متابعة- يوسف اسماعيل
تُعتبر البقوليات من المصادر الغذائية الغنية بالعناصر الغذائية، حيث تحتوي على البروتينات والألياف والفيتامينات والمعادن. ومع ذلك، يعاني الكثير من الناس من الشعور بالانتفاخ بعد تناولها. يُعد هذا الأمر مثيرًا للقلق، خاصةً لأولئك الذين يسعون للاستفادة من فوائدها الصحية.
في هذه المقالة، سنستعرض أسباب الشعور بالانتفاخ عند تناول البقوليات وكيفية التعامل مع هذه المشكلة.
تحتوي البقوليات مثل الفاصولياء، والحمص، والعدس على كميات كبيرة من الألياف، التي تُعتبر مفيدة للجهاز الهضمي. ومع ذلك، قد تؤدي كميات الألياف العالية إلى حدوث انتفاخ، خاصةً لدى الأشخاص الذين لا يتناولون الألياف بشكل منتظم. عندما يتم تناول الألياف بكميات كبيرة، يحتاج الجهاز الهضمي إلى وقت إضافي لمعالجتها، مما قد يؤدي إلى تراكم الغاز في الأمعاء.
إضافةً إلى ذلك، تحتوي البقوليات على مركبات تُعرف باسم الرافينوز، وهي نوع من الكربوهيدرات المعقدة. لا يمكن لبعض الأشخاص هضم الرافينوز بشكل كامل، مما يؤدي إلى تخمره في الأمعاء بواسطة البكتيريا. هذه العملية تُنتج غازات مثل الميثان والهيدروجين، والذي يمكن أن يسبب الانتفاخ والشعور بعدم الراحة.
تتأثر أيضًا نسبة إنزيمات الهضم الموجودة في الجهاز الهضمي. بعض الأشخاص قد يفتقرون إلى الإنزيمات اللازمة لهضم الأطعمة الغنية بالألياف والرافينوز، مما يؤدي إلى صعوبة في هضم البقوليات وبالتالي الشعور بالانتفاخ. قد يكون هذا الأمر أكثر شيوعًا في الأشخاص الذين يتناولون البقوليات بشكل غير منتظم.
علاوة على ذلك، يمكن أن يلعب القوام وطريقة التحضير دورًا في الشعور بالانتفاخ. بعض طرق الطهي، مثل الغلي أو النقع، قد تساعد في تقليل محتوى الرافينوز، مما يجعل البقوليات أسهل في الهضم. لذا، يُنصح بنقع البقوليات في الماء قبل الطهي، حيث يساعد ذلك في تقليل نسبة المركبات المسببة للغازات.
لا يُفضل تناول كميات كبيرة من البقوليات دفعة واحدة، خاصةً إذا لم يكن الجسم معتادًا عليها. يمكن أن يساعد التدرج في إدخال البقوليات في النظام الغذائي على تقليل الشعور بالانتفاخ. يُفضل البدء بكميات صغيرة وزيادتها تدريجيًا، مما يمنح الجهاز الهضمي الوقت الكافي للتكيف.