تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الخميس، ما بين؛ أهمية دور الدولة في إنقاذ اليمن والعمل على ضمان استقراره، والمشهد في السودان الذي نجح في اجتياز التحديات، بالإضافة إلى استمرار تدخل تركيا في سوريا لتحقيق أطماعها.
فتحت عنوان “جحود الفاشلين”، قالت صحيفة “الاتحاد”: “إما أعمى البصر، أو أعمى البصيرة من يشكك في دور الإمارات لإنقاذ اليمن والعمل على ضمان أمنه واستقراره وإغاثة شعبه، والشواهد كثيرة في المكان والزمان”، مشيرةً إلى أن الإمارات لم تسأل عندما هبت لنجدة اليمن الشقيق من براثن الانقلابيين ” الحوثيين ” قبل أكثر من 4 سنوات، إلا عن كيفية إعادة ” الشرعية ” انطلاقاً من حماية الشعب أولاً وأخيراً.
وقالت: “إن دماء جنودنا البواسل التي سالت لتحرير عدن وغيرها من المحافظات سواء من الميليشيات الإيرانية أو الجماعات الإرهابية من ” القاعدة” و”داعش”، لم تنتصر إلا لصالح اليمنيين، وتمكين “الشرعية” التي بدلاً من ترسيخ سلطاتها بالحوار البناء، عززت بسياساتها أجواء الانقسام.. لافتة إلى أن ما يحدث في عدن من تطورات مؤسفة، مسؤوليته الأساسية تقع على حكومة لا تريد الاعتراف بضعفها في إدارة شؤونها الداخلية، ولا تسعى إلى تفاهم وتواصل مع متطلبات جميع الأطراف لتحقيق وحدة الصف”.
وشددت على أن الإمارات لم تكن إلا داعمة لـ ” الشرعية ” ولا تزال، لكنها ترفض قطعياً أن تتحول إلى شماعة لفشل حكومة هذه “الشرعية” المطالبة بأن تبحث في داخلها عن أسباب عجزها وتراجعها وأنفاس ” الإخوان ” التي تتلاعب بها. واختتمت بالقول: “من يريد ذكر الإمارات في اليمن، ليسترجع قليلاً من صورة زايد في إعمار سد مأرب، ودماء أبناء زايد في تحرير أرضه من “الانقلابيين” والإرهابيين.. ليستعيد في الأذهان ما لا ينكره فقط إلا الجاحدون الفاشلون”.
من ناحيتها، وتحت عنوان “الشرعية اليمنية.. قليل من الحياء”، أكدت صحيفة “الوطن” أن موقف الإمارات الداعم لليمن الشقيق سيبقى حياً وسيُبنى عليه الكثير، إذ يكفيها فخراً وعزة أن كوكبة من أبنائها الأبرار روت أرض اليمن بالدماء الزكية التي أثمرت انتصارات، وكانت دائماً مع الشعب الذي رفض المحاولة الانقلابية الحوثية وعملت على تلبية نداء الاستغاثة انطلاقاً من مكانتها وموقعها وقيمها وما تؤمن به وتنتهجه تجاه كل شقيق وصديق يمر بظروف صعبة.
وقالت: “أما بعض الأصوات النشاز التي يحاول البعض الترويج لها، وتحميل الإمارات مسؤولية الأحداث التي شهدتها عدن وعدد من مدن الجنوب، فهذا كلام من أفلسوا ومن لا يهمهم إلا أن تطول الأزمة، فالملايين الذين تجمعوا في عدن لهم موقف لا يمكن أن يكون نتيجة إملاءات .. بل قناعات لها أسبابها ومقوماتها وظروفها التي جعلتها بهذا الاتجاه، وهؤلاء الذين تجمهروا في الشوارع والساحات لم يكونوا بالمئات ولا الآلاف بل بالملايين، وبالتالي لو كان الذين يكيلون الاتهامات الباطلة حريصون على مصلحة اليمن لكان حرياً بهم أن يتفهموا أسباب هذا الحراك والمواقف التي يطرحها ويعبر عنها عوضاً عن تصريحات عمياء بعيدة كل البعد عن الحقيقة بحيث بدا مروجوها أشبه بمن يبحث عن براءة ذمة لا يستحقها”.
