لا تتعجب إذا رأيت الناس يحملون أطباق الطعام عند اقتراب موعد الإفطار في سوريا.
تُعرف هذه العادة القديمة باسم “سكبة رمضان”، حيث لا يشعر الجار بالراحة في إفطاره إلا بعد أن يرسل طبقاً لجاره في البناية أو الحي.
يعتقد الناس أن مشاركة “سكبة رمضان” تجلب الخير وتزيد البركة، وتعتبر وسيلة لجلب الرزق في هذا الشهر الكريم. فكلما زاد عطاء الشخص، زاده الله رزقاً وفيراً.
**صلة الأرحام**
ولا تقتصر “سكبة” الطعام على وقت الإفطار فقط، بل تشمل أيضاً “سكبات” المحبة والمسامحة والحفاظ على صلة الأرحام. حيث يحول السوريون شهر رمضان المبارك إلى مجموعة متنوعة من “السكبات” التي يحرصون على تبادلها طوال الشهر.
غالباً ما يتولى الأطفال مهمة إيصال “سكبة رمضان” إلى الجيران، ويعتبر مشهد الأطفال وهم يصعدون وينزلون على أدراج البنايات حاملاً أطباق الطعام مشهداً مألوفاً، بل أصبح مع مرور الوقت واجباً وصفة من صفات المؤمنين.
لا يجوز رد “سكبة رمضان”، مهما كان الطعام بسيطاً، فالمغزى هنا يكمن في الدلالات التي يحملها هذا التقليد، وأهمها المساواة بين الناس ومشاركة الطعام.