متابعة- يوسف اسماعيل
تُعتبر الأنيميا، أو فقر الدم، من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر على الأطفال في جميع أنحاء العالم. إنها حالة تحدث عندما يكون هناك نقص في عدد كريات الدم الحمراء أو نقص في مستوى الهيموجلوبين، مما يؤثر على قدرة الدم على نقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم. يُعتبر الكشف المبكر عن الأنيميا أمرًا حيويًا، إذ قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
في هذه المقالة، سنستعرض أعراض الإصابة بالأنيميا عند الأطفال وكيف يمكن أن تؤثر على صحتهم ونموهم.
تظهر أعراض الأنيميا عادة بشكل تدريجي، وقد لا يلاحظها الأهل في البداية. من بين الأعراض الأكثر شيوعًا، التعب والضعف. قد يلاحظ الأهل أن طفلهم يبدو دائمًا متعبًا أو غير نشط، حتى بعد قضاء وقت كافٍ في النوم. هذا التعب المستمر يمكن أن يؤثر على قدرة الطفل على المشاركة في الأنشطة اليومية، سواء كانت اللعب أو الدراسة.
كما تُعتبر شحوب البشرة من الأعراض الواضحة للأنيميا. قد يصبح لون جلد الطفل باهتًا أو شاحبًا، مما يشير إلى نقص في الهيموجلوبين. بالإضافة إلى ذلك، قد يظهر على الطفل علامات كالإرهاق بشكل ملحوظ، وقد يكون لديه انتفاخ في العينين أو حولها.
تتضمن الأعراض الأخرى التي قد تشير إلى الأنيميا فقدان الشهية، مما يؤدي إلى نقص التغذية. الأطفال المصابون بالأنيميا قد يتجنبون تناول الطعام أو يشعرون بالشبع بسرعة، مما يؤثر على نموهم وتطورهم. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني الأطفال من دوار أو صداع، خاصةً عند القيام بنشاطات تتطلب مجهودًا بدنيًا.
تُعتبر المشاكل السلوكية أيضًا من الأعراض المحتملة. الأطفال الذين يعانون من الأنيميا قد يظهرون على أنهم أكثر عصبية أو غير قادرين على التركيز، مما يؤثر على أدائهم الدراسي. في بعض الحالات، قد يعاني الأطفال من صعوبة في النوم أو تكرار الاستيقاظ في الليل.
من المهم أن يدرك الأهل أن الأنيميا يمكن أن تكون نتيجة لأسباب متعددة، منها نقص الحديد، أو نقص الفيتامينات، أو الأمراض المزمنة. لذا، من الضروري استشارة الطبيب إذا لوحظت أي من الأعراض المذكورة أعلاه. سيقوم الطبيب بإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد السبب الدقيق وراء الأنيميا.
في الختام، تُعتبر الأنيميا من الحالات الصحية التي تتطلب اهتمامًا خاصًا عند الأطفال. الكشف المبكر عن الأعراض، مثل التعب، الشحوب، وفقدان الشهية، يمكن أن يسهم في تجنب المضاعفات الصحية. يجب على الأهل الانتباه لأي تغيرات في سلوك أطفالهم أو صحتهم العامة، والتوجه للطبيب عند الحاجة. من خلال الرعاية المناسبة والتغذية الصحية، يمكن للأطفال التغلب على الأنيميا وضمان نموهم وتطورهم بشكل سليم.
