متابعة: نازك عيسى
أظهرت دراسة بريطانية موسعة أن النباتيين يستهلكون الأطعمة فائقة المعالجة بكميات أكبر مقارنة بمن يتناولون اللحوم بانتظام.
ورغم أن النظام الغذائي النباتي عادة ما يكون غنياً بالفواكه والخضروات، إلا أنه قد يتضمن أيضاً كميات كبيرة من الأطعمة المعالجة، مثل ألواح الشوكولاتة، الوجبات الجاهزة، البيتزا المجمدة، والمشروبات الغازية، وغيرها من المنتجات التي تُعدُّ ضمن الأطعمة فائقة المعالجة.
وقاد فريق من الباحثين في كلية إمبريال بلندن دراسة شملت نحو 200.000 مشارك في المملكة المتحدة، لتحليل استهلاكهم اليومي من الأطعمة فائقة المعالجة. ووجدت الدراسة أن هذه الأطعمة تشكل نحو خمس النظام الغذائي لجميع المشاركين، مع اعتماد النباتيين عليها بشكل أكبر مقارنة بمن يتناولون اللحوم الحمراء بشكل منتظم.
كما تبين أن النباتيين يستهلكون كميات كبيرة من منتجات نباتية فائقة المعالجة مثل الحليب النباتي وبدائل اللحوم، ما أثار قلق الباحثين بشأن التأثيرات الصحية لهذه المنتجات. وأكد العديد من الخبراء أن المشروبات النباتية وبدائل اللحوم قد لا تكون بديلاً صحياً كما يعتقدها الكثيرون، بل قد ترتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأشار مؤلفو الدراسة الجديدة، الذين ضموا باحثين من فرنسا والبرازيل، إلى أبحاث سابقة تربط استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة بمجموعة من المشاكل الصحية، مثل السمنة، السكري من النوع الثاني، وحتى السرطان والموت المبكر.
ورغم أن النباتيين يستهلكون نفس الكمية أو أكثر من الأطعمة فائقة المعالجة مقارنة بمن يتناولون اللحوم، فقد أشار الخبراء إلى أن النظام الغذائي النباتي كان بشكل عام أكثر صحة، نظراً لاحتوائه على المزيد من الألياف، وسعرات حرارية أقل، ودهون مشبعة وملح أقل، مقارنة بالنظم الغذائية الأخرى، ويُعزى ذلك إلى ارتفاع استهلاكهم للفواكه والخضروات الطازجة.
وتشمل الأطعمة فائقة المعالجة “UPFs” مجموعة واسعة من الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على ألوان صناعية، محليات، ومواد حافظة، وغالباً ما تكون محملة بالسعرات الحرارية العالية والسكريات، نتيجة لمرورها بعدة مراحل تصنيع.
وأظهرت الأبحاث أن هذه الأطعمة تؤدي إلى تدهور الهيكل الفيزيائي للأطعمة، مما يسهل امتصاصها بسرعة ويزيد من خطر ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل مفاجئ. كما تؤدي إلى تقليل الشعور بالشبع، وتضر بالبكتيريا “الصديقة” في الجسم.