متابعة: نازك عيسى
بعض الأشخاص يتمتعون بقدرة على استنزاف الطاقة العاطفية للآخرين، ويُعرفون باسم “مصاصي الطاقة“، حيث يستمدون طاقتهم من محيطهم، سواء كان ذلك بوعي أو بدون قصد. وفقًا للمعالجة بالطاقة ومؤلفة الكتاب الأكثر مبيعًا “قواعد الطاقة”، آلا سفيرينسكايا، هناك عدة أنواع من هؤلاء الأشخاص الذين يؤثرون على العلاقات الإنسانية بشكل سلبي.
توضح آلا أن من أبرز العلامات التي قد تشير إلى أنك تتعامل مع شخص من هذا النوع هو استحواذه على المحادثات، وتقول: “هل شعرت يومًا بأنك تحدثت معظم الوقت في محادثة؟ قد يكون ذلك سببًا في إبعاد أصدقائك، لأن الشخص الآخر قد يشعر بأنه محاصر، ولا يعرف كيف يقاطعك، مما يؤدي إلى إرهاقه بسبب الحاجة المستمرة إلى انتباهه”. وتضيف أن التواصل الحقيقي يتطلب التفاعل مع الآخرين، وليس مجرد التحدث إليهم.
ومن التأثيرات السلبية لهذه العلاقات، تقول آلا: “عندما يدرك الشخص أن تواصله وكرمه قد استُغلا، فإنه يؤدي إلى انعدام الثقة على المدى الطويل”. وتشير إلى أن الصداقات الصحية يجب أن تكون مفيدة ومتبادلة لكلا الطرفين.
من بين السمات الأخرى لمصاصي الطاقة، هو النمط السلوكي المعروف بـ”النميمة السلبية”. هذا النوع من الأشخاص يجعل الآخرين يشكون في أنفسهم ونظرتهم الإيجابية للحياة، حيث يجبرهم على “تقليص” تفاؤلهم ليستوعبوا سلبيته. وتؤكد الخبيرة أن من المهم عدم أخذ الأمور بشكل شخصي، وتقبل أن الناس يرتكبون الأخطاء، وأنه يجب التوقف عن التلاعب بالسرد لجعل كل شيء يبدو سلبيًا أو يائسًا.
وتشير آلا إلى أن بعض الأشخاص يستخدمون هذا النوع من السلوكيات لتعزيز ثقتهم بأنفسهم المنخفضة، حيث يرفعون من شأن أنفسهم عن طريق إحباط الآخرين. لكنها تحذر من أن هذا الأسلوب يؤدي في النهاية إلى فقدان الثقة، وتصبح الصداقات سطحية وخالية من الاتصال العميق.
وتؤكد أنه من الطبيعي أن يشارك الشخص إنجازاته مع أصدقائه، ولكن بعض الأشخاص يبالغون في تحويل كل محادثة إلى فرصة للتباهي بأنفسهم. وتقول: “حتى لو بدأ صديق الحديث عن نجاحه، فإن هذا الشخص سيجد طريقة لتحويل المحادثة ليجعلها تدور حول مدى روعته”. هذا النوع من السلوك يجعل الآخرين يشعرون بالعزلة في وجوده بسبب افتقاره إلى التعاطف والانغماس في ذاته.
كما تحذر الخبيرة من أن “مصاص الطاقة” غالبًا ما يتصرف كضحية أو شهيد، ويطلب النصيحة من الأصدقاء، لكنه يفقد الاهتمام إذا لم تدعم نصائحهم روايته بأنه ضحية.