متابعة: نازك عيسى
كشفت دراسة جديدة عن تغييرات مهمة تحدث في الدماغ أثناء فترة الحمل، حيث تبين انخفاض في مستويات “المادة الرمادية” وارتفاع في مستويات “المادة البيضاء”، المسؤولة عن الاتصال العصبي في الدماغ.
تساهم هذه النتائج في تعميق الفهم لحالات شائعة مثل اكتئاب ما بعد الولادة، الذي يؤثر على واحدة من بين كل خمس نساء في سن الإنجاب.
وتُعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تتابع التغيرات الدماغية بشكل مستمر طوال فترة الحمل، بدلاً من الاكتفاء بمراقبة لقطات منفصلة خلال فترات مختلفة.
الدراسة ركزت على حالة امرأة حامل لأول مرة، حيث قام فريق بحث من جامعة كاليفورنيا بقيادة الباحثة لورا بريتشيت بالتقاط صور دماغية لها على فترات منتظمة كل بضعة أسابيع، بدءاً من ما قبل الحمل وأثناءه وحتى لمدة عامين بعد الولادة.
أظهرت الدراسة انخفاضًا في حجم “المادة الرمادية القشرية” بالتزامن مع التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة الحمل. وعلّق الباحثون على أن هذا الانخفاض ليس بالضرورة تغييراً سلبيًا، بل قد يعكس “ضبطًا دقيقًا” لوظائف الدماغ مع التحولات الجسدية الكبيرة التي يمر بها الجسم.
وأوضحوا أن تغيرات مشابهة تحدث في “المادة الرمادية القشرية” خلال مراحل مثل البلوغ، وهي جزء من عملية طبيعية.
تقول بريتشيت إن هذا البحث يساهم في تعميق الفهم الشامل للدماغ البشري، بما في ذلك آليات الشيخوخة. كما يمكن أن يكون له دور كبير في فهم حالات مثل اكتئاب ما بعد الولادة، إذ أكدت أن هناك الآن علاجات معتمدة لهذا النوع من الاكتئاب، لكن الاكتشاف المبكر لهذه الحالات لا يزال تحديًا. وتضيف: “كلما ازداد فهمنا لدماغ الأم، ازدادت فرصنا في تقديم الدعم المناسب وتخفيف المعاناة.”