متابعة: نازك عيسى
أوضح صندوق التأمين الصحي في ألمانيا أن النشا المقاوم هو نوع خاص من النشا يتشكل عند تبريد الأطعمة التي تحتوي عليه، مثل المعكرونة والأرز والبطاطس والبقوليات (كالعدس والفول والبازلاء). هذا النوع من النشا يُطلق عليه “مقاوم” لأنه لا يتحلل بواسطة الإنزيمات الهاضمة في الأمعاء الدقيقة، التي عادةً ما تكسر الطعام إلى مكونات يمكن للجسم الاستفادة منها. وبالتالي، يصل النشا إلى الأمعاء الغليظة دون أن يتم هضمه، ويعمل كغذاء لبكتيريا الأمعاء المفيدة.
عندما يبرد الطعام، تعيد جزيئات النشا المتحللة بفعل التسخين ترتيب نفسها بشكل يجعلها غير قابلة للتحلل بواسطة إنزيم “الأميليز”، المسؤول عن تفكيك النشا، حتى إذا تم تسخين الطعام مرة أخرى. وبسبب هذه الخاصية، يحصل الجسم على طاقة أقل على شكل سعرات حرارية من النشا المقاوم مقارنة بالنشا الموجود في الأطعمة الطازجة أو المطهية، مما يسهم في فقدان الوزن.
إضافة إلى ذلك، يساعد النشا المقاوم في الحفاظ على مستويات منخفضة من السكر في الدم ويطور ما يعرف بخصائص “البريبايوتك” في الأمعاء الغليظة. وهذا يعني أن بكتيريا الأمعاء قادرة على تخمير النشا، مما ينتج حمض دهني محدد يُعرف باسم “حمض البيوتريك” (الزبدات)، الذي له فوائد كبيرة للأمعاء، بما في ذلك:
– تزويد خلايا القولون بالطاقة.
– تحفيز انقسام وتجديد الخلايا في الغشاء المخاطي للأمعاء.
– إزالة السموم من المواد الضارة.
– وربما تحييد الأحماض الصفراوية التي قد تسبب السرطان.
يستفيد من هذه الآلية الأشخاص الذين يعانون من أمراض التهاب الأمعاء المزمنة مثل التهاب القولون التقرحي أو مرض كرون، حيث يُعتبر “حمض البيوتريك” جزءًا من العلاج الغذائي لهذه الحالات إلى جانب المكونات الغذائية الفعالة الأخرى مثل أحماض أوميجا 3 الدهنية.