متابعة: نازك عيسى
طور باحثون في بريطانيا تقنية مبتكرة وصفوها بأنها “ثورية” لتحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأزمة قلبية قبل حدوثها بنحو عشر سنوات.
ونشرت دراسة تسلط الضوء على هذه التقنية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي للكشف عن الالتهابات في القلب التي لا تظهر في الفحوص الطبية التقليدية. يجري حاليًا تنفيذ مشروع تجريبي، مدعوم من هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، لاختبار التقنية في خمسة مستشفيات في أكسفورد، ميلتون كينز، ليستر، ليفربول، ووولفرهامبتون.
وأوضحت الشركة المطورة للتقنية “كارستو دايجنوستيكس”، المنبثقة عن جامعة أكسفورد، أنها تعمل على تعديل التقنية لتشمل الوقاية من السكتات الدماغية والسكري أيضًا.
تعتمد التقنية على خوارزمية متقدمة تكشف عن التهاب الشرايين التاجية واللويحات المتراكمة فيها، حيث يقوم مختصون بتقييم دقتها. يتم استخدام منصة الذكاء الاصطناعي “CaRi-Heart” لتحليل التصوير المقطعي الروتيني للمرضى الذين يعانون من آلام في الصدر.
وأشار الباحثون إلى أن التقنية الجديدة تتيح لهم تحديد المرضى الذين يعانون من نشاط مرضي في شرايينهم قبل أن يتطور المرض إلى أزمة قلبية. هذا يسمح للأطباء بالتدخل مبكرًا لمنع تطور المرض وبالتالي تفادي الأزمات القلبية.
شملت الدراسة 40 ألف مريض، وأظهرت أن 80% من المرضى يُعادون إلى الرعاية الأولية دون خطة وقائية أو علاجية محددة، مما يجعلهم أكثر عرضة للوفاة بأمراض القلب خلال السنوات العشر المقبلة بمعدل يتراوح بين 20 إلى 30 مرة. ومع ذلك، بفضل التقنية الجديدة، تلقى 45% من هؤلاء المرضى العلاج أو النصائح بتغيير نمط الحياة لمواجهة خطر الأزمات القلبية المستقبلية.
من بين المشاركين في الدراسة، كان إيان بيكفورد، البالغ من العمر 58 عامًا من ليسترشير، قد خضع لفحص التصوير المقطعي باستخدام الذكاء الاصطناعي، وأظهرت النتائج أنه معرض لخطر الإصابة بأزمة قلبية. بناءً على ذلك، بدأ بتناول أدوية “الستاتين”، وتوقف عن التدخين، وزيادة نشاطه البدني كإجراءات وقائية ضد الأزمات القلبية.