وأضافت أن الإمارات لم تتوان لحظة واحدة عن تأكيد كونها شريكاً رئيسياً في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة وملتزمة بجميع أهدافه وتوجهاته، ودعم أمن وسلامة واستقرار الشعب اليمني الشقيق، وبالتالي فإن كل الأصوات التي يحاول مطلقوها التغطية على الحقيقة تبقى بعيدة كل البعد عن أي منطق عقلاني أو واقعي، ومع الأسف تعكس جحوداً تجاه من دعم وتبنى القضية التي تهم كل اليمن وشعبه الذي لم يفوت فرصة ليعبر عن تقديره لمواقف الإمارات الأخوية التاريخية المتواصلة.
وتابعت: “لم ير هؤلاء الذين يقبع بعضهم في حصونهم وفنادقهم، كيف ضحت كوكبة من شباب الإمارات لأجل القضية، وكيف كانت يد الإعمار تواكب ملاحم التحرير، وكيف كان الدعم الإغاثي الإماراتي شريان حياة للملايين من أبناء الشعب اليمني الذين جعلت مليشيات الحوثي وجمود عدد من المسؤولين في الحكومة حياتهم تعاني كل أنواع الصعوبة بمختلف أنواعها”. وذكرت أن الإمارات سارعت منذ أحداث عدن للتعبير عن قلقها، وأكدت أهمية الاحتكام إلى الحوار والعقل وتغليب لغة التفاوض والحكمة لصالح الشعب اليمني لتجنب وقوع الانقسامات والخلافات .
وأضافت أن الدولة تبذل قصارى جهدها لسحب فتيل الانفجار من جنوب اليمن وتتعاون مع السعودية الشقيقة لحفظ المؤسسات الوطنية الجامعة للشعب اليمني، بالإضافة إلى دعم المهمة الأممية وكل المبعوثين الذين حاولوا الدفع باتجاه إنجاز الحل السياسي وفق المرجعيات المعتمدة الكفيلة بإنهاء صفحة الانقلاب وطيها إلى الأبد، وستبقى الدولة على مواقفها التي تؤكدها دائماً داعمة وحريصة على مصالح الشعب اليمني الشقيق، أما من يرى بمساهماتها بعد كل ما قامت به ودورها الرائد والتاريخي طرفاً داخلياً في اليمن، فسيحتاج الكثير ليرى الصورة الكاملة ويكون قادراً على تقييم المشهد .. وهؤلاء باتت الحاجة ماسة للتأكد من حسن نواياهم.
وقالت “الوطن” في ختام افتتاحيتها: “لولا الإمارات ووقفتها التاريخية وبطولات أبنائها وتضحياتهم الطاهرة بأرواحهم وثباتها وتبني قضية الشعب اليمني المحقة، لربما كان اليمن اليوم قد تم سلخه تبعاً للمخطط الذي تصدت لمواجهته وسارعت لإحباطه يوم كان العالم أجمع يتمهل في حسم خياراته بانتظار معرفة التطورات، ولولا الإمارات لما كانت أغلب أراضي اليمن تنعم بالتحرير وشمس الأمن والاستقرار، ولولا الإمارات لما كان لـ”الشرعية” اليمنية ذاتها اليوم أي وجود.. فالإحسان والمواقف الأصيلة لا يجوز أن يقابلها البعض بفحيح الأفاعي من جانب آخر وتحت عنوان ” السودان نحو حياة أكثر ازدهاراً ” .. أكدت صحيفة ” البيان ” أن السودان الشقيق تمكن من اجتياز التحديات كافة التي واجهته في مرحلة ما بعد سقوط نظام البشير “الإخواني”، وذلك بأداء المجلس السيادي اليمين الدستورية لتولي إدارة البلاد”.
وأضافت لا شك في أن التغلب على عقبة تشكيل المجلس السيادي، قد أغلق الباب أمام نار الفتنة التي حاولت طيور الظلام تأجيجيها على مدار الأيام الأخيرة، كما أنه يفتح آفاقاً جديدة أمام الشعب السوداني الشقيق نحو حياة أفضل وأكثر ازدهاراً واستقراراً. وذكرت أنه لا يخفى على أحد أن المكاسب التي حققها الشعب السوداني طيلة الأشهر الماضية، يقف وراءها عدد من العوامل منها: الدعم غير المحدود الذي قدمته دول عربية شقيقة لهذا الشعب الأبي، وفي مقدمتها الدعم الإماراتي والسعودي، لا سيما أنهما قدما حزمة من المساعدات الاقتصادية خففت من وقع الأزمة على الشعب الشقيق، كما تم إيداع نصف مليار دولار من البلدين كوديعة في البنك المركزي السوداني لتعزيز مركزه المالي.
