متابعة: نازك عيسى
استقطبت مزرعة صغيرة في الريف الفرنسي اهتمام الإعلام بعد أن تم تسليط الضوء على نوع مميز من اللحوم يُسمى “السبات”، والذي يُخزن لمدة تصل إلى 15 عاماً دون أن يفقد جودته.
وأوضح مالك المزرعة، ألكسندر بولمار، أن تجربة عائلته مع هذه التقنية الفريدة لحفظ اللحوم لاقت اهتماماً إعلامياً منذ التسعينيات، لكنها عادت إلى الأضواء مجدداً بعد انتهاء جائحة كورونا، حيث تم التأكد من فعاليتها.
وأشار بولمار إلى أن “سبات اللحم” بدأه الحفيد السادس للعائلة، التي بدأت إنتاج هذا النوع من اللحم منذ عام 1846. وبرزت شهرة هذه الطريقة بعد أن ابتكر أجداد بولمار طريقة معالجة اللحوم التي تعتمد على نفخ الهواء البارد بسرعات تصل إلى 120 كيلومتراً في الساعة، مع وضع اللحوم في بيئة تبلغ حرارتها 43 درجة مئوية تحت الصفر، في مختبر المزرعة المتطور.
وأوضح أن عملية السبات تسمح للنضج على مدى فترات أطول بكثير من المعتاد. فعادةً ما يُنضج لحم البقر الجاف لبضعة أسابيع، لكن فترة السبات التي تستخدمها المزرعة تجعل من الممكن نضجه لمدة تصل إلى 15 عاماً أو أكثر.
بدأت العملية في غرف بسيطة وبكميات صغيرة، لكنها تطورت إلى مختبر ضخم يعالج اللحوم على مدى أكثر من عقد من الزمن دون أن تفقد جودتها. وكلما زادت مدة المعالجة، ارتفعت الجودة والسعر. فعلى سبيل المثال، يُباع كيلوغرام واحد من شريحة ضلع البقر المعالجة بطريقة “السبات” لمدة 15 عاماً بسعر يصل إلى 3200 دولار.
يعتبر بولمار نفسه الجزار الوحيد في العالم الذي يقوم بهذه التقنية حالياً، ويعتقد أن لحم البقر الذي ينتجه له نكهة خاصة وفريدة.