متابعة: نازك عيسى
يعمل وسطاء أمريكيون على إعداد مقترح لإنهاء الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، يتضمن هدنة مدتها 60 يوماً، وفقاً لمصادر مطلعة ذكرت ذلك لوكالة رويترز. في هذه الأثناء، واصلت إسرائيل عملياتها العسكرية، حيث أصدرت أوامر بإخلاء مدينة بعلبك في شرق لبنان.
وذكرت مصادر أمنية أن إسرائيل بدأت هجمات مكثفة على مدينة بعلبك التاريخية والمناطق المحيطة بها في سهل البقاع، وذلك بعد إصدار الجيش الإسرائيلي أمر الإخلاء. وأوضح مصدران أحدهما مطلع على المحادثات والآخر دبلوماسي رفيع أن فترة الهدنة ستخصص لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 لعام 2006، الذي ينص على نزع السلاح في جنوب لبنان.
من جهة أخرى، أعلن مسؤول أمريكي أن بريت مكجورك مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وآموس هوكستين، المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان، سيصلان إلى إسرائيل غداً الخميس لمناقشة قضايا متعددة، منها الوضع في غزة ولبنان والرهائن.
تأتي هذه الجهود في ظل تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله، حيث أصدرت الجيش الإسرائيلي اليوم أول أمر إخلاء لمدينة بعلبك، التي يقطنها عشرات الآلاف من الشيعة، الكثير منهم نازحون من مناطق أخرى. وقد دعا محافظ بعلبك السكان إلى التوجه شمالاً.
وفي تصريحات له، قال بلال رعد، رئيس مركز الدفاع المدني الإقليمي في بعلبك، إن المركز دعا السكان لمغادرة المدينة عبر مكبرات الصوت، مشيراً إلى أن المدينة تعاني من زحمة سير كبيرة نتيجة الإخلاء.
وأفاد أنطوان حبشي، نائب عن بلدة دير الأحمر، أن أكثر من 10 آلاف شخص كانوا قد لجأوا مسبقاً إلى المنازل والمدارس قبل إصدار أمر الإخلاء، مشدداً على الحاجة إلى دعم حكومي لتلبية احتياجات النازحين.
على صعيد متصل، شهدت المنطقة قتالاً عنيفاً بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، خصوصاً بالقرب من بلدة الخيام الجنوبية. وأفادت السلطات اللبنانية أن غارات إسرائيلية على بلدة الصرفند أدت إلى مقتل 10 أشخاص، بينما أسفرت غارة أخرى على مدينة صيدا عن مقتل خمسة وإصابة 37 آخرين.
يُعتبر قرار 1701 محورياً في محادثات إنهاء القتال بين إسرائيل وحزب الله، الذي تصاعد بشكل كبير في الأسابيع الخمسة الماضية. وأكدت سما حبيب، المتحدثة باسم السفارة الأمريكية في بيروت، على أهمية الحل الدبلوماسي الذي يحقق تنفيذ القرار بشكل كامل ويعيد المواطنين إلى منازلهم.
وبحسب ما أفاد به هوكستين للصحفيين في بيروت، فإن هناك حاجة إلى آليات فعالة لضمان تنفيذ القرار. وبخصوص مقترح الهدنة، أشار مصدر مطلع إلى أنه يحل محل اقتراح سابق لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً.
ومع ذلك، حذر المصدران من احتمال انهيار الاتفاق، مشيرين إلى الضغوط التي تمارسها إسرائيل لضمان إمكانية تنفيذ الهدنة بشكل مباشر. وذكرت قناة 12 الإسرائيلية أن إسرائيل تسعى لإدخال تعديلات على القرار لتعزيز مصالحها الأمنية.
لم يتم إبلاغ لبنان رسمياً بالمقترح، مما يمنعه من التعليق عليه. تأتي هذه الجهود في وقت حساس، حيث تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية وتزامنها مع حملات دبلوماسية متعلقة بغزة. وقد أشار موقع أكسيوس إلى أن المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين يعتقدون أن حزب الله قد يصبح أكثر تريثاً في دعمه لحماس بعد تعرضه لضغوط شديدة.