صورة
2/2
المصدر:
دبي – معن مظلوم
التاريخ: 21 سبتمبر 2024
ت +
ت –
الحجم الطبيعي
تشكل زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الرسمية، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي تبدأ بعد غدٍ الاثنين، مرحلة مهمة في العلاقات بين البلدين، حيث تعد الأولى من نوعها لسموه، منذ توليه رئاسة الدولة، والتي وصفها المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، بـ«التاريخية».
مؤكداً أن «الإمارات شريك رائد في الشراكة التي أعلنها الرئيس الأمريكي للبنية التحتية والاستثمار العالميين»، ولفت إلى أن التكنولوجيا المتقدمة ستكون محوراً لهذه المناقشات، بما في ذلك الجهود الرامية إلى تعزيز أهداف الذكاء الاصطناعي المسؤول.
وسيبحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال هذه الزيارة غير المسبوقة، مع الرئيس جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة، علاقات الصداقة التاريخية التي تجمع الإمارات والولايات المتحدة، والتي تمتد إلى أكثر من خمسين عاماً، وسبل تعزيز تعاونهما وشراكتهما الاستراتيجية في جميع المجالات، خاصة الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والفضاء.
إضافة إلى الطاقة المتجددة ومواجهة التغير المناخي وحلول الاستدامة، وغيرها من الجوانب التي تخدم رؤية البلدين تجاه مستقبل أكثر تقدماً وازدهاراً للجميع. ومن المنتظر أن يبحث سموه مع نظيره الأمريكي وجهات النظر بشأن مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية، محل الاهتمام المشترك.
كما سيلتقي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال الزيارة، عدداً من المسؤولين الأمريكيين لبحث آفاق تطور العلاقات الإماراتية الأمريكية على جميع المستويات.
شراكة فاعلة
وأكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الولايات المتحدة هي زيارة تاريخية عنوانها المستقبل، وهدفها تعزيز العلاقات. وقال، أمس، عبر حسابه في منصة «إكس»:
«يبدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، الاثنين، زيارة تاريخية مهمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية». مضيفاً: «زيارة عنوانها المستقبل وهدفها الأساسي تعزيز العلاقات والتعاون والشراكات الاقتصادية والتكنولوجية»،. ولفت إلى أن «الإمارات عقدت العزم على أن تكون شريكاً فاعلاً في التطور التكنولوجي العالمي».
بينما وصف يوسف العتيبة، سفير الدولة لدى الولايات المتحدة، زيارة سموه إلى واشنطن، واجتماعه المرتقب مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأنها تشكل مرحلة مهمة في العلاقة بين البلدين.
وقال العتيبة في بيان نشرته السفارة الإماراتية عبر منصة «إكس»، أول من أمس: «سيركز الجانبان على علاقة الشراكة القائمة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، والتي تمتد لخمسة عقود، وتشمل مجالات التجارة والاستثمار والأمن».
وأضاف: «كما سيبحثان فرص توسيع التعاون إلى مجالات جديدة تشمل العلوم والتكنولوجيا، وفي الوقت الحاضر الفضاء». وقال العتيبة: «في الواقع قلة هي الدول التي تسير بخطى سريعة في مجال التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، وفي التنسيق والتوافق الوثيق مثلما تفعل الولايات المتحدة ودولة الإمارات».
ولفت العتيبة إلى أن «دولة الإمارات والولايات المتحدة تشكلان معاً قوة حاسمة للتغيير الإيجابي، ومحركاً للاستقرار الإقليمي والازدهار والتكامل». وفي هذا الصدد اعتبر أنه من خلال مواصلة العمل معاً ومعالجة هذه التحديات بشكل مباشر، فإن الإمارات وأمريكا «تمهدان الطريق لخمسين عاماً أخرى من التعاون».
ترحيب أمريكي
وبعبارة «مرحبا الساع»، رحبت بعثة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الإمارات بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى واشنطن. وقالت البعثة عبر حسابها الرسمي في منصة «إكس»، أول من أمس، تحت وسم «شركاء متحدون»:
«نتطلع للترحيب بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد الأسبوع القادم في واشنطن العاصمة، في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها لرئيس دولة الإمارات للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن. ستعزز الزيارة علاقاتنا الثنائية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، واستكشاف الفضاء، والطاقة النظيفة، التجارة، واستقرار المنطقة».
دور متعاظم
ويعكس الاهتمام العالمي، والترحيب الأمريكي الكبير، بزيارة صاحب السمو رئيس الدولة إلى واشنطن، الدور المتعاظم للإمارات إقليمياً ودولياً، على جميع الصعد والمستويات، حيث تواصل الإمارات حضورها العالمي، مستنيرة بفكر ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في تعزيز نهج التنمية المستدامة، وتوجيه الموارد نحو بناء مستقبل مزدهر للأجيال القادمة، عبر توظيف التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي وأحدث التقنيات العالمية في مسيرة التنمية والبناء، وتوظيف القوة الناعمة للدولة لتعميم مناخات الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة والعالم، لتترجم كل ذلك من خلال إنجازات ومكتسبات، تضاهي بها كبريات الدول، التي تعقد مع الإمارات اليوم «الشراكات الاستراتيجية».
