متابعة: نازك عيسى
أكدت مجموعة من الأطباء المتخصصين في الغدد الصماء العصبية، السمنة، والسكري لدى الأطفال، أن إدمان السكر يمكن أن يكون واقعًا ملموسًا، تمامًا كما هو الحال مع إدمان الكحول والمخدرات، إذ يؤثر بشكل كبير في الصحة العامة للأفراد.
كشفت الدراسات الحديثة أن نسبة انتشار إدمان الطعام، وخاصة السكريات، وصلت إلى 14% بين البالغين و12% بين الأطفال، وهي نسبة موازية تقريبًا لنسبة انتشار إدمان الكحول بين البالغين، مما يثير القلق حول تزايد مشكلة الإفراط في استهلاك السكر في المجتمعات الحديثة.
وأوضح الأطباء أن الجسم يتعامل مع السكر والكحول بطريقة متشابهة جدًا، حيث تتفاعل جزيئات السكر والفركتوز في الجسم كما تفعل جزيئات الإيثانول (الكحول)، مما يؤدي إلى تأثيرات صحية خطيرة، مثل:
-مرض السكري من النوع الثاني
-أمراض الكبد الدهنية
-التأثيرات السلبية على الأطفال
لا يقتصر التأثير السلبي لاستهلاك السكر على البالغين فقط، بل أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين يستهلكون كميات مفرطة من السكر معرّضون للإصابة بأمراض مشابهة لتلك التي تصيب مدمني الكحول، حيث يساهم السكر في تدهور صحة الأعضاء الحيوية مثل الكبد والبنكرياس، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض القلب.
شدد الأطباء على أن إنكار فكرة “إدمان السكر” غير دقيق علميًا، إذ لا يشترط أن يعاني الجميع من الإدمان ليكون أمرًا حقيقيًا. فالاستهلاك المفرط للسكر أصبح جزءًا من الحياة اليومية، لكنه يشكل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة، إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح.
ورغم أن هناك وعيًا كبيرًا بمخاطر الكحول والمخدرات، إلا أن إدمان السكر لا يحظى بالاهتمام الكافي، رغم تأثيراته الصحية السلبية. لذلك، يدعو الخبراء إلى تعزيز التوعية بمخاطر استهلاك السكر المفرط، محذرين من أن التغاضي عن مخاطره قد يؤدي إلى جيل جديد يعاني من الأمراض المزمنة المرتبطة بالإفراط في تناول السكريات.