متابعة- بتول ضوا
شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ومع هذا الانتشار الواسع، برزت تساؤلات حول العلاقة بين استخدام هذه المنصات وظهور بعض الاضطرابات النفسية مثل الفصام والاضطرابات السيكوباتية. في هذا المقال، سنتناول هذه العلاقة بشكل علمي، مستندين إلى الأبحاث والدراسات المتاحة.
العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي والصحة النفسية
أظهرت العديد من الدراسات وجود علاقة بين الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي وظهور بعض المشكلات النفسية، مثل:
القلق والاكتئاب: يمكن أن يؤدي المقارنة المستمرة بصور الحياة المثالية المعروضة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى الشعور بالنقص والاكتئاب.
العزلة الاجتماعية: على الرغم من التواصل المستمر عبر الإنترنت، قد يشعر المستخدمون بالعزلة الاجتماعية الحقيقية، مما يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية.
اضطرابات النوم: يمكن أن يؤدي التعرض المستمر لأضواء شاشات الأجهزة الإلكترونية قبل النوم إلى اضطرابات النوم، مما يؤثر على المزاج والتركيز.
الإدمان على الإنترنت: يمكن أن يصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إدمانًا، مما يؤثر على الأداء الأكاديمي والمهني والعلاقات الاجتماعية.
الفصام والاضطرابات السيكوباتية: هل هناك صلة؟
لا توجد أدلة علمية قاطعة تثبت أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يسبب الفصام مباشرة. الفصام هو اضطراب معقد الأسباب، ويعتقد أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورًا كبيرًا في ظهوره.
أما بالنسبة للاضطرابات السيكوباتية، فالأمر أكثر تعقيدًا. بعض الدراسات تشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات قد يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بطرق مختلفة للتلاعب بالآخرين وتحقيق مكاسب شخصية. ومع ذلك، لا يمكن القول بأن وسائل التواصل الاجتماعي هي السبب الرئيسي لهذه الاضطرابات.