بدأ كجامع، لكنه سرعان ما تطور ليصبح جامعة تحمل رسالة تجمع بين التنوير والروحانيات، حيث أصبح مرجعية موثوقة ومركز إشعاع حضاري يتطلع إليه العالم منذ تأسيسه قبل أكثر من ألف عام.
على مدار تلك القرون، ظلت مآذنه شامخة وعلماؤه يرفعون هاماتهم نحو السماء، من خلال مواقف بارزة لا تقتصر على القضايا الدينية فحسب، بل تشمل أيضًا الشأن السياسي، حيث تحول الأزهر إلى مركز لمقاومة الغزاة ومواجهة المحتلين عبر التاريخ.
استغرق بناء الجامع الأزهر عامين وثلاثة أشهر، تحت إشراف القائد الشهير جوهر الصقلي، مؤسس العاصمة المصرية القاهرة، في عهد أول الخلفاء الفاطميين بمصر، المعز لدين الله. وقد افتُتح للصلاة لأول مرة يوم الجمعة 23 يونيو 972 ميلادي.
ومع مرور الزمن، تمكن المهندس المعماري الفرنسي باسكال كوست في عام 1820 من وضع أول رسم لتخطيط الجامع الأزهر، مشيرًا إلى احتوائه على صحن كبير مكشوف يطل مباشرة على السماء، محاط بأربعة أروقة، مع 200 مصباح معلقة للإضاءة، بالإضافة إلى 380 عمودًا من الرخام، بعضها مصنوع من الغرانيت، تحمل قواعد وتيجان رومانية.