متابعة – علي معلا
يُعتبر السهر لفترات طويلة من الأمور الشائعة في حياة الكثير من الأشخاص في العصر الحديث. قد يكون السهر نتيجة العمل الليلي، الدراسة، الأنشطة الترفيهية، أو حتى القلق والتوتر.
ومع ذلك، فإن السهر المستمر والمتكرر يمكن أن يتسبب في أضرار جسدية ونفسية، وخاصة على الجهاز العصبي.
في هذا المقال، سنستعرض أضرار السهر على الجهاز العصبي وتأثيره على صحتنا العامة.
1. نقص النوم:
عندما نسهر لفترات طويلة، فإننا نعرض جسمنا لنقص في النوم الطبيعي. يعتبر النوم الجيد والكافي أمرًا ضروريًا لصحة الجهاز العصبي، حيث يساعد النوم في إعادة شحن الدماغ والأعصاب وترميمها. وعندما يكون هناك نقص في النوم، فإنه يمكن أن يؤدي إلى تراجع في وظائف الجهاز العصبي، مما يتسبب في تشوش في التركيز، وضعف الذاكرة، وانخفاض الحالة المزاجية، وتدهور الأداء العقلي والعاطفي.
2. زيادة خطر الاكتئاب والقلق:
السهر المستمر يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق. النوم الجيد والمنتظم يلعب دورًا هامًا في تنظيم الهرمونات والمواد الكيميائية في الدماغ التي تؤثر على المزاج. عندما يكون هناك اضطراب في نمط النوم بسبب السهر المستمر، فإن ذلك يسبب عدم توازن في هذه المواد الكيميائية، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.
3. تراجع القدرة العقلية:
السهر المستمر يمكن أن يؤدي إلى تراجع في القدرة العقلية والوظائف العصبية. عندما يتعرض الجهاز العصبي للإرهاق بسبب النقص في النوم وعدم الراحة الكافية، فإنه يمكن أن يؤثر على القدرة على التركيز، واتخاذ القرارات، والإبداع، والذاكرة. يمكن أن يكون الأداء العقلي أبطأ وأقل فعالية في حالة السهر المستمر.
4. زيادة في الوزن:
السهر المستمر وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يؤثر على الهرمونات المسؤولة عن التوازن الغذائي والشهية. قد يزيد السهر من إفراز هرمون الغرلين ويقلل من إفراز هرمون الليبتين، مما يؤدي إلى زيادة الشهية والرغبة في تناول الأطعمة العالية بالسعرات الحرارية. وبالتالي، يمكن أن يؤدي السهر المستمر إلى زيادة في تناول الطعام وزيادة الوزن، مما يعرض الفرد لخطر الإصابة بالسمنة والأمراض المرتبطة بها، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع 2.
الخلاصة
إن السهر المستمر على الجهاز العصبي يمكن أن يتسبب في أضرار جسدية ونفسية كبيرة. ينبغي على الأفراد أن يولوا اهتمامًا كبيرًا لضمان الحصول على نوم كافٍ ومنتظم لصحة الجهاز العصبي والعامة. يجب تعزيز الوعي بأهمية النوم الجيد وتبني عادات صحية للنوم، مثل تحديد ساعة نوم منتظمة، وتهيئة بيئة النوم الملائمة، وتجنب تناول المنبهات قبل النوم. قد يكون من المفيد استشارة الطبيب إذا كانت مشكلة السهر تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية والصحة العامة.