متابعة: نازك عيسى
أظهرت دراسة حديثة أن العلاج السلوكي القائم على دعم الأسرة يعد نهجًا فعّالًا سريريًا في علاج الأطفال المصابين بالسمنة. يعمل أخصائيو الرعاية الصحية مع الأسرة لمساعدة الأطفال على فقدان الوزن من خلال تعزيز النشاط البدني، تشجيع عادات الأكل الصحية، وتعليم مهارات سلوكية مناسبة لأعمارهم.
ورغم أن العلاج السلوكي التقليدي يُقدّم عادةً من خلال الأطباء، اكتشف الباحثون في مركز أبحاث الأكل الصحي والنشاط بجامعة كاليفورنيا أن العلاج السلوكي العائلي الموجه ذاتيًا قد يكون فعالًا بنفس القدر في مساعدة الأطفال على إنقاص الوزن، مقارنة بالأساليب التقليدية. كما أنه يوفر مرونة أكبر من حيث الجدولة، وتكلفة أقل، ويتطلب ساعات اتصال أقل مع مقدمي الرعاية الصحية.
وقالت الباحثة الرئيسية كيري بوتيل: “يعد العلاج السلوكي التقليدي فعالًا للأطفال المصابين بالسمنة، ولكنه قد يستغرق وقتًا طويلاً، ويتطلب مواعيد ثابتة، وهو مكلف”. وأضافت: “من خلال توفير نفس المهارات الأساسية في شكل أكثر مرونة وتكثيفًا، يمكننا تحسين وصول الأسر إلى العلاج”.
وترتبط السمنة عند الأطفال بعدد من المخاطر الصحية السلبية مثل ارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وارتفاع ضغط الدم، والربو. كما أن السمنة قد تؤدي أيضًا إلى مشاكل صحية نفسية مثل الاكتئاب، والقلق، وانخفاض احترام الذات، والعزلة الاجتماعية.
على عكس السمنة عند البالغين التي غالبًا ما تُعالج بشكل فردي، فإن مساعدة الأطفال على فقدان الوزن تتطلب جهدًا جماعيًا من الأسرة.
طور الباحثون نسخة موجهة ذاتيًا من العلاج السلوكي العائلي، يمكن تقديمها عبر زيارات مدتها 20 دقيقة كل أسبوعين، مع توفير مواد تعليمية مكتوبة للعمل عليها بين الجلسات. بالمقابل، يستغرق العلاج السلوكي التقليدي وقتًا أطول ويشمل جلسات منفصلة أسبوعية للوالدين والطفل تمتد لمدة 60 دقيقة، بالإضافة إلى جلسات مدتها 20 دقيقة كل أسبوعين.
لتحديد النهج الأكثر فعالية، تابع الباحثون 150 زوجًا من الوالدين والأطفال بشكل عشوائي لتلقي العلاج السلوكي العائلي التقليدي أو الموجه ذاتيًا. ثم تمت مقارنة فقدان الوزن للأطفال أثناء العلاج وفي زيارات المتابعة بعد 6 و12 و18 شهرًا.
وأظهرت النتائج أن العلاج السلوكي العائلي الموجه ذاتيًا أدى إلى فقدان وزن مشابه للعلاج التقليدي، ولكن مع تقليل كبير في ساعات الاتصال مع مقدمي الرعاية الصحية: 5.3 ساعة للعلاج الموجه ذاتيًا مقارنة بـ 23 ساعة للعلاج التقليدي. كما كانت تكلفة العلاج الموجه ذاتيًا أقل بكثير من التقليدي.