوية وطنية.
من ناحية أخرى وتحت عنوان “تضافر الجهود”، قالت صحيفة “البيان”: “لأن حكومتنا حكومة إنجازات، يقودها فريق من المنجزين، كما أرادها محمد بن راشد، هي اليوم مصدر إلهام ونموذج متميز في المنطقة، يتطلع إلى تجربتها الكثير من دول العالم. ولكي تحافظ وتبني على مكتسباتها، يواصل سموه بث الطاقة الإيجابية، وشحذ الهمم، وتحفيز العقول، في فرق العمل والبناء والتطوير”، مشيرةً إلى أنه في جلسة العصف الذهني، التي ترأسها محمد بن راشد، مع فريق عمله، لمناقشة الأفكار والمشاريع القادمة، وضع سموه النقاط على حروف البناء، ليختصر المسافة والزمن.
وذكرت الصحيفة أن تعزيز النهضة، وخاصة الاقتصادية منها، يحتاج إلى مزيد من العمل. وسموه يضعنا أمام تحديات تستدعي التفكير بطرق مبتكرة وأفكار استثنائية للبناء عليها، عبر ضخ دماء جديدة، وطاقات متجددة، تعمل بروح الفريق الواحد، لتضمن النجاح في مواكبة المتغيرات. فالأفكار الناجحة ثمرة تعاون فريق متجانس يتحلى بالإخلاص والمثابرة وروح العمل الجماعي.
وأوضحت أنه ولتدعيم البناء وديمومته نحتاج إلى برامج عمل متكاملة، تطبق رسالة سموه في العام الجديد. تبدأ بنزول المسؤولين إلى الميادين، ليرتقوا بالخدمات، ويبحثوا شؤون المواطنين، وينقلوها بشفافية إلى القيادة. فأبناء الوطن هم ثروة الإمارات الحقيقية، ورهانها عليهم دائما، في كل مواقع العمل، لتحقيق تنميتها ونهضتها. ومن هذا المنطلق تبرز أهمية تضافر الجهود في مجالات التوطين في الفترة المقبلة، لتعزيز المكتسب، في وطن لم يبخل علينا بشيء.
وأكدت في الختام أن رسائل سموه، وتوجيهاته في جلسة العصف الذهني، جاءت لتشحذ القدرات ونتائجها وآثارها نترقبها قريبا، في مواقع العمل، وفي تفاصيل الحياة اليومية لأبناء الوطن، فهي رسائل حازمة، وتطبيقها، لا يقبل التهاون والمماطلة والمحاسبة في انتظار المقصرين بحق الوطن والمواطن.
من جهة أخرى وتحت عنوان “عالم من التسامح والسلام”، قالت صحيفة “الخليج”: “إن الاتحاد الأوروبي أطلق مبادرة ” التبادل العالمي حول الدين في المجتمع” لاستثمار القيم الدينية في حل مشكلات المجتمعات والعالم”، مشيرةً إلى أن الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني قالت ، في افتتاح مؤتمر “المشاركة الدينية والاندماج الاجتماعي والسياسة الخارجية”، أول أمس الجمعة، إن المبادرة تهدف إلى جمع ومشاركة الفاعلين في المجتمع المدني من خلفيات متنوعة والعاملين في قضايا التفاعل الديني والاندماج الاجتماعي، باعتبارهم بناة السلام وصانعي التغيير في المجتمعات الصغيرة أو على المستوى العالمي.
وأضافت أن موجيريني أشارت إلى أن تأسيس هذه المبادرة الجديدة نابع من الرغبة في التواصل وتمكين بناة السلام وصانعي التغيير من تبادل الأفكار حول سبل حل القضايا الناشئة في المجتمعات، إدراكا لما يشترك فيه الجميع كبشر رغم اختلاف دولهم وأعراقهم وأديانهم وثقافاتهم، من أجل فهم أفضل للتبادل العالمي ومن المقرر أن تنشأ بموجب المبادرة منظمة يتوقع أن تبدأ عملها في النصف الأول من العام 2020، كمنصة لتبادل الخبرات والتعلم وبلورة الشراكات واكتساب المهارات الجديدة، والبناء عليها، وتسريع التجارب الإيجابية للتعايش المشترك في مجتمعات تعددية.
وقالت الصحيفة: “يحق لنا في دولة الإمارات أن نفخر بأن دولتنا كانت رائدة وسباقة ومبادرة ومستشرفة للمستقبل، فقدمت للعالم تجربة رائعة في التسامح والسلام ونحن ما زلنا نتفيأ أجواء عام التسامح، نستذكر بغبطة أن التسامح في دولتنا هو أسلوب حياة وثقافة شعب، وقد عبرت الدولة عنه بشكل مؤسسي أكثر بوزارة للتسامح”. وذكرت أن الإمارات قد أهدت العالم ” وثيقة الأخوة الإنسانية” التي استضافت أبوظبي الاحتفال بإطلاقها، ووقع عليها بابا الفاتيكان فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وقدمت معالجات بناءة للظواهر السلبية مثل الكراهية و”الزينوفوبيا” ونبذ الآخر.
وتابعت أن الدولة أتبعت “الوثيقة” بافتتاح “متحف زايد – غاندي” الذي يحمل رسالة المحبة والسلام والتسامح والإخاء إلى العالم، في زمن الحروب والنزاعات. وأطلق سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ” تعهد زايد ” لتعزيز التكاتف المجتمعي والتواصل الحضاري في رسالة تسامح تحتفي بالتنوع والتعددية في أجواء الوئام والسلام. وأضافت أن دول العالم قد قابلت المجلس العالمي للتسامح والسلام بالترحيب والعرفان لدولة الإمارات، والفعاليات والأنشطة التي يرعاها المجلس محل تقدير دولي، لتعزيز قيم السلام والتعايش المشترك وقبول الآخر.
واختتمت صحيفة “الخليج” افتتاحياتها بالقول: “المبادرة الأوروبية التي تم الإعلان عنها في بروكسل، تؤكد أن القيم التي نشأت عليها الإمارات والمبادرات التي تطرحها تجد صداها حول العالم، وتشكل رافعة وقوة دفع لترقية المجتمعات، والاحتذاء بمثالها من أجل مجتمع عالمي متسامح، تسوده القيم ويظلله السلام لصالح الأخوة الإنسانية وشراكة العيش المشترك على كوكب الأرض”.