وأوضحت أن الدعم الإماراتي والسعودي لتلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية للشعب السوداني، لم يأت من فراغ وإنما جاء انطلاقاً من الروابط الأخوية التي تجمع الشعب السوداني بالشعبين الإماراتي والسعودي،. وقالت “البيان” في ختام افتتاحيتها: “إن إعلان المجلس السيادي جاء متزامناً مع بدء محاكمة عمر البشير بتهمة الفساد، حيث شاء القدر أن يطوي الشعب الشقيق صفحة الماضي، ويفتح الطريق واسعاً أمام تحول مدني ديمقراطي، يعيد السودان إلى المكانة التي يستحقها على الخريطة الإقليمية والدولية”.
من جهة أخرى، وتحت عنوان “تركيا واللعب بالنار”، قالت صحيفة “الوطن”: “يبدو أن تركيا لم تستفد من التجارب السابقة، إذ يعتقد نظامها أنه قادر على تحقيق أهدافه التوسعية عبر المناورة المكشوفة تارة مع الولايات المتحدة في منطقة شرق الفرات، وتارة مع روسيا في ريف إدلب الجنوبي، ولاشك أن الغارة التي أوقفت الرتل العسكري التركي قبل وصول المدينة بـ 15 كيلو متراً كانت رسالة واضحة المعنى والدلالة، فجبهة النصرة الإرهابية التي تسيطر على خان شيخون وأغلب إدلب لن ينقذها أحد، وأي محاولة تركية بحجة حماية نقاط تمركزها أو ما شابهه لن تنطل على الروس الذين يعرفون ما يجري تماماً على الأرض السورية ونوايا كل طرف فيها”.
وأضافت أنه في لعبة المصالح خاصة بوجود قوات من الولايات المتحدة وروسيا، فإن تركيا لن تكون حليفاً بل ستبقى تابعاً وفق ما يناسب مصالح واشنطن وموسكو لا أكثر، فهي تستطيع أن تتحكم بالصراع الفصائلي في إدلب التي تنتشر فيها الفصائل الإرهابية والمتشددة لا أكثر، أما فرض شروط أو تحرك من أي نوع كان بغير الضوء الأخضر الأمريكي والروسي فلن يجد طريقه إلى أرض الواقع إطلاقاً.
وشددت على أن سوريا كحال أي دولة عربية، فهي لشعبها وأجيالها ومستقبل أبنائها مع ضمان وحدتها، ولا يحق لتركيا أن تستولي على أي شبر منها، فالمبررات الواهية والأعذار غير المقبولة التي شرعت تركيا خلال سنوات طويلة حدودها أمام جميع المتشددين لم تقنع أحداً يوماً، والجميع يدرك تماماً أن أنقرة تتحرك من منطلق أطماع تاريخية بحتة وأن الكثير من الأزمات التي تعاني منها سوريا هي نتيجة سياستها لسنوات طويلة اعتقدت فيها أن التعويل على الفصائل وحملة البنادق المنفلتة وجيوش المليشيات كفيل بتحقيق هذا الوهم الذي لن يرى النور، لكن في الحسابات الدولية فإن العالم أجمع لم ولن يسمح لها أن تواصل جموحها بل ستخسر وتتبدد نواياها مهما كابرت.
وأكدت أن وحدة سوريا خط أحمر في العرف العربي والدولي، وكل ما يقوم به النظام التركي اليوم هو أنه يهدف للسيطرة على شرق الفرات بحجة محاربة الأكراد، وعلى إدلب غرب سوريا عبر الفصائل والمليشيات والتنظيمات بحجج أمنية واهية وعبر آلاف المسلحين الذين باعوا أوطانهم ويتبجحون بالقتال تحت علم تركيا.
واختتمت “الوطن” افتتاحياتها بالقول: “في الوقت الذي تكون فيه واشنطن وموسكو فاعلتين فلن يكون بمقدور النظام التركي التلاعب ومحاولة توجيه الأحداث بما يحقق مراميه، وفي حال أقدم على أي مغامرة على غرار إرسال قافلة عسكرية فلن تكون الغارة التي تلقاها قبل وصول مدينة خان شيخون إلا أول الغضب الذي قد يمطر قواتها مجدداً، وهو ما عبرت عنه روسيا بوضوح جلي جداً، كما سبقتها وواشنطن وحذرت من أن أي تعرض للأكراد لن يكون ممكناً أبداً، وأي تجاهل لهذه الخطوط الحمراء سيعرض تركيا إلى ردود تضعها في حجمها الحقيقي بمواجهة اللاعبين الكبار”.