متابعة: نازك عيسى
تُجري الجهات التنظيمية الصحية في أوروبا تحقيقات حول ما إذا كانت أدوية فقدان الوزن، مثل عقار “أوزمبيك”، تسبب العمى، بعدما تم ربطها في دراسات متعددة بحالة صحية تؤدي إلى انسداد تدفق الدم إلى أعصاب العين، مما يتسبب في فقدان البصر.
بدأ أطباء في جامعة هارفارد بالتحقيق في العقار الذي تنتجه شركة “نوفو نورديسك”، بعد تشخيص ثلاث حالات من مرضى كانوا يتناولون “أوزمبيك”، وقد أصيبوا بنفس الحالة التي تمنع تدفق الدم إلى العصب البصري في فترة أسبوع واحد فقط. تمت الموافقة على هذا العقار في البداية لعلاج مرض السكري، ولكن بعد زيادة استخدامه في مجال فقدان الوزن، ظهرت مخاوف من تأثيراته الجانبية.
في وقت سابق، حذرت دراسات سابقة من أن “أوزمبيك” قد يكون مرتبطًا بزيادة كبيرة في حالات “اعتلال العصب البصري الأمامي الإقفاري غير الشرياني” (NAION)، وهي حالة تمنع تدفق الدم إلى العصب البصري، مما يؤدي إلى فقدان البصر. وفي وقت لاحق من الشهر الحالي، أكدت دراستان من الدنمارك، حيث يتم إنتاج “أوزمبيك”، هذه المخاوف وأظهرت ارتباطًا مشابهًا، ما دفع الحكومة الدنماركية إلى فتح تحقيق رسمي ورفع القضية إلى الاتحاد الأوروبي. ووفقًا لهذه الدراسات، “يبدو أن الأدلة الجديدة تعزز هذه المخاوف وقد تحتوي على معلومات هامة يجب تقييمها بعناية.”
ما هو اعتلال العصب البصري؟
تحدث حالة “اعتلال العصب البصري الأمامي الإقفاري” عندما ينقطع تدفق الدم إلى العصب البصري الذي يربط العين بالدماغ، مما يؤدي إلى فقدان الاتصال بين العين والدماغ وبالتالي فقدان الرؤية. ورغم أن السبب الدقيق غير واضح، فإن الأطباء يشيرون إلى أن “سيماغلوتيد” المكون الرئيسي في عقاري “أوزمبيك” و”ويغوفي” قد يزيد من هذه المخاطر بطرق غير مفهومة بعد، لكنه يعمل بشكل أساسي على محاكاة الهرمونات التي تتحكم في الجوع والشهية.
منذ طرح العقار في الأسواق، بدأ العديد من المرضى بالإبلاغ عن آثار جانبية غير متوقعة، تشمل أعراضًا خطيرة وصحية.
تتضمن تحذيرات “الصندوق الأسود” لعقار “أوزمبيك” أنه قد يزيد من خطر الإصابة بأورام الغدة الدرقية. كما يحذر من خطر الإصابة بشلل المعدة، مما يؤدي إلى مشاكل مثل الغثيان، القيء، وسوء التغذية. بالإضافة إلى ذلك، تم رصد آثار جانبية أخرى تشمل الأفكار الانتحارية، مشاكل جنسية، وتساقط الشعر.
تشير التقارير إلى أن حوالي 6% من الأمريكيين، أي أكثر من 15 مليون شخص، يستخدمون حاليًا شكلًا من أشكال هذا العقار، وهو ما يعكس الانتشار الواسع له في علاج السمنة والسيطرة على الوزن. في حين أن هذه الأدوية قد تقدم فوائد في معالجة السمنة، فإن الخبراء يحذرون من الآثار الجانبية المحتملة التي قد تؤثر على الصحة بشكل عام.
أظهرت تقارير أخرى أن حقن التنحيف مثل “أوزمبيك” قد تعيق فعالية بعض العلاجات الطبية الأخرى، مثل علاجات سرطان الثدي. ففي الوقت الذي تُعد فيه أدوية مثل “أوزمبيك” و”ويغوفي” بارقة أمل في محاربة السمنة، فإن هناك قلقًا متزايدًا بشأن تأثيراتها السلبية على مرضى السرطان.
من الجدير بالذكر أن “اعتلال العصب البصري الأمامي الإقفاري” قد يحدث بشكل طبيعي نتيجة لعدة عوامل، مثل الشيخوخة، ارتفاع ضغط الدم، مشاكل الأوعية الدموية، أو عادات غير صحية مثل التدخين. ومع أن الأطباء يختلفون في تحديد السبب المباشر لهذا الاعتلال، فإن تلف الأوعية الدموية أو حدوث جلطات في الأوعية المغذية للعصب البصري قد يؤدي إلى انقطاع تدفق الدم وبالتالي فقدان الرؤية.
في الختام، رغم الفوائد التي يقدمها عقار “أوزمبيك” في معالجة السمنة والتحكم في الوزن، فإن المخاوف الصحية التي أثارتها الدراسات الأخيرة تتطلب مزيدًا من البحث والتقييم لضمان سلامة المرضى الذين يستخدمونه.