وتتحاور معها في تعزيز الأمن والاستقرار والسلم العالمي، وتسترشد بنهجها في ترسيخ قيم العدل والمساواة والتسامح، وتنظر إليها كشريك مؤثر وداعم لنمو الاقتصاد العالمي، وقوة دافعة للتطوير والتنمية وتعزيز الروابط الدولية.
ذكاء اصطناعي
وتبشر الزيارة التاريخية لصاحب السمو رئيس الدولة، إلى واشنطن، بتحقيق نتائج إيجابية على مختلف الصعد، ولعل أبرزها تحقيق تعاون مثمر في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، والاستثمار في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة، حيث بات هذا القطاع أولوية استراتيجية في الدولة، لتحقيق التنمية المستدامة.
وقد استطاعت الإمارات، بفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة، تعزيز مكانتها وجهة اقتصادية واستثمارية عالمية، من خلال تبني سياسات واستراتيجيات رائدة ومرنة، للتحول نحو نموذج اقتصادي جديد قائم على التكنولوجيا والمعرفة والابتكار، ويعزز التعاون الإماراتي الأمريكي في هذا المجال، تطوير اقتصاد متطور قائم على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
حيث تأمل الإمارات أن تصبح رائدة عالمياً في الذكاء الاصطناعي، بعد أن باتت رائدة إقليمياً في هذا المجال، الذي تستثمر فيه بكثافة ضمن خططها لتنويع الاقتصاد، وكانت الإمارات قد أعلنت، أخيراً، عن شراكة عالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، باستثمارات تصل إلى 100 مليار دولار.
ومن المنتظر أن تمنح لقاءات صاحب السمو رئيس الدولة، مع كبار المسؤولين الأمريكيين، في واشنطن، دفعاً قوياً نحو تمكين وتسريع وتيرة الابتكار والتطورات التكنولوجية.
خريطة طريق
كما ترسم هذه الزيارة، الأولى لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، منذ توليه رئاسة الدولة، خريطة طريق لعلاقات أكثر رسوخاً بين الإمارات والولايات المتحدة، والتي شهد عام 1971 انطلاقتها، وباتت اليوم بفضل قيادة البلدين أكثر قوة ومتانة، مع النمو الهائل في مجال الشراكات بقطاعات الفضاء والتقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، والتعاون التجاري والاقتصادي.
وعلى أساس مشترك بتعزيز السلام والأمن في المنطقة والعالم، وينظر اليوم على نطاق واسع إلى أن البلدين نجحا في ترسيخ نموذج متطور ومستدام لعلاقاتهما الاستراتيجية، التي أثمرت العديد من الإنجازات النوعية في مختلف القطاعات الحيوية.
وأن ما تحقق من إنجازات في إطار العلاقات الثنائية يشكل حافزاً للمضي قدماً نحو المزيد من النجاحات، بما يحقق الأهداف التنموية المشتركة بين البلدين الصديقين وشعبيهما، ويقود للتوصل إلى وضع الآليات والحلول لمستقبل غني بالتعاون والشراكات.
ويمثل توقيع الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، لاستثمار 100 مليار دولار في تنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 غيغاواط في كل من الإمارات والولايات المتحدة، ومختلف أنحاء العالم، بحلول عام 2035.
والتي جرى التوقيع عليها في عام 2022 بحضور صاحب السمو رئيس الدولة، شاهداً ونموذجاً على التحالف الاستراتيجي الوثيق بين البلدين، والتزامهما في التصدي للتحديات العالمية، وتحقيق التنمية في الاقتصادات الناشئة، وتعزيز أمن الطاقة، واعتماد التكنولوجيا النظيفة.
توقيت دقيق
وتكتسب الزيارة التاريخية لصاحب السمو رئيس الدولة، من وجهة النظر الأمريكية، أهمية خاصة لما تمثله الإمارات من نموذج تنموي ناجح في المنطقة، باعتبارها بوابة حيوية لأمن واستقرار المنطقة، فضلاً عن دورها المحوري والمؤثر عالمياً، لكونها قوة دافعة للتطوير والتنمية وتعزيز الأمن والاستقرار العالمي.
إضافة إلى جملة من الرؤى المتوافقة بين قيادتي البلدين حول العديد من القضايا والتطورات، والتي تبث التفاؤل في تعزيز الجهود لتحقيق التنمية المستدامة والمنشودة، لما فيه خير البشرية في العالم أجمع. كما أن زيارة سموه تأتي في توقيت بالغ الدقة، تشهد فيه المنطقة والعالم تطورات كبيرة، متسارعة ومتشابكة، ما يستدعي حراكاً دولياً كبيراً يسهم في عودة الأمن والاستقرار إلى تلك المناطق.
وهو ما اعتادت الإمارات التصدي له، حيث برعت بحكمة قيادتها على الأخذ بزمام المبادرة، للتشاور والحوار، والعمل على عودة الأمن والاستقرار والسلام، ووقف النار، ودحر التطرف والإرهاب، وقيادة العمل الإنساني، لما فيه صالح الشعوب في كل العالم.