رئيس التحرير
حسام حسين لبش

رئيس التحرير: حسام حسين لبش

مدير التحرير: علي عجمي

ذات صلة

متفرقات

كيف تختار الفواكه والخضروات المناسبة لفصل الشتاء؟

أهمية اختيار الفواكه والخضروات المناسبة لفصل الشتاء مع دخول فصل...

كاظم الساهر يُطرب جمهور البحرين في مهرجان ربيع الثقافة 2025

متابعة بتول ضوا أحيا الفنان القدير كاظم الساهر، مساء الجمعة،...

أفضل مشروبات طبيعية للتخلص من حرقة المعدة وعسر الهضم

هل تعاني من حرقة المعدة، الحموضة، أو اضطرابات هضمية...

رفقاً بالمجرمين”.. فنان سوري يدعو إلى محاكمة عادلة لرموز الأسد

أعرب الفنان السوري مازن الناطور عن رفضه الانجرار إلى...

سميرة سعيد تحتفل بعيد ميلادها الـ76

احتفلت الفنانة سميرة سعيد يوم الجمعة، 10 يناير، بعيد...

كاليفورنيا بين الماء والنار.. لماذا تلاحق كوارث الطبيعة الولاية الذهبية؟

متابعة: نازك عيسى

تشهد مدينة لوس أنجلوس حالياً حرائق هي الأكثر تدميراً في تاريخ ولاية كاليفورنيا، في وقت تعصف بها عواصف شديدة ويعد صيفها الأكثر جفافاً. هذا الوضع يثير التساؤلات حول الأسباب التي تجعل كاليفورنيا عرضة لهذه الكوارث الطبيعية بشكل متزايد.

وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن حرائق لوس أنجلوس بأنها “أكبر حرائق الغابات وأكثرها تدميراً في تاريخ كاليفورنيا”، مؤكدًا أن التغير المناخي أصبح حقيقة لا يمكن إنكارها.

في هذا السياق، يرى دانييل سوين، عالم المناخ في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، أن استمرار الجفاف في الأسابيع والأشهر السابقة كان له تأثير كبير في زيادة شدة هذه الحرائق. ويضيف أن لو كانت هناك أمطار غزيرة في تلك الفترة، لما شهدنا هذا الدمار الهائل.

تعود أسباب الحرائق في كاليفورنيا إلى التغير المناخي الذي يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وتقليص هطول الأمطار، مما يسبب جفاف الغطاء النباتي ويجعله أكثر عرضة للاشتعال. هذا الجفاف المتواصل يزيد من احتمالية اندلاع الحرائق وانتشارها بسرعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن المناخ الحار والجاف في الصيف يوفر بيئة مثالية لاندلاع الحرائق، في حين تساهم الرياح القوية مثل رياح “سانتا آنا” في تأجيج الحرائق وانتقالها بسرعة، حيث تحمل هذه الرياح هواءً جافاً من منطقة الحوض العظيم إلى جنوب كاليفورنيا، مما يزيد من سرعة انتشارها.

إلى جانب العوامل الطبيعية، يساهم التوسع العمراني وزيادة عدد السكان في المناطق المجاورة للغابات في رفع احتمالية حدوث حرائق نتيجة للأنشطة البشرية، سواء كانت متعمدة أو غير متعمدة. كما أن مكافحة الحرائق بشكل فعال على مدار القرن الماضي ساهم في تراكم النباتات القابلة للاحتراق، مما يزيد من شدة الحرائق عند اندلاعها. علاوة على ذلك، فإن العواصف الغزيرة التي شهدتها المنطقة ساعدت على نمو النباتات بشكل أكبر، ما أدى إلى زيادة كمية الغطاء النباتي الذي يمكن أن يكون وقوداً للحرائق خلال فترات الجفاف.

في عام 2020، قام فريق دولي من العلماء بمراجعة 57 دراسة سابقة أظهرت وجود علاقة واضحة بين تغير المناخ وزيادة تواتر وشدة حرائق الغابات. وأكدت الدراسات أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية، بالإضافة إلى موجات الجفاف والحر الشديد، يعزز الظروف المناسبة لنشوب الحرائق. كما أظهرت البيانات أن موسم الحرائق قد امتد ليشمل نحو 25% من الأراضي النباتية، مما أدى إلى زيادة طول موسم الحرائق بنسبة 20%.

كلما تأخرت الأمطار الشتوية، تصبح كاليفورنيا أكثر عرضة للحرائق المتطرفة. تاريخياً، كان موسم الحرائق ينتهي في أكتوبر عندما تتسبب الأعشاب والشجيرات الجافة في تأجيج الحرائق بفعل حرارة الصيف، قبل أن تصل الأمطار الشتوية. لكن الحرائق التي اجتاحت لوس أنجلوس مؤخرًا تمثل دليلاً على أن فصل الحرائق لم يعد مقتصرًا على موسم محدد.

وفقا لسوين، فإن هذا الشتاء يعتبر الأكثر جفافًا في تاريخ جنوب كاليفورنيا، ويحذر خبراء الأرصاد الجوية من أن المنطقة ستظل عرضة لحرائق أكبر من المعتاد.

منذ الثمانينيات، تزداد شدة وحجم الحرائق في كاليفورنيا بلا توقف، حيث وقع أكثر من 15 من أكبر 20 حريقًا في تاريخ الولاية منذ عام 2000. منذ السبعينيات، ارتفعت المساحة المحترقة في الولاية خمس مرات، بينما ارتفعت درجات الحرارة في ذات الفترة. ويشير العلماء إلى أن أزمة المناخ ستؤدي إلى زيادة شدة الحرائق وطول مدتها وتكرارها، مع تغير في توقيت حدوثها ليشمل الشتاء في بعض الأحيان. ورغم معرفة العلماء بهذا الاتجاه منذ عقود، إلا أن الجهود السياسية لمواجهة أزمة المناخ تسير ببطء شديد.

من الناحية المالية، يقدر المحللون أن خسائر الكارثة ستكون ضخمة، حيث رفع بنك جيه.بي مورغان توقعاته لخسائر التأمين إلى أكثر من 20 مليار دولار. كما توقع بنك ويلز فارغو أن تبلغ الخسائر ذاتها نفس المبلغ، مع تقديرات بأن الضرر الاقتصادي الإجمالي قد يتجاوز 60 مليار دولار.

تابعونا علي مواقع التواصل الاجتماعي