متابعة: نازك عيسى

بعد 62 عاماً من افتتاح أول متجر وول مارت، تمكنت عائلة والتون من تعزيز ثروتها بشكل غير مسبوق، لتصل إلى 432.4 مليار دولار، مما أعادها إلى صدارة تصنيف بلومبرغ السنوي لأغنى العائلات في العالم.

وتستمر عائلة والتون في الصدارة، بفضل أسهم وول مارت، حيث ارتفعت ثروتهم بنسبة 80% منذ بداية العام. وقد أضافت هذه الزيادة 172.7 مليار دولار إلى إجمالي ثروة العائلة خلال 12 شهراً فقط، ما يعادل 328,577 دولاراً في الدقيقة.

أسس سام والتون للثروة العائلية

أسس سام والتون هذا الثراء من خلال استثمار طويل الأمد في وول مارت، وقام بتقسيم ثروته بين أبنائه بطريقة استراتيجية، بهدف الحفاظ على سيطرة الأسرة وضمان نمو ثروتها على المدى البعيد. ومنذ وفاته في عام 1992، التزم ورثته بهذا النهج الذي حقق نجاحاً كبيراً، حيث حافظوا على تماسك العائلة عبر إنشاء شركة والتون إنتربرايزز، التي ساعدت في تعزيز حصتهم المتزايدة في وول مارت.

التماسك العائلي والتوسع المستقبلي

يُعتبر التماسك العائلي أحد المفاهيم الأساسية التي ساعدت في الحفاظ على النمو المستدام للثروة العائلية، وهو ما استفادت منه العائلات الكبرى الأخرى. ففي العقود القادمة، ستستفيد العديد من العائلات من زيادة القيمة والسيطرة على الأصول الرئيسية، كما هو الحال مع عائلات هيرميس (العلامة التجارية الفاخرة) وروش (شركة الأدوية).

تسهم هذه الاستراتيجيات في تعزيز الترابط داخل العائلات المالكة وتساعدها في توجيه أموالها نحو النمو المستدام.

زيادة الثروات بفضل الأسواق القوية

مثل عائلة والتون، شهدت معظم العائلات الـ 25 المدرجة في قائمة بلومبرغ زيادة كبيرة في ثرواتها هذا العام بفضل الأسواق القوية. وجمعوا معاً 406.5 مليار دولار، من بينهم عائلات شهيرة مثل عائلة جونسون (الاستثمارات وصناديق التقاعد)، عائلة تومسون (الإعلام)، وعائلة مارس وفيريرو (شركات الحلوى).

وقد انضم حديثاً إلى القائمة عائلة تشيرافانونت التايلاندية، التي تدير مجموعة سي بي جروب، والتي تشمل أعمالها مزارع الأسماك، ومتاجر 7-Eleven، بالإضافة إلى تصنيع علف الحيوانات.

المال كمصدر توحيد وتماسك

بينما يمكن للمال أن يكون سبباً في تفكيك بعض الأسر، إلا أنه يمكن في الوقت نفسه أن يسهم في الحفاظ على تماسكها. تقول نيكول كلابو، نائبة رئيس عمليات العملاء في Aquilance، التي تقدم أدوات إدارة الثروات للأثرياء:

“عندما يتمكن الأفراد من متابعة مصالحهم الخاصة بشكل منسجم، فإن العائد على الاستثمار لا يكون مالياً فقط، بل يشمل أيضاً الشعور بالعدالة والتكافؤ في الحفاظ على الثروة.”

عائلة والتون تظل نموذجاً ناجحاً في كيفية الحفاظ على الثروة عبر الأجيال، عبر تماسك الأسرة واستراتيجيات الاستثمار الحكيمة. مع ارتفاع ثرواتهم بشكل غير مسبوق، تواصل العائلة الهيمنة على تصنيفات الأغنياء على مستوى العالم، مما يجعلها قدوة للكثير من العائلات التي تسعى لضمان استدامة ثرواتها عبر الأجيال.