متابعة – علي حسام ضعون
تعد ظاهرة العنف الأسري من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمعات المعاصرة، حيث تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للأفراد، وخاصة الأطفال. وقد أظهرت العديد من الدراسات وجود علاقة وثيقة بين العنف الأسري والتطرف، حيث يعتبر العنف الأسري بيئة خصبة لنمو الأفكار المتطرفة والسلوكيات العنيفة.
آثار العنف الأسري على نفسية الطفل
يعاني الأطفال الذين يتعرضون للعنف الأسري من مجموعة واسعة من المشكلات النفسية، مثل:
- العدوانية: يميل الأطفال الذين يعانون من العنف إلى التصرف بعدوانية تجاه الآخرين.
- الخوف والقلق: يعيشون في حالة من الخوف المستمر والقلق، مما يؤثر على قدرتهم على التعلم والتكوين العلاقات الاجتماعية.
- انخفاض الثقة بالنفس: يفقدون الثقة بأنفسهم وقدراتهم، ويصبحون أكثر عرضة للإحباط والاكتئاب.
- صعوبات في التعلم: يؤثر العنف على قدرتهم على التركيز والتعلم، مما يؤدي إلى تأخرهم الدراسي.
العنف الأسري والتطرف: علاقة مترابطة
الأطفال الذين يعانون من العنف الأسري يكونون أكثر عرضة للتأثر بالأفكار المتطرفة، وذلك لعدة أسباب:
- الشعور بالظلم والاستياء: يدفعهم العنف الذي يتعرضون له إلى الشعور بالظلم والاستياء من المجتمع، مما يجعلهم أكثر استعدادًا لقبول الأفكار المتطرفة التي توعد بالثأر والانتقام.
- ضعف الشخصية: يؤدي العنف إلى ضعف شخصية الطفل، مما يجعله أكثر عرضة للتأثر بالآخرين وتبني أفكارهم.
- البحث عن الهوية: قد يلجأ بعض الأطفال إلى التطرف كوسيلة للبحث عن الهوية والشعور بالانتماء.
دور التربية الإيجابية في الوقاية من التطرف
لمنع انتشار التطرف، يجب التركيز على بناء أسر سليمة خالية من العنف. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
- التواصل الفعال: يجب على الآباء التواصل مع أطفالهم بشكل مفتوح وصريح، والاستماع إلى مشاعرهم واحتياجاتهم.
- الحب والدعم: يحتاج الأطفال إلى الشعور بالحب والدعم من أسرهم، وهذا يساعدهم على بناء ثقة بأنفسهم وبالمجتمع.
- القدوة الحسنة: يجب على الآباء أن يكونوا قدوة حسنة لأطفالهم، وأن يتعاملوا مع الآخرين باحترام وتسامح.
الخلاصة
العنف الأسري يشكل تهديدًا خطيرًا على المجتمع، حيث يؤدي إلى تدمير الأسر وتوليد أجيال من الأفراد المشوهة نفسياً. لذلك، يجب على المجتمع بأسره العمل على مكافحة العنف الأسري، وتوفير الدعم للأسر التي تعاني من هذه المشكلة.